ليفني المحظية
أحمد الصباهي ( فلسطين)
ربما نحن أمام أول سابقة في الأمم المتحدة لجهة تعيين نائب" إسرائيلي" في منصب نائب الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون العلوم والعلاقات مع الجمهور، فتعيين ليفني "النائب" في الكنسيت الإسرائيلي، ستكون "نائبة" ثانية وليست الأولى بعد تعيين مندوب كيان الاحتلال الإسرائيلي في الأمم المتحدة داني دانون رئيسا لإحدى لجانها الست الدائمة ( اللجنة القانونية) ولن يعوض هذا بالتأكيد تعيين رئيس الوزراء السابق سلام فياض مندوبا للأمم المتحدة في ليبيا، فهذه "صفقة" كما وصفها الصحفي في صحيفة يديعوت أحرونوت إيتمار ديختر .
وأمام التساؤل إن كان لا يروق أو لا يحلو لنتنياهو تعيين خصمه في السياسة في هذا المنصب الرفيع، والذي يتضمن فريقا من المساعدين، وراتبا سنويا يتراوح بين 200 الى 250 ألف دولار وحساب نفقات سنوي بحوالي مليون دولار، فإن ليفني ربما ستكون محظية وتنال المنصب .
هي نتيجة توصلت إليها لأسباب أميركية واضحة للعيان، تتمثل بالدعم الأمريكي المفتوح على مصراعيه لكيان الاحتلال الإسرائيلي، وقد نظِّر له مؤخرا ديفيد ماكوفسكي، ودينيس روس من معهد دراسات الشرق الأدنى بمذكرة سياسية تحت عنوان" نحو صيغة جديدة لمعالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني"، من بنودها الأساسية استخدام حق الفيتو ضد أي قرار لمجلس الأمن "تعارضه إسرائيل"، وهو ما حصل مع معارضة تعيين فياض عبر الفيتو الأمريكي.
أما عربيا فلأجل عيون ليفني يصبح الممنوع مسموحا، أليس القانون يخرقه اثنان: واضع القانون، وامرأة، أليس من أجل عيون السيدة دو مينتون زوجة الملك لويس الرابع عشر والتي تزوجها سرا ، ألغى الملك مرسوم "نانت" عام 1685م في فرنسا، والذي أصدره جده هنري الرابع، حيث كان يمنح بموجبه البروتستانت حرية المعتقد، فهجِّروا بعد صدور إلغاء المرسوم بأعداد كبيرة الى إنكلترا وسويسرا وألمانيا.
هي ليفني "الزوجة" السرية للعديد من الزعماء العرب، ألم تسخُّر جسدها في خدمة القضية الصهيونية، ولسائل أن يعترض أن المقال يستبق الأمور، أو يسطح المسألة....أقول ألم تصبح إسرائيل "المحظية"، ألا يتسابق العرب لخطب ودها، والتقرب منها، ألم يصرح نتنياهو مرارا وتكرار أننا نمر بأفضل العلاقات مع العرب " السنة"، بقي أن ينفذ العرب وصىية تساحي هنغبي وزيرالتعاون الإقليمي في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، الذي أوصى بمحاضرته في واشنطن مؤخرا " بتعزيز علاقات إسرائيل مع العالم العربي "السني" عبر جعل تعاونهما السري القائم حاليا الى علني"...وهذا ما سوف يتحقق.
لا تحظى مؤسسة الأمم المتحدة بالاحترام لدى الشعوب العربية، وبالأخص الشعب الفلسطيني، لكنها مع الاستمرار في تعيين الإسرائيليين القتلة، وبالأخص ليفني صاحبة الصيت الذائع في خدمة الموساد بكافة الأساليب وحتى بجسدها، والمطلوبة بملف الجرائم في حرب غزة عام 2014، فإني وفي حال حصول هذا التعيين، أتبنى موقف الفيلسوف الفرنسي دالامبير الذي علق بعد 100 عام على تعيين هنري سالومون دو فيلارد عضوا في الأكاديمية الفرنسية، بتوصية من بيار سيغييه مستشار فرنسا في القرن السابع عشر وهو لا يستحق هذا الشرف، بأن أطلق على مقعد الأكاديمية بعد هذا التعيين بأنه قد "تعهّر".
ليفني المحظية بقلم:أحمد الصباهي
تاريخ النشر : 2017-02-17