أحجية بين السطور! - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2017-02-27
أحجية بين السطور! - ميسون كحيل


أحجية بين السطور!

في لحظة تنقشع الغيوم وتظهر الصورة على طبيعتها بدون ألوان ! فبعد أن كانوا يُقَبِلون الأيادي أصبحوا يتأمرون على مَن مدها لهم، على مَن حضنهم ورعاهم! على مَن منحهم كل شيء دون حساب أو عتاب! فثمة تشوهات تملأ المكان، وتصرفات تنم عن نفوس مريضة لا تقل بشاعة من سابقتها، قابعة بين جدران الوهم وأفكار تتحايل على الضمائر، و يد تلصق التهم و قلم يوزع الشبهات! ففي لحظة حماقة يتلون بما يلائم من التزلف والافتراء للوصول إلى الغاية ليكون بطل الرواية؛ ولا حمداً ولا شكورا!

 بالأمس كان لي رأي في انتقاد كان يحمل كثير من الشخصنة لقلمي الذي أعتبره ضمير مواطنة شربت من بحرغزة، قلم ليس جزءاً من أملاكي! فهو ملك كل مواطن يقول عن نفسه أنه فلسطيني، قلم ليس له ثمن، قلم لا يباع ولا يُشترى، يكتب من واقع الحال، ولا ينتظر شيئا من أحد، على عكس أقلام باع مالكيها الحقيقة، وأضاعوا شرف المهنة ووهج الكلمة وصدق الرأي، وشجاعة الموقف في أروقة المباني المشيدة على مقاس ساكنيها من الهش وذم الأنف! ولعلها مقدمة قاسية؛ لكن القساوة هنا ليست مؤثرة بما يكفي لمن يرى سعادته في تعاسة الآخرين، ومواقفه لا تنطوي على مبدأ، بل تتطابق مع مصلحته فقط، حتى ولو كانت على حساب كل شيء وأي شيء. يقول عن نفسه الكثير وحساباته الفصائلية مموهة لا يقف مع أحد، ولا يتبنى مواقف فصيل معين يذهب في اتجاه آخر غير اتجاه الآخرين فانتمائه التنظيمي ليس كاملا، فهو مرتبط بدرجة الفائدة والاستفادة! اليوم تراه أصفر، وغداً أخضر، وبعد غد يتبنى اللون الأحمر؛ وفجأة يترك الجميع ويتجه صوب الكرسي، فيحمل فوطة مخبأة في جيبه ليلمع كرسي صاحبه الذي سيجني من وراءه ما يريد! يجامل الجميع وتتكاثر وعوده لهم حتى تنتهي أدوارهم فيحلق سريعا هاربا نحو صاحب الكرسي مجدداً.!

شرف المهنة بأن لا تعلن أحيانا عن أسماء لشخوص فقدت حتى أسمائها وانتماءاتها الوطنية لصالح آخرين يشيدون مصالحهم على حساب المعاناة! وشرف المهنة الحقيقي أن تقول ما يقوله رجل الشارع، وما يريده بائع الخضار، والسباك والعامل والمثقف وما تراه الطبيبة والمعلمة والممرضة وربة البيت، وما يحتاجه الوطن وما يصب في مصلحة القضية دون تشويه أو فتنة أو تزوير للحقائق. شرف المهنة ألا تكون شخصيتك كالحرباء وألا يكون رأيك ما يريده الأسياد من المنتفعين! شرف المهنة ألا يكون قلمك مخصص فقط لسان حال لمن يحققون لك طموحك الذي يتجاوز حدود المنطق، ولا يلبي آمال الشعوب المكافحة ! فالقلم الحق والرأي الصائب تجده في وجدان والد شهيد، و في قلب والدة أسير، ولدى مواطن لا يحب إلا الخير للجميع، وليس لصاحب الكرسي والحائز على ملكة الاجتهاد.

كاتم الصوت: أرفض أي إتهام يعطي قلمي صفة تنظيمية أو أداة  لتمرير مواقف سياسية كانت أو شخصية فالقلم شرف حامله ! إذا فقد الإنسان شرفه فليس لديه ما يفقده.

كلام في سرك: اعتراض على رأي وموقف صادق كمن "شلح"  ملابسه ووقف عاريا دون خجل يأكل البلح!.

رسالة: يا جهاد...أنت كما أنت " لا " وفاء فيك لأحد.