الفصل الثاني -الجزء الثاني -من رواية شاعر وملهمة - بقلم د أميمة منير جادو
بعدما انتهيت من الرواية وجدت نفسي قد وصلت لدرجة الانفعال بها لأن أكتب بعض خواطر مُلحة حولها ... كما تعودت أن أكتب إذا ما ألَّح مارد الكتابة علي نفسي...فلا أستطيع تجاهل رغبتي بها فربما ما أفضي به إلى السطور يزيح عن صدري عذابي المفعم... ومضيت أكتب مخاطبة فيروز في سطوري ، دونما نية مبيتة أن أعطيها له ، فانطلقت بكامل حريتي غير مكبلة بقيود التحفظ ، المحتملة فيما لو انتوينا ارسال ما نريد للآخر ، وقد نسيت شكله المنفر تماما ، بل كنت أخاطب فيه الكاتب والشاعر والإنسان ، فسطرت التالي :
" فيروز ..أيها الشاعر العظيم ..أيها الكاتب الرقيق ... بماذا أغريتني ؟
هل بهذا الحس المرهف ؟ أم بتلك الرقة المفرطة ؟ أشاعر أنت ؟ أكاتب أنت ؟
لا ... أ إنسان عادي أنت؟!
ماذا أغراني لأكتب عنك أو لأكتب لك ...لا...لا أدري ..
لكن أكثر من شيء جذبني في قصتك ...
أكثر من شيء أغراني بالكتابة عنها ....
منذ اللحظة الأولى ...منذ أن أمسكت بها ملهوفة عليها ومنذ السطور القلائل الأولى خطفتني من نفسي وشعرت أنها نتاج عظيم ..بها شيء رائع...منذ اللحظة الأولى وأنا أدرك أنى أريد أن أكتب عنها وأنها ستترك في نفسي أثراً ما ...انطباعاً ما ...زادني إيمانا وزادني إعجاباً بشاعرنا المعتكف منذ اللحظات الأولى ...
حقاً مشاعر ومشاعر ومشاعر ...وتساؤلات...وخليط من الذكريات وانبثاق حُلم... وانبعاث أمل ..وخوف من شيء آت ...
قد يكون ...وقد لا يكون .. لكنه المجهول ..أنت أديب ..أنت كاتب ...فهل فهمت كلماتي ..فهل فهمت معاناتي ..لا ...لا تسلني فليس لدي أى إجابة ..
إنها خواطر ... مجرد كلمات ...فلا تلمني ...
فأنا تلميذة صغيرة ...في بحار سطور أستاذي ..
في معاني كلمات أشعار فيروز ..لا يا فيروز أنت لم تنتحر ..بل العالم حولك هو المنتحر .. في أفيون النفاق ..في سكرات خطايا الأشواق ...العالم الآن دمار ..انتحار..رشوة ..ربا ..فساد ..ولا أخلاق .. لا لا لا يا فيروز أنت لم تنتحر ..أنت وحدك المنتصر صدقني إنك وحدك المنتصر ..
ومع ذلك لي معك كلمات عاتبة قصيرة ، حول فنية الكتابة نفسها وطباعتها .. لماذا لا تعبأ أيها الكاتب بالفواصل بين الجمل ومبتدءات الحديث ، فقد تبدأ الحديث على لسان الشاعر فأظنه غيره ، وتعود تبدأه على لسان تلميذه وأظنه الكاتب ...أشياء من هذا القبيل .... فهل أوجه نظر أستاذي إلى مثل هذه الأشياء وهل لى أن ألوم على مطبعة فيروز ..؟؟
إنها كثيراً ما أخطأت وأنا لا أعتبر هذا خطأ في حق القارئ بل في حق فيروز نفسه وفي حق كتابه ...إن المطبعة لو كانت تدري ما قيمة ما يكتبه فيروز لما أخطأت ..لو كانت تدري كم قيمة فيروز في هذا العالم وأن فيروزاً يعتبر حفيداً لأعظم شعراء وأدباء الحياة ما أخطأوا هذا الخطأ ...؟ ألوم وأعتب وأنتقد المطبعة لا أنت ..
عزائي هو جهل المطبعة ...لا تغضب مني أستاذي ..لا تغضب من نقدي الأخير فأنت أكبر من النقد و النقاد..وأنت لست كاتباً فقط بل أنت جيل بأكمله ... تقبل خالص احترامي وتحياتي"
( أمنية )
***
هكذا انتهيت من كتابة سطوري .. ولأن رغبتي في الكتابة كانت مُلحة دائماً كعهدي بها ولم يسعفني الوقت أو الظروف حينذاك أن أكتب هذا التعليق في أوراق خاصة فقد كتبتها في نفس دفتر التحضير من الجهة الخلفية ... ولم أفكر أن أنقلها في أوراق أخرى بل تركتها على وضعها هكذا ، فلم يكن في نيتي أن أنقلها لأعطيها له ليطلع عليها، رغم أنه سألني عن رأيِّ فيما قرأت ؟ فقلت له : إنها عمل عظيم ورائع، واكتفيت بهذه الجملة التي غمرته سعادة ..
الي اللقاء مع جزء جديد
د اميمة منير جادو
الفصل الثاني -الجزء الثاني -من رواية شاعر وملهمة - بقلم د.أميمة منير جادو
تاريخ النشر : 2017-04-17
