مقال نحن إلى أين....؟!
بقلم يوسف فايز الطواشي
طالب علوم سياسية من جامعة الازهر- بغزة
ليس من بابِ تكرارِ الجملِ التقليدية المعتادة في العديد من المناسبات، لكن قضيتَنا الوطنية فعلاً أمام مفترقِ طرقٍ خطيرعلينا التحرك فوراااا لمعالجة الواقع المرير الذي تعيشه القضية الفلسطنية (عامة)طوال السنين الماضية ؛والاوضاع في قطاع غزة (خاصة). لو نظرنا إلى واقعِنا الحالي بكلِ موضوعية، فلن نجد وصفاً واحداً ينطبق على حالتنا الرهنة يعد اعتبار كل فصيل فلسطيني نفسه أنه يمثل "الحق المطلق" وأن الآخر الفلسطيني يمثل "الباطل المطلق" هو المدخل الرئيسي لفهم مدخلات العملية التحاورية بين الأطراف الفلسطينية، وبالأخص طرفي الانقسام، فتح وحماس، وطالما كانت هذه هي منطلقات كل طرف في ظل سوء الأوضاع السياسية التي يعاني منها المواطن الغزي حيث جعلت من الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والأمنية والثقافية وضع كارثي يلقي بظلال دامس على آفاق المستقبل خلق لدي المواطن الغزي شعور عام بالتوتر والإحباط والقلق والخوف والسير نحو المجهول ما يؤدي إلى التفكير بالهجرة والاغتراب،والانتحار والبحث عن فرص أفضل للحياة خارج فلسطين؛ وفي احصائية لوزارة التربية والتعليم الفلسطينية تبين أن عدد خريجي الجامعات الفلسطينية المحلية في قطا ع غزة سنوياً هو "18000"فما هو مصير ومستقبل هؤلاء !!؟؟، وهل سيجدون فرص عمل في ظل الحصار والإغلاق التام والانقسام الفلسطيني وعدم التمكن من السفر !!؟؟ ومتى سيتزوج هؤلاء الخريجين ومن سيقبل أن يزوج ابنته لشخص لا يعمل ولا يجد قوت يومة .
السبب الرئيسي لمشكلة القطاع لا تكمن في الحصار، بل في الانقسام الذي منع الفلسطينيين من بلورة استراتيجية ناجحة لمواجهة إسرائيل حيث شكلت طبيعة الوضع الفلسطيني المتمثل بالانقسام السياسي والأيديولوجي نوعا من الازدواجية في العلاقات الفلسطينية الداخلية والخارجية؛ حيث حكمتها مواقف السلطة الفلسطينية في رام الله وحركة حماس في قطاع غزة كلا يعمل على تحقيق مصالحة ومصالح حركتة حتى وصل الحال بنا إلى نقطة حرجة لا يمكن التعامل معها بروح المسؤولة الكل يرمي المسؤولية على الاخر.
على الأطر الفلسطينية عامة تحقيق الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام المتبدد حوالي اكثر من عشر سنوات؛ كاؤولى خطواتة وتفعيل أعمال المجلس التشريعي الفلسطيني، بالتفاهم مع كل القوى والكتل الممثلة، بهدف استعادة هيبة ومسؤولية المؤسسة التشريعية والرقابية، وللحد من تغول السلطة التنفيذية وفسادها، ولوقف التصرف بمصير ومقدرات الشعب الفلسطيني.
لكي نفهم اجابة السؤال....
من بوابة غزة وبعدها ما يحدث بالضفة من استيطان وتهويد وتجمعات سكانية فلسطينية قد تفرض رؤية سياسية وامنية احتلالية لطبيعة المكون السياسي في الضفة وبالتالي طبيعة المكون السياسي والامني في غزة ، وبالتالي نحن بحاجة لمبادرة ألاخ محمد دحلان على أن لا تأخذنا التفاصيل في البحث على خلافات الماضي ووقفاته العاطفية دون النظر الى مصلحة الشعب العليا والتي يتأثر فيها 2 مليون فلسطيني في غزة ،.... وبالتالي الحلول الوسطية التي تقدم الحالة الوطنية عن الحالة الحزبية مهمة جدا في المرحلة الحالية واللاحقة ، ومن انتاج واقع لا ينفصل عن برنامج منظمة التحرير في فهم الحل المرحلي الذي يمكن ان يطبق في غزة وبامتدادات برمجية متصلة مع الواقع الوطني في الضفة والشتات ؛ فلا يمكن اعادة انتاج الفشل بفشل اخر ، وهذا لاينفي من مبادرات محلية تخص القطاع وفك ازماته مع دول الاقليم وفك الازمات الداخلية الناتجة عن احداث 2007م وعدم التمترس بالعواطف فالعالم يتغير والزمن لا يتوقف وبالامكان وضع معالجات لكل القضايا ولكن بشرط ان يفهم الجميع ان هناك 2 مليون فلسطيني يجب حل ازماتهم ومشاكلهم وبالتالي هذا هوالحل الصواب لحل الازمات الوطنية ، والانسانية والكل يجب ان ينحني لمصالح الشعب ، فليس بالمنظور وبالشكل التقليدي بين حماس وتيار ابو مازن الوصول لحلول وطنية او حلول لازمات غزة .... ولذلك يجب علينا ان نستعمل سلوك مغايراا لسلوك المعمول به حاليا للخروج من المأزق الحالي... فيكفي فشل.
واخيرااا كانت القيادة الفلسطينية وما زالت تتعامل معنا على أننا "مصابين بالعمى" والمصابين أنهم بالفعل يحلمون في منامهم ولكنهم يعجزون عن تفسير الأشكال؛ أحلام الأشخاص المصابين بالعمى أحلام يغلبها الصوت فقط، لأن الصوت والكلام هو الطريقة الوحيدة التي يتعامل بها الشخص الأعمى ؛ وكل ما اتمنى من الكل الفلسطيني علينا أن نواجه الواقع بروح المسؤولية و بعقل منفتح بعيدااا عن الخلافات الشخصية التي هي من أحد أسباب حالنا المرير.
نحن الى اين..؟!بقلم يوسف فايز الطواشي
تاريخ النشر : 2017-02-16