حول المصطلحات المستخدمة من قبل الأسرى الفلسطينيين والعرب داخل المعتقلات الإسرائيلية وخارجها
تاريخ النشر : 2017-04-19
حول المصطلحات المستخدمة من قبل الأسرى الفلسطينيين والعرب داخل المعتقلات الإسرائيلية وخارجها
معتقل الجلمة

 (*) ناصر دمج

توضيح

مع بدء الأسرى الفلسطينيين داخل المعتقلات الإسرائيلية لإضرابهم المفتوح عن الطعام، صباح السابع عشر من نيسان الجاري، وهو المطابق لاحتفال شعبنا بيوم الأسير الفلسطيني، سنسمع الكثير من المصطلحات والمفردات والمفاهيم (الخاصة) بهم، سواء من قبل الأسرى وذويهم أو من قبل وسائل الإعلام، لذا رأيت من المفيد نشر هذه الدراسة (المُحدثة) عن تلك المصطلحات لأهميتها البالغة في التفاعل معهم.

علماً إنني سأقوم بنشرهذا العرض للمصطلحات موزعاً على تسعه أجزاء كل جزء يستعرض نوعاً محدداً منها، حيث سيتناول كل جزء مقطع محدد من مقاطع حياتهم النضالية الصاخبة والمفعمة بالمعاني والدلالات الإنسانية العميقة، أملاً لكم قراءة ممتعة وفائدة راسخة.

الجزء الأول

مقدمة

يمكن اعتبار هذا الجانب من جوانب المعرفة المتعلق بتاريخ الأسرى الفلسطينيين والعرب داخل المعتقلات الإسرائيلية، غنياً بالمعاني والرموز والدلالات المعرفية والثقافية الهامة، التي تساعد القارىء في فهم واستيعاب الجوانب الغامضة من تاريخهم، وهم الذين يستخدمون مجموعة كبيرة ومتنوعة من المصطلحات والكلمات ذات الأصل العبري، واستقرت هذه المصطلحات داخل لغتهم اليومية استقراراً مكنها من حفر مكاناً عميقاً لها داخل ثقافتهم، ما تسبب بغياب التميز بين ما هو (عبري עברית) وما هو عربي في لغتهم اليومية، لأن اللغة العبرية في الأساس مبنية على مجموعة كبيرة من الكلمات والمصطلحات السامية ذات الجذور العربية.

إلى ذلك يمكن التمعن بهذه المجموعة من الكلمات العبرية وملاحظة مدى تشابهها مع رديفاتها العربيات، ومنها كلمة (بيت) ويقابلها بالعبرية كلمة (בית وتلفظ بالعبرية بايت) وكلمة فلفل أي بهار الطعام ويقابلها بالعبرية (פלפל وتلفظ بالعبرية بلبل) وكلمة يد ويقابلها بالعبرية (יד وتلفظ بالعبرية يآد) وكلمة رِجل ويقابلها بالعبرية (רגל وتلفظ بالعبرية ريجل) وكلمة بنت ويقابلها بالعبرية (בת وتلفظ بالعبرية بات) وكلمة ولد ويقابلها بالعبرية (ילד وتلفظ بالعيرية يلد) وكلمة عين ويقابلها بالعبرية (עין وتلفظ بالعبرية عاين) وكلمة أنف ويقابلها بالعبرية (אף وتلفظ بالعبرية آف) وكلمة دمعه ويقابلها بالعبرية (דמעה وتلفظ بالعبرية دمعاه) وكلمة سكر ويقابلها بالعبرية (סוכר وتلفظ بالعبرية سوكار) وكلمة ملح ويقابلها بالعبرية (מלח وتلفظ بالعبرية ميلاح) وكلمة حي ويقابلها بالعبرية (חיי وتلفظ بالعبرية حاي)، وكلمة مات ويقابلها بالعبرية (מת وتلفظ بالعبرية ميت) وكلمة كرسي ويقابلها بالعبرية (כסא وتلفظ بالعبرية كيسيه) وكلمة ليله ويقابلها بالعبرية (לילה وتلفظ بالعبرية لايلاه) وكلمة أذنان ويقابلها بالعبرية (אוזנים وتلفظ بالعبرية أوزنايم) وكلمة شعر ويقابلها بالعبرية (שער وتلفظ بالعبرية سيعار) وكلمة بطن ويقابلها بالعبرية (בטן وتلفظ بالعبرية بيطن) وكلمة إجاص ويقابلها بالعبرية (אגס وتلفظ بالعبرية ايجاس) وكلمة تفاح ويقابلها بالعبرية (תפוח وتلفظ بالعبرية تبوح) وكلمة بطيخ ويقابلها بالعبرية (אבטיח وتلفظ بالعبرية افتيح) وكلمة عنب ويقابلها بالعبرية (ענב وتلفظ بالعبرية عيناب)، وكلمة حليب ويقابلها بالعبرية (חלב وتلفظ بالعبرية حلاف) وكلمة مر ويقابلها بالعبرية (מר وتلفظ بالعبرية مار) وكلمة قصير ويقابلها بالعبرية (קצר وتلفظ بالعبرية قتصار(.

ويعود هذا التشابة الواسع بين اللغتين العربية والعبرية وفقاً للعديد من الدراسات المتخصصة إلى أن اللغة العبرية القديمة هي إحدى لهجات اللغة العربية، وأن التباعد بين اللغة العربية واللغة العبرية الحديثة مرده إلى التحديثات التي أدخلها اليهود عبر الزمن على لغتهم، وقيامهم بإدخال مئات المصطلحات والمفاهيم الفرنسية والألمانية والإنجليزية على اللغة العبرية، وساهم في هذا الجهد العديد من علماء اللغة اليهود مثل "يهوشع بلاو" صاحب القول الشهير "إن اللغة العبرية الحديثة لغة كتبت بحروف عبرية لكن الكلمات والمعاني عربية محضة".

ومرت اللغة العبرية بمراحل متعاقبة من الضمور والإضمحلال أدت إلى اختفائها كلغة محكية ومتداولة خلال الـ 3000 عاماً الماضية، واقتصر استخدامها داخل المعابد اليهودية في العصور الوسطى كلغة مخصصة للصلاة فقط.

بعد تأسيس الحركة الصهيونية في عام 1897م استكمل اليهود مسعاهم في تطوير اللغة العبرية، وساهم في هذا الجهد العديد من علماء اللغة اليهود ومنهم "إليعيزر بن يهودا"، واستكمل اليهود مسعاهم في تطوير اللغة العبرية، وساهم في هذا الجهد العديد من علماء اللغة اليهود ومنهم "إليعيزر بن يهودا"، ولمزيد من الاستدلال على ذلك يمكننا التأمل في البون الجلي بين العديد من اللهجات العربية المحلية واللغة العربية الفصحى، كاللهجة المصرية، حيث نجد المواطن المصري ينطق كلمتي (أعوذ بالله) على النحو التالي: (أعوز بالله) وفي بعض المحافظات المصرية يلفظون حرف الـ (السين) كــ (شين) في العديد من الكلمات مثل كلمة (شمس) فتلفظ هكذا (شمش) وفي مناطق أخرى يلفظون حرف الــ (الشين) كــ (سين) ومثال على ذلك كلمة (شجرة) حيث يتم نطقها هكذا (سجرة)؛ وفي غالبية دول الخليج العربي يستبدلون حرف الـ (الجيم) بـ (ياء) حيث يلفظون كلمة (دجاجة) هكذا (ديايه) وكلمة (مجنون) هكذا (مينون).

 وهناك لهجات مثل لهجة الكشكشة التي تُحوّل الكاف إلى (إتش) ويمكن ملاحظة ذلك في لهجة الفلاحين الفلسطينيين الذين يلفظون كلمة (كثير) على النحو التالي: (إتشثير) ويلفظون كلمة (هكذا) على النحو التالي: (هيتش)، وهذه مُجرد أمثلة تجعلنا نفهم من أين يأتي الاختلاف البسيط بين الكلمات العبرية والعربية المتشابهة. (المصدر - عمر عاصي، حقائق حول التشابه بين العربية والعبرية - باحث فلسطيني من بلدة كفربرا). 

 كما يمكننا التعرف على الطريقة التي تلفظ بها هذه الكلمات (ثلاث، ثور، ثلج) باللغة العبرية، إذ سنجد أن الثاء تتحول إلى شين، فتصبح (شَلُوش، وشور، وشِلج)، أما هذه الكلمات (سوق، وسن، وسنة) فتستبدل السين فيها بـ (شين)، لتفظ هكذا (شُوق، شِن، شَنَة)، وسنجد أمثلة كثيرة من هذا القبيل حيث يستبدل حرف (د) بـ (ز) لتلفظ كلمة ذئب على سبيل المثال (زِئِب) ونجد ذلك مع كلمة (ذهب) التي تلفظ (زَهَب) و (ذَنَب) تلفظ (زَنَبْ). (المصدر - عمر عاصي، حقائق حول التشابه بين العربية والعبرية - باحث فلسطيني من بلدة كفربرا).

توفر لنا هذه الأمثلة توضيحاً مهما لخلفيات التداخل الشديد بين المفردات المستخدمة من قبل الأسرى الفلسطينيين والسجانين الإسرائيليين، وهو خلط أصبح بحاجة لتوضيح قوة الفرق بين مفاهيم ومصطلحات الأسرى الوافدة من روافد ثقافية وفكرية وتربوية خاصة بهم من قبيل (جلسة، كبسولة، كراس، انضباط، نظام داخلي) وبين مفردات ومصطلحات السجان الإسرائيلي وهي من قبيل (حتسير وتعني חצר ساحة المعتقل، سفراه ספירה وتعني التعداد اليومي، أسبكاه אספקה وتعني التموين اليومي، عونش עונש وتعني العقوبة، بيكور בקר وتعني زيارة) ليسهم هذا الجهد في تطوير الخطاب التحليلي المكرس لدراسة تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينة وحاضرها، وتوثيقة ضمن أطر نظرية صالحة على الدوام للتعاطي مع متغيرات الحياة اليومية الصاخبة داخل معتقلات الاحتلال الإسرائيلي.

 كما يسهم هذا العرض للمصطلحات والمفاهيم المستخدمة من قبل الأسرى الفلسطينيين والعرب داخل الأسر وخارجه في فهم لغتهم الخاصة التي تبلورت خلال أعوام الاعتقال الطويلة، من خلال مؤلفاتهم وكتاباتهم وأدبياتهم الكثيرة التي تسرد وقائع ويوميات مكوثهم في الأسر، من قبل القارىء الفلسطيني والعربي.

 كما أن تعريف المفاهيم والمصطلحات وتحليلها يعد مسالة ضرورية لضبط العملية الفكرية وتنظيمها وتأطير ممارسات الفكر الكفاحي الإنساني للأسرى الفلسطينيين والعرب، وحمايته من الفوضى والشتات الذهني الذي يهدده عبث الأميين وأشباه المتعلمين بالخطاب الثقافي والفكري للأسرى الفلسطينيين والعرب، كما يساعد في تعميق تفاعلهم الحضاري مع التاريخ الفلسطيني والتاريخ الإنساني للبشرية جمعاء.

الجزء الثاني

المصطلحات العامة

الحركة الوطنية الفلسطينية الأسيرة:

هي مجموع الأسرى والأسيرات الفلسطينيين الذين تعرضوا للاعتقال منذ بداية الاحتلال العسكري الانجليزي لفلسطين عام 1917م، إلى الاحتلال الإسرائيلي عام 1948م واحتلال الضفة الغربية وقطاع غزة من قبل إسرائيل أيضاً عام 1967م إلى الآن.

الأسير:

هو المأخوذ في الحرب. وجمعها أسراء، وأسارى، وأسارى، وفقا للمعجم الوسيط،  وبالعبرية تلفظ كما هي في العربية (אָסיר: وتعني سجين أو أسير أو معتقل) والأسير العربي أو الفلسطيني هو كل فلسطيني أو عربي تم اعتقاله من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ العام 1948م إلى الآن، وأمضى في الأسر الإسرائيلي أكثر من عام ميلادي واحد.

أسير الحرب:

هو المحارب أو المقاتل الذي يحمل السلاح جهراً ضد الدولة المعتدية على وطنه؛ وعند إلقاء القبض عليه متلبساً أو مشتبها سواء كان جندياً نظامياً أو عضواً في تشكيل عصابي مسلح فلا يجوز التحقيق معه أو محاكمته، لأنه يحمل صفة أسير حرب Prisoners of War وهذا ما ينطبق على الأسرى الفلسطينيين والعرب كافة، الذين دخلوا معتقلات الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1948م ولغاية الآن.

المعتقل:

هو المكان الذي يحتجز فيه الأسير الفلسطيني، ويسمى بلغة مصلحة المعتقلات الإسرائيلية العامة (بيت سوهر- בֵית-סוהָר)، ويعرف بالانجليزية (Internment Camp) وهو الذي يحتجز فيه (الآن) أسرى الحرب الفلسطينيين، أو المعتقلين السياسيين (الإداريين أو الموقوفون) من قبل (إسرائيل)، وهم الذين يُحظر التحقيق معهم أو محاكمتهم أو نقلهم إلى أراضي الدولة القائمة بالاحتلال، وهذا الوصف وفقاً للتفسير الدولي لمصطلح أسير الحرب، فإنه ينطبق على الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين كافة، وبالتالي فإن المكان أو المنشأة التي يحتجزون فيها تسمى معتقلاً وليس سجناً.

ويستدل على هذه الحقيقة أيضاً من النصوص القانونية الدولية المنظمة لعلاقة الدولة القائمة بالاحتلال مع أسرى الحرب؛ ومع المدنين الخاضعين لسلطان احتلالها العسكري، المتمثل باتفاقيتي جنيف الثالثة والرابعة المؤرختين في 12 آب 1949م، واللتان تشكلان أساساً دوليا متفق عليه للتعامل مع أسرى الحرب، ومع المعتقلين السياسين كافة؛ حيث يمكننا السير خلف هذا الدليل الذي ينتهي به المطاف بمنحنا التأكيد المكتمل على أن هناك فرقاً قانونياً بين (السجن والمعتقل) وهو فرق نابع من هوية الأشخاص الماكثين في كل منهما.

بعد مراجعتي لاتفاقية جنيف الثالثة المكونة من (143) مادة مضاف إليها العديد من الملاحق، رأيت بأنها تستخدم كلمتي أو مصطلحي (سجن و حبس)، تحت باب تحديد قواعد العقوبات التأديبية وضوابطها المخصصة لمجازاة أسرى الحرب في أسرهم؛ في حال ارتاكبهم لأي من المخالفات الناظمة للحياة داخل المعسكر الذي يعتقلون فيه، حيث حظرت الاتفاقيتين المشار إليهما على الدولة القائمة بالأسر حجز أو حبس الأسرى - داخل أسرهم - إلا كإجراء ضروري تقتضيه حماية صحتهم، ولا يجوز أن يدوم هذا الوضع بأي حال لأكثر مما تتطلبه الظروف التي اقتضته.

وهذا يعني بأن الحبس ليس المكان الأصلي المخصص لاحتجاز أسرى الحرب، وهذا مستند مذهل يحول دون المس بالمكانة القانونية لأسرى الحرب، الأمر نفسه ينطبق على المعتقلين السياسيين، المحتجزين على خلفية قيامهم بأعمال سياسية ذات طابع مدني أو عسكري.

انتفاضة الحجارة،  أو (الانتفاضة الوطنية الكبرى عام 1987م)

وهو الوصف الطبيعي للحركة الجماهيرية المتفجرة التي انطلقت شرارة أحداثها ظهيرة، الثامن من كانون الأول 1987م في مخيم جباليا في منطقة قطاع غزة، وسميت بهذا الاسم نظراً لاستخدام المتظاهرين والمحتجين فيها العصي والحجارة لمقاومة المحتل الإسرائيلي، وهي لم تكن الانتفاضة الأولى في سفر الكفاح الوطني، لأن الانتفاضة الأولى في التاريخ الفلسطيني كانت ضد الاستعمار الانجليزي والاستيطان اليهودي؛ وهي انتفاضة القدس الأولى أو ما عُرِفَ تاريخيًّا بانتفاضةِ موسمِ النّبي موسى التي بدأت أحداثها يوم 4 نيسان 1920م.

لذا لا يجوز تسمية تلك الانتفاضة بالأولى لأن هذا الوصف لا يعكس الحقيقة التاريخية المتعلقة بكفاح الوطنيين الفلسطينيين؛ ولا يستقيم مع تسلسل الأحداث والوقائع الفلسطينية، فاسم تلك الانتفاضة مستمد منها وهو انتفاضة الحجارة، كما هي كل انتفاضة أو حدث فلسطيني مقاوم، فانتفاضة البراق تسمى بهذا الاسم لأن النزاع الذي شجر بين الفلسطينيين العرب والمستوطنين اليهود حول حائط البراق هو سبب تلك الهبة، وكذا انتفاضة عام 1936م – 1939م فسميت بهذا الاسم نسبة للعام الذي اندلعت فيه شرارة أحداثها، وبناء عليه لا يجوز أيضاً تسمية انتفاضة الأقصى  2000م – 2004م بالانتفاضة الثانية، لأن هذا التعداد يشطب العديد من الهبات والحداث التي وقعت بين انتفاضة الحجارة وانتفاضة الأقصى، مثل انتفاضة النفق عام 1994م.

الإضراب عن الطعام:

هو قرار الأسرى منفردين ومجتمعين بالامتناع عن تناول الطعام، وهو ما يعني تعريض حياته أو حياتهم للخطر من أجل الحصول على مطالب محددة وهي عادة ما تتمحور حول تحسين شروط وظروف معيشته داخل الأسر، أو المطالبة بإطلاق سراحه من الأسر أيضاً، وهو أمر ينطوي على إدخال مديرية المعتقلات عنوة في حالة من القصور في الحفاظ على حياة الأسرى وهو طبعا أحد أهم واجباتها المتعاقد عليها بين الهيئات الدولية والإنسانية.

التغذية القسرية:

هي إدخال الطعام السائل إلى معدة الأسير من خلال فتحة الأنف بالإكراه، بوساطة بربيش طبي يعرف بالعبرية بـ (الزوندا) وذلك بهدف كسر إضراب الأسير وامتناعه عن تناول الطعام، وتسببت التغذية القسرية باستشهاد ثلاثة أسرى في عام 1980م هم (راسم حلاوة وعلي الجعفري) وبعدهم بعام واحد استشهد الأسير (إسحاق المراغة) بسبب إصابته بالجروح ذاتها التي أصابت الشهيدين المذكورين، وهي تمزق الرئة بعد إحتراقها بالماء المغلي والملح المذاب، وقد أقرت الكنيست الإسرائيلية في شهر حزيران 2015م مشروعية استخدام هذه الوسيلة من قبل مصلحة معتقلات الاحتلال بحق الأسرى.

الزوندا:

هي عبارة عن وعاء بلاستيكي يشبه الصحن المربع يوضع فيه سوائل غذائية أو ماء وملح، ويتم ضخ ما بداخلها إلى معدة الأسير المضرب عن الطعام بواسطة الأنف، لكسر إضرابه وهي وسيلة خطيرة تسببت بقتل العديد من الأسرى مثل راسم حلاوة وعلي الجعفري وإسحاق المراغة.

التعذيب:

ويبدأ من لحظة اعتقال الأسير الفلسطيني مروراً بزنازين تحقيق المخابرات، إلى لحظة الإفراج عنه، وخلال تلك الفترة يتعرض الأسير لأنواع متعددة من التعذيب النفسي والجسدي،  وهناك عشرات أساليب التعذيب التي يتعرض لها الأسرى والأسيرات الفلسطينيون والعرب ، منها: الضرب الجسدي المباشر، والشبح، والهز بعنف ووحشية من قبل المحققين الإسرائيليين، وقد يصاب الأسير أو الأسيرة بسبب الهز بعد دقائق قليلة بنزيف في الدماغ وفي الأغشية الدماغية، والرج الذي من الممكن أن يؤدي إلى الإعاقة المزمنة أو الموت، والتعليق، والعزل الانفرادي، والتعرية بالإكراه، والتحرش الجنسي، والتهديد بالاغتصاب، وتكسير الضـلوع، والحشر داخل الثلاجات الكهربائية، والصفع المباشر على الوجه والمعدة، والضرب المباشر على الخصيتين، والحرمان من النوم والطعام والشـراب، وتعريض الأسير أو الأسيرة للبرودة المنخفضة أو الحرارة المرتفعة، والاعتداء بالهراوات، ورش الغاز المسيل للدموع، وإطلاق الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وأحيانا الرصاص الحي، والحرمان من الزيارات، والإهمال الطبي.

وجميع هذه الوسائل والطرق محظورة دولياً وفقاً لاتفاقية مناهضة التعذيب، وغيرها من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية وغير الإنسانية والمهينة، التي وقعت عليها إسرائيل في 3 تشرين الثاني 1991م، والتي تعتبر التعذيب جريمة ضد الإنسانية يحاسب عليها القانون الدولي الإنساني وفقا لأحكام المادة رقم 1/2/16 من ميثاق الأمم المتحدة.

الاعتقال الإداري:

هو اعتقال من دون تهمة أو محاكمة، يعتمد على ملف سري وأدلة سرية لا يمكن للمعتقل أو محاميه الاطلاع عليها، ويمكن حسب الأوامر العسكرية الإسرائيلية تجديد أمر الاعتقال الإداري مرات غير محدودة حيث يتم استصدار أمر إداري لفترة أقصاها ستة أشهر في كل أمر اعتقال قابلة للتجديد بالاستئناف.

مصلحة المعتقلات الإسرائيلية العامة شروت بيتي هسوهر שֶרותִ בֵתי הָסוהָר (שב"ס):

وهي مصلحة المعتقلات الإسرائيلية العامة، وتعرف اختصاراً بـ (شباس שב"ס أو نتصيفوت נָצִיבות) وهي إحدى دوائر وزارة الداخلية الإسرائيلية الرئيسة، تأسست عام 1949م يقف على رأسها ضابط من الشرطة المدنية الإسرائيلية برتبة جنرال، ويقع تحت مسؤوليتها الإشراف على المعتقلات التي يقبع فيها الأسرى الفلسطينيون و(السجون) التي تضم السجناء الإسرائيليين، وعددها 36 سجناً ومعتقلاً، ومقرها في مدينة الرملة.

وكانت مصلحة المعتقلات بعد تأسيسها في عام 1949م تابعة لجهاز الشرطة الإسرائيلي، وكان الجنرال "جير جرا גירי גרא" مديراً عاماً لها، حيث تولى إدارتها من عام 1949 - 1951م، وخلفه في هذا المنصب الجنرال "رم سلمون רם סלומון" من عام 1951- 1952م، ومن بعده تولى إدارتها "تسفي حرمون צבי חרמון" من 1952- 1958م، وفي عهده حدثت عملية الفرار الكبير من معتقل شطة بتاريخ 31 تموز 1958م، والتي عزل في إثرها من منصبه، وتولى إدارة المصلحة من بعده الجنرال "أرئيه نير אריה ניר" الذي كان مديراً لشرطة منطقة تل أبيب من عام 1958- 1976م، وكانت فترة رئاسته لمصلحة المعتقلات من أطول الفترات، خلالها وقعت العديد من الأحداث الصاخبة في تاريخ مصلحة المعتقلات الإسرائيلية، وتاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية الأسيرة، منها المباشرة ببناء معتقل بئر السبع في عام 1965م، وافتتاح معتقلي كفار يونا وعسقلان أمام الأسرى الفلسطينيين والعرب، واستشهاد الأسيرين عبد القادر أبو الفحم وعمر الشلبي في معتقل عسقلان.

ومن عام 1981م - 1985م تولى "مردخاي فرتهايمر מרדכי ורטהיימר" رئاسة مصلحة المعتقلات الإسرائيلية، وفي عهده وقعت العديد من الأحداث المهمة، منها إضراب معتقل نفحة الصحراوي بتاريخ 14 تموز 1981م، ومقتل مدير قسم العزل في معتقل الرملة "روني نيتسان" الذي أشرف شخصياً على تعذيب شهداء إضراب معتقل نفحة، وهم: على الجعفري وراسم حلاوة وإسحاق مراغة. 

ومن عام 1986 إلى عام 1987م تولى رئاسة مصلحة المعتقلات "ديفيد ميمون דוד מימון"، ووقعت في عهده عملية الفرار البطولي من معتقل نفحة التي نفذها الأسير "مسعود الراعي" ورفاقه، وتسببت بإطاحته من منصبه. 

ومن الرؤساء البارزين لمصلحة المعتقلات "جابي عمير גבי עמיר" الذي ترأس مصلحة المعتقلات من عام 1991 - 1993م، وفي فترة رئاسته نفذ الأسرى إضرابهم الكبير بتاريخ 27 أيلول 1992م، والذي عرف ببركان أيلول. 

ومن عام 2000 - 2003م تولت رئاسة مصلحة المعتقلات الجنرال "أوريت أدتن אורית אדטו"، وهي أول امرأة في إسرائيل تتولى مثل هذا المنصب، وفي عام 2011م تولى إدارة مصلحة المعتقلات الجنرال "أهارون فرانكو אהרון פרנקו" الذي كان قائداً لشرطة منطقة القدس.

يحيدت نحشون יְחִידַת נִחְשון:

وتكتب بالعبرية (נַחְשׁוֹן) وبالانجليزية (Naḥšōn) وهي اسم علم يهودي، وهو "ابن عمينا داب" المعروف بـ "النحشون" زعيم قبيلة يهودا، وفقاً للعهد القديم ( 6: 23 و عد 2: 3 و 10: 14).

ومن دلالاتها الشجاعة والإقدام، وقبيلة يهودا هي أولى القبائل التي خرجت مع سيدنا موسى عليه السلام أثناء خروجه من مصر وبداية عصر التيه اليهودي في شبه جزيرة سيناء، ويعتقد وفقاً لمؤرخي الإسرائيليات بأن "ابن عمينا داب" هو أول من وضع قدمه في مياه البحر مستهلاً عبور القبائل اليهودية إلى شرق سيناء، لذا عرف كبطل بين تلك القبائل، ويلاحظ تخليد اسمه في أكثر من مكان في إسرائيل.

ووحدة نحشون التي تحمل اسمه والتي تأسست في شهر شباط 1973م، مهام عسكرية وأمنية كوحدة مختارة في جيش الاحتلال الإسرائيلي وجهاز "الشين بيت"، وكانت متخصصة بحماية وتأمين محيط مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، في عام 2003م تحولت "وحدة نحشون" للعمل بالكامل داخل مصلحة المعتقلات الإسرائيلية، كوحدة عسكرية متخصصة في مرافقة الأسرى وحراسة سيارات نقلهم بين المعتقلات، وتميز أداءها بالوحشية المفرطة في التعامل معهم وخاصة خلال عمليات نقلهم من معتقل إلى آخر أو إلى مشفى معتقل الرملة أو خلال عمليات الدهم والتفتيش لغرفهم وخيامهم.

يحيدت درور יְחִידַת דְרור:

تم تأسيسها في عام 1994م كوحدة استخبارية متخصصة في مكافحة المخدرات داخل (سجون) إسرائيل، وتأخذ من طائر السنونو شعارًا لها، بعد فترة من الزمن أصبحت مصلحة المعتقلات الإسرائيلية العامة تستخدم هذه الوحدة لخبرتها في البحث والتنقيب عن الممنوعات داخل زنازين وغرف السجناء الجنائيين، وفي مداهمة غرف وخيام وزنازين الأسرى الفلسطينيين لتعقب أجهزة الاتصالات الخلوية والأسلحة البيضاء وغيرها من الممنوعات، وفي كثير من الأحيان تنفذ عملياتها داخل المعتقلات بالاشتراك مع (وحدة متسادا יְחִידַת מֶצָדָה) وعناصر هذه الوحدة من رجال الشرطة الإسرائيليين المتخصصين في مضمار المخدرات والمباحث العامة والاستخبارات الجنائية، وطبيعة عملها داخل المعتقلات تعتبر ذات طبيعة عسكرية صرفة.

يحيدت متسادا יְחִידַת מֶצָדָה:

وتعني بالعبرية (حصن) أو (القلعة) والمقصود هنا ليس أي قلعة إنها قلعة متسادا، التي تقع في أعلى قمة جبل مطل على البحر الميت، ويزعم اليهود بأن الجيش الروماني في عام 73 قبل الميلاد قام بمحاصرتها، وبسبب حصاره لها انتحر داخلها 953 يهودياً ويهودية؛ رفضوا الاستلام للقوات الرومانية التي حاصرت القلعة على مدار خمسة أشهر، وذلك أثناء التمرد اليهودي الذي وقع في العام 70 ق. م.

وتخليداً لتلك الواقعة قامت إسرائيل بتأسيس هذه الوحدة الإجرامية، وكان ذلك في عام 2003م كوحدة تدخل سريع تأتمر بإمرة مصلحة المعتقلات، وعناصرها جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي، وجهاز الشين بيت، وهي متخصصة في عمليات الاقتحام الليلي للأقسام والزنازين والخيام، ومعها صلاحيات بالاعتداء غير المقيد على الأسرى، وأفرادها هم الذين قتلوا الأسير "محمد الأشقر" في معتقل النقب الصحراوي خلال قمعهم للأسرى بتاريخ 22 تشرين الأول 2007م. ومن المعروف بأن هذه الفرقة هي التي نفذت الهجوم على سفينة التضامن التركية مع غزة (مرمرة).

لجنة الثلث:

هي محكمة عسكرية يمثل أمامها الأسير بعد مضي ثلثي فترة حكمة وهذه المحكمة مخولة بإلغاء الثلث المتبقي من حكمة والإفراج عنه.

العدد:

هو عملية التعداد الأمني الذي تنفذه إدارة المعتقل على الأسرى بمعدل ثلاث مرات يوميا لمعرفة الزيادة من النقصان بينهم، وهي عملية أمنية صارمة تصر مصلحة المعتقلات على تنفيذها بشروط أمنية فضة تبدأ من استعداد الأسرى للتعداد واقفين وفي معتقلات أخرى جالسين وأيديهم إلى الخلف ورؤوسهم إلى الأسفل. 

الاستنفار (أيميت):

هو استعداد عسكري تام ينفذه حراس المعتقل بعد تلقيهم أوامر مباشرة بذلك بواسطة مكبرات الصوت المنتشرة في المعتقل، أو الاستعداد بصمت بدون الإعلان عن ذلك مسبقا وإشعار الأسرى بتحركهم لتنفيذ عملية دهم مفاجئة للغرف والزنازين والخيام، والاستنفار يعني للأسرى تنفيذ عملية أمنية داخل غرفهم وتفتيشها تفتيشا تاما وشاملا، وتفتيشهم جسديا، وعادة ما تنتهي هذه العملية بمواجهات دامية داخل المعتقل بين الأسرى والسجانون بسبب وحشيتهم أثناء تفتيشهم للأسرى.

التسجيل:

هو تدوين عمليات وحركات خروج ودخول الأسرى من والى أقسامهم سواء المفرج عنهم أو القادمون الجدد أو المغادرون إلى مستشفى الرملة أو المنقولون إلى معتقلات أخرى، وهذه العملية تتم في مكتب اسمه (يومان-   ) وهو احد أهم مكاتب إدارة المعتقل.

 ترجيل:

هو تمرين لحراس المعتقل والهدف منه فحص جاهزية السجانون لاقتحام غرف الأسرى وتفتيشها.

البوسطة:

هي سيارة عسكرية مصفحة ومخصصة لنقل الأسرى من معتقل إلى آخر أو إلى المحاكم أو إلى عيادة معتقل الرملة، ولا يوجد فيها شبابيك إلا فتحة بمقياس 10x  30سم في أعلى جانبيها من اجل تغيير الهواء، ولا يتمكن الأسير المقيد بالقيود من الوصول إليها أبداً، وتقوم الوحدات الإسرائيلية الخاصة كنحشون وتسادا ودرور بالإشراف على تحركها وليس السجانون العاديون.

أمتنا:

 هي الغرفة التي يتم إيداع الأسرى بداخلها بمجرد وصولهم إلى هذا المعتقل أو ذاك تمهيداً لنقلهم إلى معتقلات أخرى أو إدخالهم إلى أقسام نفس المعتقل.

زنزانة:

هي المكان الذي يوضع فيه الأسير ليقضي فترة عقوبة محددة فرضت عليه من قبل إدارة المعتقل وهي غرفـة صغيره جــداً تتراوح أبعادها بين متـران في متر واحد أو 190 x 80 سم، والإضاءة فـيها سيئة وعادة ما تكون مزودة بمصباح كهربائي من الفلورسنت، وأمضى بعض الأسرى في هذه الزنازين أكثر من أثنى عشر عاماً.

الاكس:

هي غرفة صغيرة لا تختلف عن زنازين العزل من حيث المساحة لكن الإقامة فيها من قبل هذا الأسير أو ذاك لا تنطوي على عقوبة ما بل إن الإقامة في هذا النوع من الأمكنة كان اختياريا في معتقلات عدة كمعتقل بئر السبع.

كتسين توران:

هو الضابط الإسرائيلي المناوب مساءً ويحل عادة محل مدير المعتقل.

الشاباك:

جهاز المخابرات الإسرائيلية (الأمن الداخلي) وهو متخصص بملاحقة الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية والداخل المحتل عام 1948م والجولان السوري المحتل.

أسبكا:

هي شاحنة المواد التموينية الواردة إلى مطبخ المعتقل والتي تحمل السلع والمواد المراد طبخها في وتقديمها للأسرى.

الديسة:

هي صنف غذائي يقدم مع وجبة الفطور للأسرى بمعدل يوم بعد يوم وهي مزيج من السميد والحليب الجاف والسكر.

الزربيحة:

هي صنف غذائي (شوربه) معدة من بذور المكانس.

جلبانه:

شوربة عدس قدمت للأسرى الفلسطينيين في معسكرات الاعتقال الأولى.

الفول:

صنف غذائي يقدم للأسرى بمعدل يوم بعد يوم، وهو نفس الفول المعروف لعموم العالم العربي لكنه داخل الأسر لا يصنع بشكل ملائم مما تسبب بعزوف الغالبية العظمى من  الأسرى عن تناوله.

مرجرين:

هي صنف غذائي (زبدة ذات مصدر حيواني) تقدم للأسرى مع وجبة الفطور.

خردبوش:

مصطلح استخدمه الأسرى الفلسطينيون والعرب في معسكرات الاعتقال الاولى 1948-1950م للإشارة إلى الأكل السيء والرديء.

 (*)  ناصر دمج

 باحث ومؤرخ، مختص في موضوع الصراع العربي الإسرائيلي، وموضوع الأسرى الفلسطينيين العرب والأسيرات.

 
مصادر البحث ومراجعه
 ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

1-       عمر عاصي، حقائق حول التشابه بين العربية والعبرية – باحث فلسطيني من بلدة كفربرا.
2-  عمر عاصي، المصدر السابق نفسه.
3- عبد الوهاب المسيري، موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية - المجلد الأول، الإطار النظري، الطبعة الأولى، منشورات دار الشروق (القاهرة) 1999م.
4-  عبد الوهاب المسيري، موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية، المصدر السابق نفسه.
5-  ناصر دمج، تحولات منهجية في مسار الصراع العربي الإسرائيلي، صفحة رقم 13، الطبعة الثانية، منشورات مركز الدراسات الاستراتيجية 2007م، رام الله.
6-  ناصر دمج، المصدر السابق.
7-  أبو الفضل، جمال الدين محمد بن مكرم (ابن منظور)، معجم لسان العرب، مادة أسر، الجزء الرابع صفحة رقم 19.
8-  اتفاقية جنيف المؤرخة في 12 آب 1949م، بشأن معاملة أسرى الحرب (الاتفاقية الثالثة) منشورات منظمة الصليب الأحمر، دون ذكر لتاريخ النشر.
9-  حافظ أبو عباية، (تعريف نبتتي الخوص والقنب) من مداخلة حافظ أبو عباية في الندوة المخصصة لنقاش كتاب الشمس تولد من الجبل، في شهر كانون الأول 2012م، في قاعة بلدية البيرة.
10-  ناصر دمج، دراسة العزل الانفرادي بحق الأسرى الفلسطينيين داخل المعتقلات الإسرائيلية، تقرير مركز أبو جهاد السنوي عام 2012م صفحة رقم 284.