" عرس الملائكة " ؟! بقلم سليم عوض عيشان ( علاونة )
تاريخ النشر : 2017-03-16
" عرس الملائكة  " ؟! بقلم سليم عوض عيشان ( علاونة )


" عرس الملائكة " ؟؟!!
قصة قصيرة
بقلم / سليم عوض عيشان ( علاونة )
===================

تنويه:
أحداث وشخوص النص حقيقية حدثت على أرض الواقع ولا فضل للكاتب على النص اللهم سوى الصياغة الأدبية فحسب ..

إهداء متواضع :
إلى بطلة النص الشهيدة / أم الشهيد الفلسطيني علي الدوابشة ... الطفل الرضيع الذي استشهد على يد المستوطنين الذين قاموا بحرقه حياً في بيته...
ولحقت الأم به بعد أيام قلائل شهيدة جراء حادث الحرق الشنيع .
وإلى كل الأطفال والرجال والنساء الشهداء... في كل مكان ...
( الكاتب )
---------------------------

" عرس الملائكة " ؟؟!!
" انتظرني يا ولدي " .. " انتظرني يا طفلي " ..فها أنا قادمة إليك .. أعرف بأنني قد تأخرت عنك بعض الوقت .. ولكن ها أنا قادمة إليك يا ولدي .. فانتظرني ..
.. كم أنا أحن إليك ... وكم أحن للقائك بعد طول فراق .. حقاً بأنها مجرد أيام قلائل فحسب .. ولكنها كالدهر عندي .. فأنت طفلي .. ولدي الحبيب الغالي .. وأعتذر لك لأنني قد تأخرت عليك .
كم كان بودي أن أشاركك رحلة المغادرة كما كنت تشاركني رحلة الحياة القصيرة .. ولكنك آثرت الفراق وحيداً . وتركتني وحيدة أقاسي ألم البعاد ولوعة الفراق .
ولكن .. ها أنا ألحق بك إلى حيث أنت .. وأعرف جيداً بأنني قد تأخرت كثيراً عن اللحاق بك .. فاعذرني يا طفلي .. اعذرني يا ولدي وسامحني .
لقد امتدت إليك يد الغدر والخسة والنذالة من أولئك المستوطنين الذين قاموا بعملية إحراق منزلنا وإحراق كل من فيه من بشر بوحشية وهمجية .
وبدورك يا طفلي كنت أول من أسلم الروح وقبل الشهادة .. وانتقلت إلى السماوات العلى في الفردوس الأعلى .
فاعذرني يا ولدي .. اعذرني يا طفلي .. بأنني لم أرافقك رحلة الشهادة من البداية .. ولكن ها أنا ألحق بك .. وأعرف جيداً بأنني قد تأخرت كثيرا عن اللحاق بك .. فاعذرني .
بعد ارتقائك إلى الجنة بأيام .. كان والدك .. يلحق بك سريعا بعد أن ارتقت روحه إلى بارئها تشكو ظلم العدو ووحشيته ..
وها أنا ألحق بكما بدوري اليوم بعد تأخري عن مرافقتكما ..
تعال يا ولدي .. تعال يا طفلي كي أضمك إلى صدري .. إلى قلبي .. كي تكمل " الرضعة " التي كنت تتناولها من صدري .. عندما امتدت إليك يد القتلة المجرمين بوحشية .. وحرمتك من إتمام بقية " الرضعة " التي حرمت منها قسراً وقهراً .
مالك تشيح بوجهك هكذا عني يا طفلي ؟؟!! .. ألم تعرفني بعد ؟؟!! فأنا أمك .. أمك .. فماذا بك يا طفلي ؟؟!!
أغاضب أنت مني لأني تأخرت في الوصول إليك .. وأني لم أرافقك الرحلة الأدبية من البداية ؟؟!! .. فإلام الغضب يا ولدي ؟؟!! وها أنا قد أتيت على كل حال .. رغم أني تأخرت بعض الوقت .. ولكني حضرت في النهاية إليك .
تعال يا طفلي أكمل " رضعتك " التي حرمت منها .. فما زال في أثدائي الكثير من اللبن - الحليب - .. هيا يا طفلي .. اقترب .. اقترب ..
ما هذا ؟؟!! ما الذي يحدث هنا ؟؟!! آلاف " الأثداء " النورانية الشفافة تمتد نحو فم طفلي لتلقمها له .. وهو يبتسم ابتسامة الملائكة الرائعة السامية ..
.. آلاف الأجسام الشفافة النورانية الملائكية الرائعة تحيط بطفلي من كل جانب ومن كل ناحية .. تضمه بحنان إلى صدورها .. إلى قلوبها وتلقمه أثدائها .. وتطير به في السماء عالياً .. عالياً.. تزفه بعرس ملائكي رائع حتى الفردوس ... فما أروع هذا العرس .. " عرس الملائكة " .
ثمة آلاف أخرى من الملائكة .. تحيط بي من كل جانب .. تحملني بين أجنحتها الشفافة المنيرة بحب وحنان .. وتطير بي في السماء عالياً .. عالياً ...
" انتظرني يا ولدي " .. " انتظرني يا طفلي " ..فها أنا قادمة إليك .. أعرف بأنني قد تأخرت عنك بعض الوقت .. ولكن ها أنا قادمة إليك يا ولدي .. فانتظرني ..