عندما يغيب الوازع الديني نتوقع كل شيء...! بقلم حامد أبوعمرة
تاريخ النشر : 2017-02-20
عندما يغيب الوازع الديني نتوقع كل شيء...! بقلم حامد أبوعمرة


عندما يغيب الوازع الديني نتوقع كل شيء...!

بقلم /حامد أبوعمرة

ومن الظواهر المؤلمة والخطيرة ، التي بدت تتمدد في جسد مجتمعنا ، بكل خبث كما الثعابين أو السرطان ،هو ظاهرة القتل من قبل أولي القربى ،ومن تلك الطفرات السيئة التي يدمي لها القلب، هي تلك الجريمة التي حدثت في جنوب قطاع غزة ،والتي هزت كل كياني ،في الآونة الأخيرة ،كما حال الكثيرين من
أبناء شعبي في مجتمعنا الفلسطيني ، والذين يمتلكون قلوبا رقيقة ...صافية ... رحيمة ... يغمرها الشعور بويلات الآخرين ، وأوجاعهم ،تلك الجريمة النكراء البشعة التي لم تقترفها أيدي العدوان الإسرائيلي الغادر،أو الدواعش ِ أو غيرهم...! ، وكم تمنيت لوكان أحد هؤلاء هو فعلا الجاني أو المجرم ،لطالما أن الأمر واقع لا محالة ... لكن الكارثة المفجعة هي أن يكون المجرم الحقيقي هو من أقرب المقربين ...ورب العائلة الذي من المفروض أن يُقتل أويفدي أبناءه بنفسه وروحة ، نعم الأب هو القاتل ...الأب هو المجرم ،ولا أعلم كما يتساءل الآخرين ،كيف سولت له نفسه ، قتل فلذات كبده بكل جنون ،وبكل فظاعة... وبلا أدنى شفقة أو رحمه بصراخ أولئك الصغار ...الأبرياء الذين لم يخطر ببالهم أبدا ، أن يلقوا حتفهم على يد ِ أبيهم ... موقف ٌ يصعب تصويره أو تصوره فهو ليس فيلما سينمائيا ،وإنما هو مشهدٌ من الواقع ...! أبٌ يقتل أولاده الثلاثة طعنا ،قبل أن يشعل اسطوانة الغاز في نفسه ،فتنفجر الاسطوانة مما سببت بمقتل أبناءه الثلاثة ،ومن ثم مقتل الأب نفسه ...مهما كانت الدوافع والأسباب بسبب الخلاف مع الزوجة أو بسبب الديون المتراكمة أو القروض أو الاضطراب النفسي الذي أصاب ذاك الأب
...فأني لن آخذ كعادتي بالوشاية ولن أسلط الضوء هنا كعادتي ...على من هو المسئول عن مثل تلك الجرائم ...؟! لحساسية الموقف ولأنه قد تكون هناك أسبابٌ عدة لايعلمها إلا الله ،ولكني بصدد إيضاح نتيجة واحدة لكل ما حدث من جرائم ،وما يحدث أستمد تلك النتيجة مستندا لقول الحق سبحانه وتعالى :
(مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) ويقول سبحانه وتعالى : (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى
وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا
فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى) نسأل الله العلي القدير ، أن يتغمد أولئك ،الأبرياء والضحايا بواسع رحمته ، وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان ،ولا أقول إلا ما يرضي ربنا إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ... اللهم اهدنا إلى سواء السبيل من عندك ، وأفض علينا من فضلك ، وانشر علينا من رحمتك ، وأنزل علينا من بركاتك إنك نعم المولى ،ونعم النصير .