حوار مع الشاعر خليف الغالب
تاريخ النشر : 2017-05-11
حوار مع الشاعر خليف الغالب


مجلة الجوبة تحاور الشاعر الفائز بجائزة سوق عكاظ

أعلن الشاعر خليف الغالب في حوار مع مجلة الجوبة العدد 55 انه متفائل بمرحلة قوية للأدب السعودي.. والحركة الثقافية ستكون الأميز في الوطن العربي

قال الشاعر خليف الغالب : لطالما كان الإبداع متمردا على سنن النقاد وصرامتهم.. لكن على الشاعر أن يحذر من تسرب الصبغة الأكاديمية الجافة إلى ماء إبداعه..!

وأضاف بأن الإنترنت حاضن رقمي للإبداع، و فوائده على الأدب والفنون أجل من الإحصاء ، لكني لا أرى حتى اليوم خصائص فنية فارقة في منتجه الأدبي

وقال الشاعر الفائز بجائزة شاعر شباب سوق عكاظ  : أكتب النص العامي محبة في هذا اللون وتعبيرا عن بعض الذات المتشظية..!

وأضاف في حوار أجراه لمجلة الجوبة عمر بو قاسم لا أرى أديبا مميزا إلا وهو قارئ مميز.. والإلمام بالتراث وقراءته والوعي به من أهم ميزات الأدباء البارعين

وقال  إن السرد أصبح ديوان العالم الكبير، ولا غرابة أن تتوجه إليه الأقلام.. وهو فن عظيم له أهله ومبدعوه..!

وكانت البصمة الأولى التي تميز بها شاعر شباب سوق عكاظ الشاعر خليف الغالب هي :  "رسالة إلى الشنفرى"..  و هي ليست مجرد قصيدة بل هي بمثابة جسر روحي بين الماضي والحاضر بناه الشاعر بأدواته الشعرية والثقافية الخاصة بشاعرنا، تعمدت أن تكون مقدمة الحوار بعنوان قصيدته "رسالة إلى الشنفرى" لأنها تنسجم كثيرا مع جنونه ومغامراته كشاعر وثقته كمثقف وأكاديمي .. وعند سؤالي عن توجهه الثقافي الأكاديمي، ..ألن يترك أثراً على الشاعر خليف الغالب على المستوى الإبداعي؟، قال: " ولطالما كان الإبداع متمردا على سنن النقاد وصرامتهم.. لكن على الشاعر أن يحذر من تسرب الصبغة الأكاديمية الجافة إلى ماء إبداعه، وهناك تجارب عربية مهمة جمعت بين التنظير الأكاديمي والإبداع الأدبي..".. وفيما يلي نص الحوار الذي أجرته الجوبة 55 :

كنت أتوقع فوزي..!

-           قرأت في إحدى الصحف خبرا عنك، بعد حصولك لجائزة شاعر شباب سوق عكاظ، وكان هذا الخبر يتضمن تصريح لك بأنك كنت تتوقع فوزك بالجائزة، وأنها أي الجائزة هي بمثابة نقطة مهمة وتحول في مسيرتك، .. ماذا تقول في اتجاه هذا البوح؟

 

 نعم كنت أتوقع فوزي .لا لشيء في شعري، بل هو حدس وحسن ظن خامرني قبل إعلان الجائزة من قِبل سمو الأمير خالد الفيصل.. وأعدّ فوزي بجائزة شباب عكاظ أحد أهم المنعطفات المهمة في تجربتي القصيرة، وهي بلا شك رافد كبير ومصدر اعتزاز، لكن ذلك حملني كثيرا من الحذر والتأني ..لذلك لم أقدم ديواني بعد، الشعر بشكل عام طريق مليء بالأسئلة والاحترازات والشكوك والقلق.. وهو بعد ذلك نبع إنساني يعبر عن أسئلة الإنسان ووجوده ووعيه بهذا الوجود، وأرجو أن يمنحني بعض أسراره وأستاره. 

قصيدة "خيانة ماضٍ ووجع..!"

-           قريبا ستصافح الساحة الشعرية بديوانك الأول، هذا ما استنتجته من حوار جانبي كان بيننا، وأنا أثق بأنك تحرص على الإضافة والتميز،هل نحظى بأن تقرأ علينا نص من هذا الديوان ؟


أرجو أن يكتب لهذا الديوان القبول ..وهذا أحد النصوص :

"خيانة ماضٍ ووجع!"

قف أيها المُتساقط النائي

دعني أُلملمُ منكَ : أشيائي!

دعني أراك وأنتَ تفقدني

وتذوب في وهَجي وأصدائي

قد خُنتُ ليلَـك .. يا ضياع دمي

كيف انغمستُ بذُلِّ أضوائي؟!

كيف احتقرتُ مشيبَ قافيتي

وسحــلتها في كل ضوضاءِ

عـرَّيتُ نُبلكَ في الطريق ضحىً

وكسرتُ فيكَ .. شهامةَ الطائي!

وأنَـخْتُ راحلةَ الكلام على

زنديك .. في سفَري و وعثائي

قد خُنتُ ليلكَ .. لستُ معتذراً

لا عُذرَ يحملني .. لظلمائي!

عيناك جامدتان ! و وجعي

تأبى البكاءَ .. وأنتَ من ماءِ !

عاصٍ على الأسماء .. مكتملٌ

ولقد بَـكتْـكَ جميع أسمائي

رؤياكَ : نهرُ الصمت يحرسني

وتبخرت رؤياك .. يارائي

"لا ظلَّ يتبعنــي" لأتــبعهُ

أين الشفاء .. ورُقيتي : دائي!

لا عذر ليل يــردَّما اقترفتْ

لغتي.. ولا "نعَمٌ" تقـــي "لائي" !

لا عذر لي وغوايتي : نفَسي

والقلب معجونٌ بأخطــائي

أتحسس الأحباب في كبِدي

ماذا تبقــى من أحبّــائي؟!

يا أيها الموتى انبشوا جسـدي

إني أَمَــتُّ جميعَ أحـيائي!


الإبداع يتمرد على سنن النقاد..!

-           وأنت حاصل على درجة الماجستير في الأدب السعودي، والآن تحضر لنيل درجة الدكتوراه،هذا التوجه الثقافي الأكاديمي، ألن يترك أثراً على الشاعر خليف الغالب على المستوى الإبداعي؟

... أن تكون دارسا لما تحبه وتهتم به أمر جميل، وله أثر بالغ على ما يكتبه الشاعر.. فالقراءات الأدبية والدراسات النقدية ترفد النص الإبداعي وتوجهه.. ولطالما كان الإبداع متمردا على سنن النقاد وصرامتهم.. لكن على الشاعر أن يحذر من تسرب الصبغة الأكاديمية الجافة إلى ماء إبداعه، وهناك تجارب عربية مهمة جمعت بين التنظير الأكاديمي والإبداع الأدبي.. مثل الناقد الروائي التونسي شكري المبخوت.. والفلسطيني العراقي جبرا ابراهيم جبرا فهو ناقد وشاعر وروائي، واليمني عبدالعزيز المقالح الشاعر الناقد، والمغربي الرائع عبدالفتاح كيليطو.. وغيرهم كثير.

-           من الواضح توجه الكثير من الأسماء الشعرية في السعودية لكتابة الرواية في السنوات الأخيرة، هل لهذا التوجه تفسيرا لديك؟

السرد أصبح ديوان العالم الكبير، ولا غرابة أن تتوجه إليه الأقلام وتتطاول إليه الأعناق.. وهو فن عظيم له أهله ومبدعوه.. ومن أراد اقتحام أسواره فيجب أن يكون ذا قراءة معمقة فيه.. وبكل أسف فقد استسهله كثير من الكتاب.. فنتجت أعمال محبطة، وهناك مبدعون مميزون يمتلكون في هذا الطريق أدواته.. وقد نجح بعضهم نجاحا باهرا.. نذكر محمد حسن علوان الذي بدأ شاعرا ثم اتجه إلى الرواية وكتب فيها تجارب لافتة.. لا إشكال في التحول فهو سمة للفن، الإشكال في محاولة التجريب على غير بصيرة.

-           هناك تصنيف يقيم الساحات الشعرية من بلد إلى آخر.. فمثلا هناك شعراء يصنفون ساحاتهم بأنها الأكثر تألقا وجدية، كيف تقيم أنت الساحة الشعرية السعودية؟

الساحة السعودية مميزة.. ولا أعني ما يدور في المؤسسات الرسمية فحسب، بل أشمل تلك الحركة الشبابية الجادة في الشعر والسرد والترجمة والنقد، هناك غثاء كثير لكنه سيماء طبيعية في ذا الزمن.. متفائل بمرحلة قوية للأدب السعودي والحركة الثقافية تكون الأميز في الوطن العربي. لدينا حركة ترجمة من شباب مميزين.. وحلقات فلسفية وندوات وأمسيات ومعارض.. وقد تكون المملكة أبرز البلاد العربية في جانب المحاضرات والندوات والأمسيات ..وسيترك كل هذا أثره.

-           لديك حضور مميز مع الشعر النبطي، كشاعر يملك صوت مميز في هذه الساحة، وبقصائد مميزة، ما سر حضورك في هذا الفضاء؟

ليس لي حضور جاد في هدا المجال.. أكتب النص العامي محبة في هدا اللون وتعبيرا عن بعض الذات المتشظية.. وفي الساحة الشعبية ما هو مميز جدا على مستوى الصورة والخيال والفكرة..

-           في ظل التغيرات السياسية والاقتصادية التي يشهدها العالم العربي، ما الأثر الذي قد تتركه هذه التغيرات على شكل ومضمون الخطاب الإبداعي؟

-           لا أعرف على وجه التحديد.. لكن التغيرات الكبرى تضرب بظلالها على الأدب بصورة جليّة.. وأظن الأدب سيحتوي هذه التحولات.. إذ هذا من طبيعته وتكوينه. وكم واكب الأدب ظروفاً كبيرة واستطاع التعبير والتشكّل والمواجهة.. مرّ بالعرب ظروف وتغيرات جذرية في العصر العباسي من انفتاح على الأمم وتواصل مع الآخر وثورات وانقلابات وحروب وواكب الأدب كل هذا وتأثر به.. ومرت بأوروبا الثورة الصناعية والحروب العالمية وكان الأدب في كل ذلك حاضرا كما هو الإنسان.. الأدب باقٍ ما بقي الإنسان.

-           ما المواقع التي تنصح الشعراء والمثقفين بزيارتها على شبكة الإنترنت؟

كثيرة.. لكن "موسوعة أدب العالمية" أحد أبرز هده المواقع، ففيها جهد كبير وعمل واضح، كذلك موقع "حكمة" الثري فكريا وفلسفياً..

-           أنت قارئ جيد للتراث الشعري،00 شعراء اليوم منهم من لم يقرأ وليس لديه أصلاً أدوات القراءة لهذا الموروث، ويحرصون على قراءة بعضهم وما هو مترجم ، ماذا تقول في هذا؟

لا أزعم أني مجيد.. ولكل وجهة هو موليها.. لكني لا أرى أديبا مميزا إلا وهو قارئ مميز.. والإلمام بالتراث وقراءته والوعي به من أهم ميزات الأدباء البارعين. ذلك أن التراث يحمل كماً هائلا من المعارف و الأفكار  والصور وهو سبيل للوعي بالحاضر واستشراف آفاق المستقبل.. ولا غنى للقارئ من معرفة نتاج الآداب الأخرى والإفادة من أدبها ومعرفتها ومناهج بحثها.. وليس بين الأمرين تعارض.

-           ظهر في السنوات الأخيرة مصطلح، لا أعرف هل وصل إلى مسمعك وهو "شعر أو شعراء النت" ماذا تقول هل سيكون هذا ملاذاً للقصيدة وبخصائص فنية مغايرة؟

الإنترنت حاضن رقمي للإبداع، و فوائده على الأدب والفنون أجل من الإحصاء ، لكني لا أرى حتى اليوم خصائص فنية فارقة في منتجه الأدبي، وإن كان من النقاد من يرى انحرافا في بنية النص وتركيبه فيما يسمى "النص الإلكتروني" ..أما في الرواية الإلكترونية فهناك فروق كبيرة بينها وبين الرواية الورقية.. ذلك أنها تعتمد على التشكيل الإلكتروني والصورة والخيارات الرقمية بوصفها عنصرا رئيسا من عناصر السرد لا تتم الرواية إلا بها.. أما في الشعر فليس للنت سوى أنه حاضن للإبداع يزيد في انتشاره وتوسع مقروئيته.

... لا أمتلك مكتبة غنية !

-           هل لنا أن نتعرف على محتوى مكتبتك؟

الأدب له الحصة الكبرى.. الدواوين الشعرية والروايات العربية والعالمية والدراسات النقدية في السرد والشعر والنظرية.. ثم الكتب الفكرية بنسبة أقل.. ثم تجيء الاهتمامات الأخرى ..هذا ولستُ أمتلك مكتبة غنية.. بل هي مكتبة محدودة..

أهتم كثيرا بالدراسات النقدية للشعر والسرد.. وكذلك بالكتب المهتمة بقضايا المصطلح النقدي، بالإضافة إلى كتب تراثية في الأدب والبلاغة كالبيان والتبيين للجاحظ وطبقات فحول الشعراء لابن سلام وكتب قديمة بن جعفر وابن طباطبا والتوحيدي وثعلب وغيرهم.. أما في الدواوين الشعرية فغالبها لشعراء القرن العشرين، والروايات كذلك تتوزع بين روايات عالمية مترجمة وروايات عربية..

أحاول أن أهتم بما هو أصيل ومتميز وأفشل أحيانا فأخسر فيما هو رديء ومكرور.

وكان قد  صدر العدد الخامس والخمسون  من مجلة الجوبة الثقافية، حاملا معه العديد من المواد الإبداعية والمقالات والدراسات وقراءات الكتب حيث يكتب  رئيس التحرير الأستاذ إبراهيم الحميد في  افتتاحيته عن مهرجان الجنادرية مشيرا إلى أنه مهرجان كبير في اسمه وفي موضوعه، مؤكدا أن وزارة الحرس الوطني تبقى الجهة التي تعطي المهرجان حياته وبقاءه.

في باب دراسات  ، كتاب الجوف وادي النفاخ لمعالي الأمير  عبدالرحمن  بن أحمد السديري ل آيات عفيفي بقراءة   ، وهويدا صالح في قراءة لرواية صورة وإناء في المزاد للكاتب السعودي العاصي بن فهيد ، فقراءة في ديوان الشاعرة السعودية نجاة الماجد للتونسي عبدالقادر  القلسي، وكتبت سعاد مسكين مقالة في النص المترابط المفهوم والصيرورة  والمقاصد، فابراهيم الحجري في قراءة  لديوان لا تجرح  الماء للشاعر السعودي أحمد قران الزهراني ، و عاهل الجزيرة الملك عبدالعزيز رحمه الله في وادي النيل لمصطفى يعقوب. أما نجاة الزباير فقدمت قراءة في ديوان "معبر الأضداد"* للشاعر أحمد بلحاج آية  وارهام، و هشام بنشاوي في قراءة لديوان مخرج طواريء للشاعر إبراهيم زولي .

كما كتب في باب نوافذ كل من عبدالله الزماي واستطلاع في الروائي وشخصياته

من يقود الآخر؟ وتنشر مجلة الجوبة تحقيق موسع عن مهرجان الجنادرية    ، وأبو بكر خالد سعد الله في فنون الرياضيات : من الشريط إلى الزجاجة.

وتحاور مجلة الجوبة الناقد  الدكتور سعد البازعي  الذي قابلته هدى الدغفق  ويقول: إن  القلق يتحول إلى معرفة حين تتوفر لدى الإنسان الملكة أو الموهبة من ناحية، والمحصول الثقافي أو الفكري من ناحية أخرى، وأن تويتر بمساحته الضيقة لا يتيح حيزاً كافياً للتحليل، وإنما هو للخاطرة العابرة.

وفي مجال سيرة وإنجاز تقدم الجوبة الأديب  زياد بن عبدالكريم  السالم

وفي   القصة القصيرة  شارك كل من: عبدالله السفر، وفاء الحربي، مشاري محمد، حليمة الفرجي، أميرة الوصيف، أحمد طوسون، رجاء الفولي، فهد المصبح، ماجد سليمان.

كما شارك جمع من الشعراء هم نواره لحرش، نجاة خيري، ملاك الخالدي، مجد السريحين، محمود الرمحي، عبدالوهاب الملوح، مها العتيبي، ميسون النوباني، نوير العتيبي، نجاة الماجد، حنان الريس، احمد تمساح.

وفي باب الترجمة شارك كل من  ياسمينة صالح وتركية العمري..

إضافة إلى قراءات عديدة من الكتب ..

أما لوحة الغلاف فهي لوحة تشكيلية من الورشة الفنية لبنات من الجوف- لجنة التنمية الاجتماعية- بالتعاون مع جمعية  الثقافة والفنون بالجوف.

والجدير ذكره أن الجوبة مجلة ثقافية  تصدر كل ثلاثة أشهر ضمن برنامج  النشر ودعم الأبحاث  بمركز عبد الرحمن السديري الثقافي بمنطقة الجوف  السعودية