للقدس حكايا يملؤها الحزن بقلم عطا الله شاهين
تاريخ النشر : 2017-04-20
للقدس حكايا يملؤها الحزن بقلم عطا الله شاهين


للقدس حكايا يملؤها الحزن
عطا الله شاهين
منْ يريد من الفلسطينيين الذهاب إلى القدس عليه أن يمرَّ عبر حاجز قلنديا، فالقدس باتتْ محاصرة بعد أن بُني حولها جدار، وفصلها عن باقي مدن الضفة الغربية ..فالمواطن الفلسطيني عندما يزور القدس يشعر بأنه لا يريد أن يفارقها من كثرة جمالِها، وحينما يتجول أي زائر فيها يرى المدينة تتشح بالحزن على فقدانها لأبنائها، من جراء ما تتعرض له المدينة من اعتداءات متواصلة بحق أهلها .. فالمسجد الأقصى كما نرى يقتحم يوميا من قطعان المستوطنين، لكن ما يجذب الزائر الفلسطيني هناك روائح نباتات فلسطينية في أزقة ساحرة بصاميمها المعمارية.. ولا يمكن لأي أحد أن يزور القدس دون أن يعرّج ليرى قبة الصخرة، التي طالما حظيت قبة الصخرة باهتمام المصورين والصحافيين ليس لأهميتها الدينية والتاريخية والثقافية فحسب، بل ولجمالها المعماري أيضا.. فأسواق القدس هي جزء من حكايا المدينة وتشكل جزءا أصيلا من هويتها، لكن الأسواق مع الزمن تضررت.. فمدينة القدس ما زالت تتعرض لحصار اقتصادي، رغم خنقها بجدار فصل يحيطها من كل الجهات.. كما وأنه تم إغلاق مئات المتاجر بعد انتفاضة الأقصى مما أثر على اقتصاد المدينة، وما يحزن المواطن الفلسطيني الزائر إليها عندما يرى أن أسواق القدس وبلدتها القديمة ومعالم هذا المكان، التي تشكلت عبر آلاف السنين، تتلاشى شيئاً فشيئاً.. فحكايا القدس لا تنتهي، فمعاناة أهلها يراها الزائر جلية على وجوههم.. فللقدس حكايا يملؤها الحزن من جراء ما تتعرض له المدينة من تهويد ممنهج لطرد سكانها الأصليين، وهذا ما يحزن أي فلسطيني زائر إلى أزقتها وشوارعها ومبانيها ومقدساتها..