المفاوضات...بقلم:زياد هواش
تاريخ النشر : 2017-02-16
المفاوضات...

الاعلام الرأسمالي، هو من يجعل من المأساة السورية المستنسخة عن وعلى كامل جغرافية النظام الرسمي الجمهوري العربي المُنهار، الأكثر حضورا، بالرغم من كارثية الحالة اليمنية او الليبية ....

من هذه الزاوية يكون الحديث عن المأساة السورية ضروريا لرؤية المشهدين العربي والاقليمي، حاضرا ومستقبلا، أو تحديدا لرؤية التدحرج البطيء لكرة النار الأولغارشية باتجاه اقصى الشرق (من طهران الى بيكين) وباتجاه أقصى الشمال (من أنقرة الى موسكو).

النظام الإسلاموي في "أنقرة" نظام رأسمالي حديث، لا لبس فيه ومعلن، ومرتبط "مباشرة" وبقوة بأمريكا وإسرائيل، ويخدم باندفاعة وجماهيرية طاغية وضرورية، مشروع الفوضى الخلاقة، في واحدة من أكثر غرائبيات المشهد المشرقي السياسية_الاجتماعية دلالة على:
الضياع والاستلاب والعبث والخداع الفردي الارادي والجماعي المسعور، وخصوصا عندما يتعلق الأمر بالقضية الرمز "فلسطين" والتعاطف الحاد التاريخي_الاسلامي مع الفلسطينيين...!

النظام الإسلاموي في "طهران" نظام رأسمالي قديم، لا لبس فيه ومعلن، ومرتبط "مواربة" وبقوة بأمريكا وإسرائيل، وهو الركن الرئيسي والمولّد لمشروع الفوضى الخلاقة بمرحلتيه العربية والإقليمية وما بعدهما، وتتجاوز غرائبيته السياسية_الاجتماعية الحالة التركية، وحتى عندما يتعلق الأمر بالظلم الأمريكي_الاسرائيلي الشيطاني على الفلسطينيين...!

في شرق الشياطين هذا، المتاجرة بالفلسطينيين ورقة اعتماد عربية_إقليمية ذهبية وضمانة باتجاه واحد في مواجهة السيد الأمريكي المطلق كلّي القدرة والانبياء من بني إسرائيل، ما يفضح:
خدعة الإسلام السياسي وحتمية وظيفته الاستعمارية وعبثية هوياته المذهبية المزورة.

المفاوضات بين "المنصات السورية" السخيفة، والتي تمثل (الإسلام السياسي السوري) المدني والديني والموالي والمعارض والى ما هنالك...
تفضح بطريقة أكثر مأساوية خدعة المشهد السياسي_الاجتماعي البائس في الشرق، وعبثية هوياته القومية والوطنية وحتى الإنسانية.

وتفضح بطريقة فاجرة إذا صح التعبير، حقيقة الدور أو الأدوار الرسمية العربية الملكية المهملة والتجميلية، والتي لا يتعدى دورها تمويل (مشروع الفوضى الخلاقة) على حساب مستقبل وحاضر شعوبها وقبائلها، وتقديم واجهات العرض الزجاجية الفضائية المترفة والمجانية للسلع الإقليمية.

وخصوصا عندما يقدم الداعم الملكي العربي للفصيل الثوري المقاتل ضمانة قبل كل مشهد تفاوض رخيص ورخيص، لتحقيق انتصار ولو وهمي فوق خرائب مدن حقيقية، ثم تأتي الطائرات (الامريكية والروسية والإسرائيلية والتركية والإيرانية والعربية الخجولة) لتقصف وتدمر ما بقي قائما فوق الأرض من أطلال وأموات.

ستسمر هذه المفاوضات المخادعة بين هؤلاء السوريين العبثيين حتى تنتهي الحاجة للبيع والشراء على الساخن، وتنتقل بورصة الأولغارش المتوحش الى صالات وواجهات طهران وأنقرة، وعلى البارد، وحتى ذلك الحين لا يوجد فوق تراب سوريا المتفاوضة الا الموت والأموات وتجارهما.

يستحيل لبشري مزيف ان يقبل او يتقبل حقائق فاقعة لا يمكن ان تخطئها العين، كأن تقول له أنه ليس مواطنا وهذا ليس وطنه وهو لا ينتمي الى هذا الشعب الافتراضي او لهذه الجغرافيا الخالدة....
وأنه مجرد بخور يحترق على جمر طقس عبادات فاجرة وشيطانية.
15/2/2017

صافيتا/زياد هواش

..