ملائكة البحر معرض لريما المزين احياء لذكرى يوم الارض
تاريخ النشر : 2017-04-04
ملائكة البحر معرض لريما المزين احياء لذكرى يوم الارض


ملائكة البحر معرض لريما المزين احياء لذكرى يوم الارض

تحت رعاية  وزارة الثقافة في مدينة فاسنو/ ايطاليا، وضمن الدعوة التي وجهت لريما المزين من قبل  المهرجان الفني للفنون والموسيقى  , الذي يقيمه (مركز فاسنو للثقافه والفنون ) التابع لوزارة ثقافة ، افتتح  يوم الأربعاء  الموافق 29.3.2017 المعرض الشخصي الخامس عشر  للفنانة الفلسطينية ريما المزين بعنوان (ملائكة البحر) في القاعة المفتوحة التي يضمها المركز ، وهي عبارة عن مكان تاريخي  ، يرجع الى القرن السادس عشر, زين سقفه برسوم الفريسكو . 

افتتح المعرض السيدة ( أناريتا أنجليني ) مديرة وزارة الثقافه لمدينة فسانو  ، والسيد ( جان لوكا كربونارا )  مدير (مركز فاسنو للثقافه والفنون ) والمدير الفني للمهرجان الفني ، وسط حضور كبير .

واشار السيد  (جان لوكا كربونارا ) المنظم للمعرض في كلمته، إلى أن اقامة هذا المعرض ياتي ضمن  رغبة المركز باستضافة فنانين من جنسيات مختلفة ، وشكلا من اشكال تضامنا مع القضايا الانسانية في العالم ، وعلى وجه الخصوص قضية الهجرة الغير شرعية لاطفال .  

وهذه اول مرة تستضيف مدينة فاسنو  فنان عربي ، ونحن سعيدين باستضافه اعمال الفنانة الفلسطينة  ريما المزين ، وهي  فنانة  لها اسلوب فني عظيم، ومسيرة فنية حافلة بالتكريمات والمشاركات الفنية ،  وهي تؤمن بان الفن رسالة ، وليس مجرد الفن للفن .

كما يهتم المركز ان يتخلل فترة اقامة المعرض ،  تنسيق زيارات خاصة للمعرض من قبل بعض طلاب المدراس من مراحل مختلفة ، واقامة انشطة وورش فنية لهم ضمن قاعات المركز ، ذيادة تذوقهم للفنون البصرية ، وعلى وجه الخصوص الفن التشكيلي .

لاننا نؤمن بدور الفنون في نشأت  الاطفال عبر مراحل اعمارهم المختلفة ، وفي صقل شخصيتهم ، وتهذيب سلوكهم . 

والجدير بالذكر تشارك الفنانة ريما المزين ب 17 عمل فني ، بالاضافه الى عمل فني  من انتاج طفلتها مريم عبابنه بعنوان مريم وحكايا الاطفال , هو عنوان  15 رسمة فنية مقاس 30/25 سم ,رسمتها مريم بين عامين 2016.2017 حول موضوع معرض والدتها عن اطفال الحرب , والاطفال المهاجرين عبر قوارب الموت.

وعن سبب اختيار ريما لمشاركة  ابنتها مريم معرضها الشخصي تقول:

ومنذ بدايه عام 2016 بدأت في رسم مجموعه لوحاتي ( وطن بدل فاقد ) وكانت عن اطفال الحرب والهجرة واللجوء  ، ومريم تشاركني يومياتي بالمرسم ، وكانت ترسم معي ، فقررت وقتها ان تشاركني مريم معرضي الشخصي القادم في عام 2017، برسوماتها، وفعلا عندما بدات العمل على لوحات معرضي (  ملائكة البحر ) منذ الاشهر الاخيرة لعام 2016 ، الذي يدور موضوعه حول قضيه (الهجرة الغير شرعية للاطفال عبر قوارب الموت) ، شرحت لمريم الفكرة ، وجعلتها ترى بعض لوحاتي التي رسمتها عن الموضوع وبعض الصور الفوتغرافيه لقوارب الهجرة ، لكنها  لم ترغب في محاكاة الواقع ، بل شرعت ترسم محاكاة اخرى للموضوع ، فحملت رسوماتها العناوين التالية:

 ( منزل العائله )( الديناصور الشرير بالبحر)  ( ماما خائفه من الديناصور )  ( الطفل وسط النار) ( الشرير يلحق بالطفله)( الطفل السعيد ) ( ايدي بالبحر ،، ساعدوني) ( الطفل الحزين) (الاميرة سنووايت)  (الاميرة والضفدع) ( عائلة في البحر) (ماما حزينة) ( مريم تلعب مع الاطفال والفراشات ) .

 محاكاة مريم للموضوع لم تكن مباشرة مثلي من حيث المفردات الشكليه والطرح ، بل رسمت خوف الطفل  المهاجر والشر والموت المحيط به،  عبر ما شاهدته من صراع الخير والشر في حكايات الاطفال ,رسمت مشاعر  الحزن الذي عرفته عبر تقاسيم وجه امها وهي تروي لها مأساة  الاطفال المهاجرين ، الخير والفرح الذي تحلم به مريم ، عبر  رسم نفسها مع هؤلاء الاطفال , وسط جو والوان يسوده السعادة  والفرشات ..فالبحر بالنسبة لها هو الشرير الذي يطارد بطل الحكايه تارة  ، و هو الشرير الذي يغرق ويبتلع الاطفال وعائلاتهم  تارة اخرى  ،  البحر هو تلك التفاحة المسمومة  التى تعطيها الساحرة لسنو وايت ، البحر هو قوى الشر التي تطارد الضفدع المسحور  والاميرة ,  وفي النهاية تتمنى مريم ان  ينتصر الخير على هذا، كما هو معتاد في حكايا الاطفال .

فكره المعرض :حملت الاعمال الفنية المقدمة بمعرضي (ملائكة البحر) عناوين وتقنيات مختلفة ،، لكنها كانت تناقش قضيه واحدة وهي الهجرة الغير شرعيه عبر البحر ... هذا الموضوع اهتممت به اكثر عند زيارتي لاحدى مراكز اللجوء  مع زوجي عاهد عبابنه عام 2011 ، بحكم عمله كمستشار قانوني  و تكليفه لمدة عام  بادارة  مركز لجوء خاص بالاطفال المهاجرين , تعرفت وقتها عن قرب  على قصص وحياة ومآسي حياة  هؤلاء الاطفال ، والظروف المادية والاجتماعية او السياسية  الصعبه , من فقر وتمييز وحرب ودمار ، دفعتهم للسفر عبر قوارب الموت بحثا عن حياة وظروف افضل ، او سعيا لكسب رزقهم ليساعدوا ذويهم في اوطانهم .ووصولا لتحقيق حلمهم في الهجرة باي ثمن ، يتم استغلالهم تارة من قبل سماسرة قوراب الموت ، وتارة اخرى من قبل مصاعب السفر عبر قوارب لاتصلح لسفر البشر ،، فاما الموت البطئ من ظروف اوطانهم او الموت عبر التجاره بهم او الموت غرقا .

رسمت لوحات معرض  (ملائكة البحر ) بين عامين 2016 .2017 

فكرة ومفردات المعرض:  يقول الآباء بان حياتنا وعالمنا يشبه البحر، وأن البشر عبارة عن أسماك تعوم فيه , من هذه الجمله استوحيت مفردة كانت تيمة المعرض وتحديدا لوحات ( السباحة عكس التيار) و ( ذاكرة طفل مهاجر) و (قوارب الموت )  وهي( السمكة ) كرمزية لانسان الذي يبحر في الحياة ، مرة مع التيار ومرة عكس التيار ، ليحقق امنياته وطوحاته في حياة امنة ومستقبل مضمون . ومفردة ( القارب الورقي ) 

و استخدمت في اعمال ،( وطن بدل فاقد ) مفردة شكلية اخرى وهي (خرائط) للوطن العربي والعالم و فلسظين ، دلالة على المكان وجغرافية الاماكن . ورمزية للسفر والترحال واللجوء والبحث عن اوطان  بديلة.

شخوص اعمالي محملة بذاكرة الاماكن ووجهها غلب عليها الالم والتعب , واصبحت الحقائب عنوانهم ، والاماكن والدول وجهتهم ، فاوطانهم سكنها الدمار والخراب والقتل ، واشتعلت بها نيران الحرب والطائفية . واصبحت شعوبنا العربية تطرق ابواب الهجرة واللجوء بحثا عن ( بديل) (وطن بديل) يسكنوه ، علهم يعيشوا حياة افضل باوطان بديلة .