انا هو الهارب ايبى من وجه سيده فى الظلام قبل ان تنهدم اسوار مدينة سيدنا الملك فوقنا جميعا كان لديه زوجة وابن وابنة لايمكننى االتضحية بارواحهم جميعا والوقوف فى وجه الالهه التى كرهت سيدى لانه عاندها واختار واحدا منها ليكون سيدا عليهم جميعا واراد ان يهزم الجميع به سامحنى الهى ووضع لى طريقا كى اهرب من يد اللص بوخاف والان لكثره اخطائى ساموت بعيدا عن كيمت حيث مستعمرة صغيرة اعيش بها وسط الرحالة اراقبهم هنا فى غزة يعظمون ملكنا حور محب ويصنعون تماثيل صغيرة له ..ليس مثل كيمت من صنع مثلها من يحب امون غيرها .من يبذر بذور القمح لاجلها من جعل النساء والاطفال يعيشون فى امان ..لا يزالوا يذكرون لى الماضى ولم يغفروا لم ينسوا بعد العمر الطويل انى كنت من اتباع سيدى اخناتون وانى صرت من خلف كاهنه الاكبر لكن لو كنت لم اعشق كيمت مثلما يقولون لما لم ارحل مع الراحلين الى خارجها كنت ارى مدينتى التى بنيت تحترق كنت من عمال تل العمارنة قاومت الخوف والمرض والموت بداخلها ولكن عرفت ان هناك قوى عليه بطاعتها سرت من خلف امون مطيعاوعندما مات اطعت سيدى الحازم حور محب وعندما طردنى الى مستعمرة صغيرة على حدود مملكتنا لم اعترض انا انتظره سيعيدنى لاموت داخل طيبة ولن يتركنى هاهنا.
سيعرف اننى لا استحق ان ابتعد عن ابنتى وزوجها وان عليه ان ارى ولدى برغم غضبى منه اخبرته صغيرا ان وصية جده اليه ان يصير كاتبا لكنه اخبرنى انه يحب الارض اكثر قلت له جدك كان سيلعنك لو استمع اليك الاتعرف كيف يتعب الفلاح ويشقى فى الارض وفى النهاية هو اجير لدى سيده الملك وليس له سلطان على ارضه واذا احتاجوا الى من يرفع حجرا جديدا على حجر لاجل هرما يخلد مليكنا فسيكون منهم كيف هذا وجده كان كاتبا فى القصر كيف ينحدر نسله هكذا؟! اراه يتألم فى عالما اخر ..يردد كيف سرت مثل هؤلاء الفلاحين وبعدت عن درب عائلتك الا يكفيك ابنى الذى تم نفيه من قبل الملك ..هل فشلت فى تاديبك يا ولدى الى هذا الحد فعوقبت بك ان صرت مجاورا لرعاه وصرت انت فلاح فاى وبال اصاب عائلتنا .
ارجو ان تسمع الى نصح صادر لك ياولدى وتأدب بعلم ابيك ونصحه ..عد الى رشدك وتعلم اتقن فن الكتابة وتعلمها سر فى درب الكاتب من البداية ربما احسنوا اليك بسبب جدك فاسمه لايزال يذكر بكل خير واصمت عن ذكر ابيك فالاسمه عداوه لانه كان يوم من ابناء تلك المدينة المشئومة وعيناه قد راقبتا الملك وهى تمحو اسم الملك اخناتون وتزيل نسله من سفر الحياه..لم يعد خالدا ولن يبعث لقد حكم عليه بالعذاب الى المنتهى فارفق بنا وبنفسك وقوم اسم كاد ان يكسر ..يكفى حزنى على ابنتى فزوجها لم يبرع فى كونه كاتب فقد ظل مساعدا للكاتب موظفا يتبع الاوامر فحسب ولا يملك براعة كافية للتصرف والقرار هو لن يترقى ابدا سيظل دائما مساعدا لكاتب يظبط من خلف الكتابات دون ان يتذكره احدا لقد حكم على نفسه بان يظل موظفا يتدرج فى وظيفته بلا برعة تذكر ووجه الملك لن يرى ولن يعرفه ولن يصير له شأن .
لن يغفر لى ابى ابدا فبأى وجه سوف اقابله وقد اقتربت روحى من نهايتها فى ارض غريب يلعن فيها لم اخن يوما الهى وروحى لاتزال معلقة بطيبة والكوبرا لاتزال ترشدنى ليلا وانا اسير وحيدا وسط طريق لصوص لا يعرفون سوى سرقة الاغنام.
بانهمى 1 بقلم:مارينا سوريال
تاريخ النشر : 2017-02-20