اسرانا ومعركة الكرامة بقلم: ماجد عبد الله الخطيب
تاريخ النشر : 2017-04-20
أسرانا ومعركة الكرامة
بقلم: ماجد عبد الله الخطيب

ها هم أسرانا يطوون اليوم الثالث من ايام معركة الحق ، معركة العزة ، معركة الشموخ والكبرياء ، بعد ما ان قرروا الوقوف بهاماتً عالية ، ورؤوسً حليقة ، وبطوناً خاوية ، امام عنجهية الجلاد وظلمه، واضطهاده وقمعه، وسياسته الارهابية ، ليس بحق أسرانا ، بل بحق الكل الفلسطيني ، ارضاً وشعباً .
وقفوا بعد ان اجتمع الاسرى كلهم على قلب رجلً واحد، وقائداً واحد، هو الأخ المناضل والقائد الكبير مروان البرغوثي، وقفوا ليحققوا بعض المطالب ، اقل ما يقال عنها مطالب عادلة وطبيعية ، ويجب على السجان ان ينصاع لتلك المطالب وتحقيقها.
لقد ارادوا أسرانا الابطال ، اسرى الحرية والكرامة ان يوجهوا عدة رسائل في اتجاهات مختلفة، اولها للعدو الصهيوني الغاشم، مفادها باننا أي الاسرى ليسوا ارقاما ولا قتلة ولا قتلى كما يتوهم الواهمون ، بل نحن الصخرة الصلبة التي تعيق كل اهدافهم، ونحن خط الدفاع الاهم في وجه كل مخططاتهم وارهابهم، ولن يهدأ لك ايها الغاشم بال ولن تهنئ لحظة ما دامنا نحن في الاسر..
والرسالة الثانية موجه للمجتمع الدولي برمته باننا نحن ليسوا بإرهابين فنحنُ معتقلون لدفاعنا عن المساجد والكنائس، والاماكن الحضارية والتراثية والتاريخية ، فنحن معتقلون لأننا دافعنا عن النساء والاطفال .. عن الطلبة .. عن المصلين والعابدين .. والعاملين في اراضيهم ، ولأننا دافعنا عن شعبنا ليعيش بكرامة وبإنسانية كباقي شعوب الارض الحرة ،ان كان هذا ارهاباً فسجلوا واكتبوا بأننا ارهابيون.
ان هذا الاضراب يوجه رسالة الى قيادة السلطة الوطنية وقيادات الفصائل المختلفة باننا قادرون على الوحدة ، قادرون على مواجهة العدو ، ان معركة الجوع توضح لقيادات السلطة والفصائل جميعاً ان عليكم التنازل عن جزءً من امتيازاتكم حتى وان كانت حقاً لكم، لأجل الشعب .
اما الرسالة الاخيرة فهي موجهة الى شعبنا الفلسطيني المعطاء ، بأن لا انجازات دون تضحيات ودون صبر، وان على الكل الفلسطيني ان يدرك ان هذه المعركة معركة الكل ، وعلينا ان نعمل على كل الاصعدة لنصرة اسرانا الذين رسموا بدمائهم ودماء الجرحى حدود الوطن، وجسدوا بأجسامهم واشلاء الشهداء تضاريس الارض المباركة وبقيود حريتهم اشعلوا منارة الهدى للمناضلين .
ان الاسرى لهم حقً علينا ان نساندهم وندعمهم لأنه في ذلك دعماً لنا ، وعلينا ان نوضح ونشرح للعالم بأسره قضيتهم فهي قضيتنا، فعلى الجميع ان يدرك ان معركة الاسرى معركة الكرامة هي معركتنا نحن جميعاً، الحرية كل الحرية لأسرانا والخزي والعار للمتخاذلين.