شرشحة! - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2017-02-23
شرشحة! - ميسون كحيل


شرشحة!

بما أن الإنتفاضة التي يأمل بها، ويتمناها أمين عام حركة الجهاد الإسلامي محاصرة من السلطة الفلسطينية كما أدعى؛ وبتأكيد مستغرب في سياق الحديث أن مهمتها " منع " أي مقاومة للإحتلال! فيا ليت، ويا حبذا طالما أن تصريحاته هذه جاءت من طهران أن يطلب الدعم اللوجيستي من طهران لحركته؛ لكي تقود الإنتفاضة التي يريدها، ولتستعد ويستعد معها أمينها العام لمقاومة الإحتلال؛ ذلك أنني غير مقتنعة لا بكلامه في إنتقاد السلطة الفلسطينية، ولا في رغبة حركته في خوض أي مقاومة للإحتلال؛ وهم يعلمون ذلك جيدا؛ ففي هذه الأوقات لا أحد يريد مقاومة الإحتلال؛ حيث للتوقيت والحسابات أهمية كبرى؛ مضافا إليهما اختلاف الأهداف !!؟ وبقناعة أكثر فإن الشعب الفلسطيني الآن غير معني بأي إنتفاضة أو مقاومة؛ فللشعب أيضا حساباته المختلفة عن النظرة الفصائلية الضيقة، ولو كان الشعب معنيا فلا تستطيع السلطة منعه بعد أن وصل لقناعة بأن الأهداف اختلفت، والنيات أصبحت واضحة؛ حيث لم تعد فلسطين أولوية لدى العرب ولدى الكثير من اصحاب القرار الفلسطيني الموزع!

لقد كان الأجدر بأمين عام حركة الجهاد أن يبحث عن مخارج للوضع الفلسطيني، ولحالة الانقسام الجغرافي والسكاني والحكومي؛ وأن يبحث عن سبل تقوية الموقف الفلسطيني في المحافل العربية والدولية؛ خاصة وأن الإحتلال هو المستفيد الأكبر من هذا الانقسام؛ ومن أي إنتفاضات مبتكرة ومختلقة بدلا من توزيع التهم!وإذا كان علينا أن نرفض موقف حركة فتح من تصريحات أمين عام حركة الجهاد؛ فإن علينا أن لا نقبل بالموقف الدنيء الذي اتهمت به حركة فتح على لسان العوري، ونرفض تلك الأساليب بشكل عام؛ فمن المعيب فلسطينيا التعامل بهذا النهج، وكان الأولى من حركة الجهاد أن تتروى، ومن أمينها العام أن يتروى، بدلا من تحويل المشهد الفلسطيني مشهد أكشن سياسي للفرجة من أجل "مسح الجوخ" لصالح مراكز قوى من هنا أو هناك؛ ثم إن الساحة مفتوحة أمامهم لبدء في أي إنتفاضة يرغبون بها أو مقاومة إن كانوا قادرين دون إستخدام شماعة الآخرين عند العجز! ومن زاوية أخرى؛ تتوافق هذه التصريحات مع تصريحات غير مسؤولة أخرى تناولت إنتقاد السلطة، وإستهداف الرئيس محمود عباس ضمن ما يسمى بتقارير، وتعالي الأصوات المطالبة برحيل الرئيس من خلال أبواق لا نسمع بها إلا في نشر الأكاذيب، والإنتقادات الفارغة من المضمون، والفاقدة لمنطق الكلام بدلا من البحث عن القواسم المشتركة!

في النفق لا نرى شيئا فهو مظلم تماما، والأبواب المغلقة زادته ظلاما، وللحق فإن مفاتيح الأبواب لدينا هنا في فلسطين حيث يمكن فتح الأبواب؛ ليدخل الضوء ويتكشف الطريق فالمطلوب ليس البقاء داخل النفق، أوالاستماع فقط إلى مَن يستخدم فلسطين جسرا للعبور بل نطمح لعبورنا نحن من هذا النفق، وللخروج من بوتقة إدعاءات الوطنية الزائفة نحو الوطنية الحقيقية، وخلق حالة فلسطينية جديدة تجمع ولا تفرق؛ فمن غير المعقول وبشكل شبه متوازي أن تكون طهران منبع التصريحات التي تهاجم السلطة، وفي اسطنبول يتم التحضير لمؤتمر لا فائدة من ورائه إلا لتثبيت الإنقسام الفلسطيني !

كاتم الصوت: صح النوم يا قيادة لو تعاملتم مع الجاليات الفلسطينية في أوروبا بالطريقة الصحيحة ما كان الوضع على ما نراه الآن من تشتت لهذه الجاليات !

كلام في سرك: لا يمكن أن نفقد حقنا الشرعي والوطني، وقد يتأخرهذا الحق لفترة أطول إذا ما وجد كوكتيل المتآمرون عربيا واقليميا وصهيونيا وغربيا " مَن يتعاون معهم فلسطينيا "!

سؤال: كيف يمكن قبول إهانة النضال الوطني الفلسطيني من مارق ؟ أطفالنا عمداء !