من ربيع اوباما الى خريف ترامب بقلم:غيداء العالم
تاريخ النشر : 2017-02-16
غيداء العالم
منذ عام 1997، عندما نجح نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في خداع الامريکيين و دفعهم بإتجاه يخدم أجندتهم و أهدافهم السياسية بعيدة المدى بإدراج منظمة مجاهدي خلق ضمن قائمة المنظمات الارهابية، إنعکست هذه الخطوة"الغريبة جدا"، على عدة أمور أهمها:
ـ إنها سجلت موقفا غريبا يحمل في داخله الکثير من التناقض و يبعث على السخرية الکاملة، إذ في الوقت الذي کانت إدارة الرئيس بيل کلينتون تتمشدق بشعارات الحرية و الديمراطية، فإنها قامت و بخلاف مزاعمها البراقة هذه بنصرة نظام دکتاتوري استبدادي شمولي ضد أبرز طرف في المعارضة الايرانية يحمل شعار الحرية للشعب الايراني و ينادي بها، وقد کانت من الاسباب التي دفعت للتشکيك بالمصداقية الامريکية في مؤازرة و مساندة دعاة الحرية و الديمقراطية.
ـ ساهم هذا الموقف الامريکي المطلسم بالالغاز، بدعم النظام الديني المتطرف و تقوية أرکانه و رکائزه و جعله أمرا واقعا ضد الشعب الايراني و تطلعاته المشروعة في الحرية و الديمقراطية.
ـ کان لإدراج منظمة مجاهدي خلق في قائمة الارهاب إنعکاس سلبي على دول و شعوب المنطقة أيضا، إذ کان هذا الموقف بمثابة مبارکة أمريکية للنظام و إسناد ضمني لما يقدم عليه من أعمال و أفعال شريرة ضد هذه الدول و الشعوب.
ـ لم يکن بوسع النظام تکبيل يد المعارضة الايرانية الانشط على الساحة و المتمثلة بمنظمة مجاهدي خلق کما فعل الامريکيون منذ عام 1997، عندما حددوا من نشاط و حرکة المنظمة و ذلك ماساهم بتقديم خدمة کبيرة جدا للنظام حيث إستغلها لکي يفهم الشعب بأنه قد صار حقيقة و امرا واقعا لأن نصيرة الديمقراطية و الحرية في العالم قد وقفت الى جانبه ضد منظمة مجاهدي خلق، وان السر الکبير الذي يقف خلف عدم نجاح و استمرار إنتفاضتي عام 2009 و 2011، للشعب الايراني ضد النظام هو إحساس الشعب الايراني بالاحباط و الخيبة ازاء الموقف الدولي الداعم له و على وجه الخصوص الامريکي منه، والذي عبر عنه الرئيس ترامب مٶخرا بکل صراحة من إن سياسة إدارة أوباما بمساندة النظام و ليس الشعب کانت سببا لإستمرار النظام و ليس سقوطه الذي کان محتملا بقوة.
ـ کان هذا الموقف"ولازال"، بمثابة موافقة رسمية أمريکية ثمينة جدا لتأهيل و تطبيع العلاقات السياسية و الاقتصادية بين الدول الغربية و النظام الايراني، بل وان هذا الموقف المخزي في حقيقة أمره قد کان وراء إستقواء و عنجهية و غطرسة الملالي أمام المجتمع الدولي فيما يرتبط بملفهم النووي، والحقيقة أن البرنامج النووي للنظام قد بدأ بصورة فعلية تماما بعد هذا القرار الفضيحة.
هذا الخطأ التأريخي و هذا الظلم الکبير الذي ليس بعده من ظلم بحق طليعة النضال و الکفاح من أجل الحرية و الديمقراطية في إيران و المتمثلة بمنظمة مجاهدي خلق، يجب على الادارة الامريکية أن تأخذه بنظر الاعتبار خصوصا بعد الرسالة التي وجهها 23 سياسيا أمريکيا لترامب و طالبوه فيها بتغيير السياسة الامريکية تجاه إيران و الشروع بفتح حوار مع المجلس الوطني للمقاومة الايرانية و الذي تعتبر منظمة مجاهدي خلق عماده و عموده الفقري، وأن تتخذ موقفا من شأنه أن يصحح ذلك الخطأ الکبير.