الصمت أحياناً مفيد - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2017-04-26
الصمت أحياناً مفيد  - ميسون كحيل


الصمت أحياناً مفيد 

عاتبني الأخ العزيز د. مازن صافي على الصوم عن الكتابة خلال الأيام السابقة والاكتفاء بالنشر على صفحة الفيسبوك فقط!! ولا أخفيكم أن سؤاله قد سرني بالرغم من تعمدي فعل ذلك،  فببساطة أشعر أنني قد كتبت ووضحت خلال الشهور السابقة رؤيتي لما نعيشه الآن وما سنراه قريبا ..فما الداعي للتكرار والكتابة في مواضيع استفضت وآخرين غيري بالحديث عنها لكن دون جدوى؟! و ما دفعني هنا للكتابة اليوم ليس إلحاح الصديق صافي فقط بل ايضا اقتراب حلول ذكرى نكبتنا الأولى عام 1948 والوضع المزري الذي وصلت إليه قضيتنا بفعل بعض من أبنائها العاقين، وما يحدث اليوم ليس ببعيد عما حدث في تلك الفترة البغيضة؛ وكأن التاريخ يعيد نفسه مع اختلاف الوجوه والأسماء، فمن قايضوا وقبضوا الثمن هم أنفسهم من ينشرون في الناس والأرض الفساد.. فلا زلت أتذكر ما كان يقصه علي والدي إبان خروجهم من يافا ووصولهم لغزة بعد أن طلبت منهم الجيوش العربية اخلاء المدينة لمواجهة العصابات الصهيونية وطردهم منها.. فما حدث هو العكس ولا زال الحاضر شاهدا عليه .. خرجوا من قراهم ومدنهم ليعودوا اليها بعد أيام لكن .. اقترب العقد السابع للجوئهم وما عاد أي منهم ..وتغولت اسرائيل وتوسعت في ظل الخطب العرمرمية التي تهدد بزوالها واختفائها عن الخارطة!! والغريب في الأمر أن هناك من لا يزال يصدق وعود التحرير والخطابات النارية وزوال إسرائيل...وما أن تمر السنين حتى نكتشف أن أصحاب تلك الخطب ما هم إلا ممثلين برعوا في أداء الدور المنوط بهم بكفاءة واقتدار ... والمصيبة كلما انتهى أو مات أي ممثل منهم أبرزوا لنا من هو أبرع من سابقيه ..والشعب للأسف ينساق ويصدق إلى أن يكتشف الحقيقة متأخراً...!

هل عرفت يا صديقي لماذا أحجمت عن الكتابة؟ سألني صديقي وقد كتبت وأجبت و بدوري أسأل القراء الأعزاء متى سيكتب شعبي ويقول كلمته ؟ !

كاتم الصوت: التراجع من جهة يعني الثبات على الأمر الواقع وعدم التراجع من جهة أخرى يعني الاستمرار على هذا الواقع. 

كلام في سرك: قناعة عربية وتأييد ملحوظ لخطوات الرئيس القادمة.