قلة أدب بقلم: مجدي السماك
تاريخ النشر : 2017-04-20
قلة أدب بقلم: مجدي السماك


قلة أدب. بقلم: مجدي السماك.
معرفتي بتراثنا.. هي التي جعلتني لا أثق بالوعاظ.. ولا أثق برجال الدين. وكنت قد اكتشفت حقيقتهم منذ زمن سحيق مسطور في كتب الأولين.. وكتب اللاحقين.
ها هم يضعون بكل ما لديهم من وقاحة وقلة أدب.. صورة رئيس شعبنا على رأس حمار.. ثم بعد ذلك كعادتهم يسترسلون ويطنبون في مجالسهم ودروسهم وخطبهم.. في شرح كلام الله وفقا لما يهوون ويرغبون: وخلقنا الإنسان في أحسن تقويم. وقوله: يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك. وكرمنا بني آدم. وليس هذا فقط.. بل هناك الكثير من كلام الله المحكم الذي يضربون به عرض الحائط وغير الحائط.. ويتركونه جانبا إلى حين يلزمهم كي يستشهدوا به في موقف طارئ.. للدفاع به عن إحدى مصالحهم الدنيوية المشبعة بغريزة شبقة لحب الحياة وما تعح به من متاع وغرور. ومصالحهم هذه كثيرة ومتنوعة.. فهي لا تعد ولا تحصى ولا تنتهي.. وكلها تحتاج في نظرهم وعقلهم غير المدبر إلى تبرير وتسويغ وتسويق وتنميق.. لهذا يكثرون من اللجوء إلى كلام الله كي يخضعوا لسلطانهم قلوب وعقول البسطاء من المؤمنين المخلصين.. وغير المخلصين.
ويا ويلك ويا ظلام ليلك لو أخطأت أمامهم وقمت بالسخرية بكلمة واحدة من إنسان أو شخص معين.. حتى لو كان تافها ويستحق السخرية.. سوف يتلون عليك بكل خشوعهم المصطنع وورعهم الكاذب كلام خير الخالقين: ويل لكل همزة لمزة. يا أيها الذين آمنوا لا يغتب بعضكم بعضا. لا يسخر قوم من قوم. إلى آخر ما هنالك من آيات وهي عديدة في القرآن الكريم.. آيات تنهى عن السخرية والتحقير للإنسان الذي خلقه رب الأولين ورب الآخرين.
هذا ناهيك عن الحوار معهم.. وألفاظهم القبيحة.. والتشكيك بك.. والإستعلاء.. والفخر.. سينتابك حينئذ شعور بأنهم لم يسمعوا ولم يعرفوا الآية: وجادلهم بالتي هي أحسن. فهم يعملون بالعكس تماما.. ويجادلون بالتي هي أسوأ وأقبح.. كأن الآية لم تتنزل إليهم.. وكأنهم ليسوا مؤمنين.. أو كأن الآيات نزلت على الفرنسيين والنمساويين الذين يحترمون الإنسان ويحفونه بالتقدير والإحترام والتكريم.
ما فعله المتدينون بصورة الرئيس هو إساءة وإهانة من هؤلاء عديمي الأخلاق وفاقدي التربية السافلين. من حق أي مواطن أن يختلف مع الرئيس.. وأن ينقده.. وأن يعارضه.. ولكن بشكل محترم.. وطريقة محترمة.. وأسلوب محترم. وليس من حقك إهانة الرئيس أو غير الرئيس من المواطنين.. فهذه ليست أخلاق القرآن.. كما هي أيضا ليست أخلاق التوارة والإنجيل.
أقول هذا.. مع علمي المسبق وتأكيدي بأن الله خلق الإنسان وسواه ونفخ فيه من روحه وكرمه.. ولكن رجال الدين أهانوه واستهزأوا به وحقروه.