أهمية اللغة العربية
تاريخ النشر : 2017-03-25
اللغة العربية: أهمية تعلمها وضبط قواعدها.
بسم الله الرحمان الرحيم، والصلاة والسلام على سيد الأولين والأخيرين، تسليما دائما وأبدا، والحمد لله رب العالمين.
أما بعد،
"فإن الله تعالى شرف اللغة العربية بنزول القرآن الكريم، وحفظها بحفظ كتابه؛ لأنه مما لا ريب فيه أن القرآن هو سر بقائها حية قوية، بخلاف غيرها من اللغات التي تغيرت، وانتهت"(1). ولا شك أن اختيار العربية" لتكون لغة وحي الله أو لتكون خطاب الله إلى جميع البشر، التي يوكل حفظها وكتابتها وقراءتها وإقراؤها للأجيال من خلال عزمات البشر، يحمل من الأبعاد والفاعلية والعبر الشيء الكثير الذي يدعو للتأمل والنظر(2).
"ولذلك تعتبر اللغة هي المقوم الأساس لبناء الأمة وقيامها- على اختلاف الآراء حول عوامل تكوين الأمم- لأنها لغة التواصل والاتصال والصياغة لكل الأفكار، وتفعيل العوامل الأخرى(3).
قد اعتبر الكثير من العلماء" أن العروبة اللسان، وأن الكلام بغيرها لغير حاجة يخشى أن يورث النفاق، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:‘‘ من يحسن أن يتكلم بالعربية فلا يتكلم بالعجمية فإنه يورث النفاق‘‘(4). وكره الشافعي لمن يعرف العربية أن يتكلم بغيرها، وذلك لكون اللغة العربية" من الدين، ومعرفتها فرض واجب، فإن فهم الكتاب والسنة فرض، ولا يفهم إلا بفهم اللغة العربية، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب(5). وفي هذا السياق يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه:‘‘ تعلموا العربية فإنها من دينكم، وتعلموا الفرائض فإنها من دينكم‘‘.
إن تأكيد عمر بن الخطاب رضي الله عنه على واجب التفقه في اللغة العربية وتعلمها" هو الذي حفظ هوية الأمة المسلمة وكيانها، في الكثير من البلاد الإسلامية المستعمرة مثل الجزائر وغيرها"، ومن إيجابيات التيارات والاتجاهات القومية العربية،‘‘ أنها اعتبرت اللغة العربية الفصحى هي إحدى مقومات وجود الأمة العربية(7). فاللغة العربية إذن؛ لغة التنزيل والحضارة، وهي أول مقوم من المقومات التي بنيت وأقيمت عليها الأمة الإسلامية. ومنه، فإن حمايتها وصيانتها فهي صيانة للدين الإسلامي. وكذا الحفاظ على استمرارية الحضارة، وعدم فقدانها. ‘‘ هذا علاوة عن أن اللغة العربية تمتلك من الطاقات والإمكانات ومخزون الألفاظ المترادفات، ما يستطيع التعبير عن أدق الأحاسيس وأبسطها(8).
إن ما يمكن استخلاصه مما سلف ذكره أن لغة الضاد، هي إرثنا الحضاري، وأسنا المكين، وبها نتنفس ونعيش ونتواصل ونتطور. إذن من الواجب علينا تعلمها ودراستها، وفهم قواعدها، ما يمكننا من فهم كتاب الله جل جلاله. ومنه فإن‘‘ دراسة اللغة العربية ضرورية لكل دارس مسلم مهما كان تخصصه. ليكون على دراية بأهم قواعدها وأساليبها، فاللغة العربية لها شأن كبير في تقويم اللسان، وتزويد الدارسين لها بالثروة اللغوية، وتكسبهم القدرة على التعبير، وتربية الذوق الأدبي. ولهذا يجب أن تنال حظا من العناية والاهتمام، حتى يستطيع المتعلم معرفة المفردات اللغوية، والاستخدام الصحيح له(9).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) عبد الله محمد النقراط: الشامل في اللغة العربية، ط1: 2013، ص 7.
(2) طالب عبد الرحمان: نحو تقويم جديد للكتابة العربية، كتاب الـأمة الرقم 69،ص: 18.
(3) المرجع نفسه، ص21.
(4) نفسه ص 26.
(5) نفسه ص 27.
(6) نفسه ص 28.
(7) نفسه ص 28.
(8) نفسه ص 37.
(9) عبد الله محمد النقراط، ص 7.