تفاهة العامة بين شكسبير وأرويل بقلم: رائد الحواري
تاريخ النشر : 2017-04-21
تفاهة العامة بين شكسبير وأرويل
في مسرحية يولوس قيصر لشكسبير قدم لنا العامة بصورة تابع مجرور، فبعد خطبة بروتس تفاعلت معه وصفقت له مؤيده لما جاء في خطبته، ولكنها بعد أن خطب فيها أنطونيس نجدها تنقلب بروتس، وكأنها لم تكن قبل دقائق مؤيدة وداعمة لما قاله سلفه، وهذا يشير إلى أن الانجليز تحدثوا عن هذا الأمر بموضوعية بعيد عن الشعرات والخطب الرنانة, ونجد هذا الأمر في "مزرعة الحيوان" لجورج أورويل الذي تنبه إلى عقم الثورات والتغيرات التي تجري في العالم المتخلف، فنجد العامة تحفر قبرها بيدها وهي سعيدة بهذا الفعل، هذا ما كان في مزرعة الحيوان، فنجد حيوانات المزرعة تعيش في تعاسة كما كان حالها أيام جونز وأكثر، لكن طريقة تعامل الخنزير "نابليون" معها جعلها تقوم بعين الفعل السابق وأكثر وهي راضة عن فعلها، وكأنها تعد نفسها للدخول إلى الفردوس.
رغم أن "أورويل" كتب روايته عن النظام السوفييتي تحديدا، وعن "سالين" إلا أننا يمكننا أن نكتشف عبقرية الكاتب التي يمكنننا أسقاطها على واقعنا العربي الآن، فنجد العراق الذي وعد بالديمقراطية يأن تحت نير الموت والخراب بأدي ما ادعى وجاء ليحرر الشعب من "الطاغية" ونجد الشعب الليبي يتقهقر إلى نظام القبائل بعد أن تم القطاء على "المجنون" ونجد الشعب السوري يتشرد ويقتل بيد من جاء ليخصه من نظام "العلوي" وها هم اليمنيون يتشردون تحت مقولة القضاء على نظام "عبد الله صالح" وكل مقتنع بما يقوم به ومؤمن بعدالة الموت والتشرد والدمار الذي يحدث، أليس كل هذا يؤكد تعاسة وتفاهة وعقم العامة؟
فلا يوجد جماهير ولا شعب يستوعب بأن القتل والخراب لا يصب في مصلحته، وأن كل ما كان ما هو إلا كذبة (قد الدنيا) تبنيناها وها نحن ندفع ثمن تخلفنا وعجزنا عن رؤية الحقائق كما هي، وليس كما نريدها نحن.
اجزم أن "مزرعة الحيوان" تنطبق علينا تماما وأكثر، ونستشهد هنا بما جاء في مسرحية "لولو" للرحابنة بقول "لولو": "ناس في الخنادق وناس في البارات، الحرية كرتون، ... بكفي يا جدي... خذني معك، خذني معك"