الشهيد باسل و21 رصاصة بقلم غادة طقاطقة
تاريخ النشر : 2017-03-19
الشهيد باسل و21 رصاصة بقلم غادة طقاطقة


عندما يرتقي الشهيد ويسير في زفاف أسطوري  إلى النصر الحقيقي والأكيد، وتختلط الدموع بالزغاريد. عندها لا يبقى لدينا شيئاً لنفعله أو نقوله، لأنه قد لخّص كل قضيتنا  بابتسامته. كلّ قطرة دم سقت نخيل الوطن فارتفع شامخاً، وكلّ روح شهيد كسّرت قيود الانــذال والمتآمـرين!!. اليوم ،نجمة الليل  (شهيد) ، ومع ذلك تبقى الكلمات تحاول أن تصفه ولكن هيهات، فهذا هو الشهيد انه البطل الوسيم (باسل الأعرج )،ابن بيت لحم فلسطين المحتلة. 

حقيقة ليس هناك كلمة يمكن أن نصف  بها الشهيد، لعظمة وجبروت ما يقوم به فداءاً للوطن. فــــ باسل سطر أجمل معاني  التضحية . انها  لحظة التسامي فوق هذه الغرائز العمياء، حينما يثبت في مواجهة الموت، ويعلو فوق الانعكاسات الشرطية، وقتها يتحقق فيه الإنسان الكامل الذي ترفع له التحية ، وتسجد له الملائكة في السماء. 
من أى طينة  صيغت نفس هذا  البطل ؟، كيف استطاع أن يثبت ويهزم الرعب من الموت والخوف من الرصاص؟،  أي روح قدسية تملكها باسل  في تلك اللحظة.. انها أعظم  بطولة يعجز عن وصفها اللسان ، واختراق 21 رصاصة جسمه النحيل ، ملعناً آخر نفس ، ربي خلقتني وأحسنت تكويني وزدتني شرفاً فجعلتني شهيداً فلسطينياً. 
مازلنا أسرى مشهد  والــده الذي القى تحيه الوداع بل تحية اللقاء القريب ،  من الصعب نسيانه او تجاهله ،  حينما فاجأنا بأداء تحية الشرف لروح ابنه الشهيد باسل ، انهمرت الدموع من عيوني بالتحديد ومن أعين الجماهير الغفيرة  حتى أوجعتنا عيوننا من البكاء تارة وفرحاً تارة اخرى . 

عُذراً يا شهيد .. لن  ننساك، ولكن سنمهل قلوبنا  بعض الوقت، سوف نرسمك في مخيلتنا   ذكرى أبديّة.. وننثر الورود فوق ثراك  ورود  بيضاوية . ولنستعيد نشاطنا من جديد، حتّى يقوى على مُحاولة نسيان المشهد الجميل، ونشهد  أننا لـن ننساه ، فـــــ سلامنا  لك . 

فــــ تحيةً تملؤها المحبة والافتخار بكل شهيد قدّم روحه ليحيا الوطن ، لننحني اجلالاً لأرواح أبطالنا وشهداءنا الابرار  الاكرم منا جميعاً، ولتغيب الشمس خجلاً من تلك الشموس التي أضاءت الكون تشريفاً.