قيادة حماس الجديدة وتطورات المشهد بقلم:همام حامد حمدان
تاريخ النشر : 2017-02-15
قيادة حماس الجديدة وتطورات المشهد بقلم:همام حامد حمدان


قيادة حماس الجديدة وتطورات المشهد .

همام حامد حمدان –غزة / فبراير 2017م

تعتمد الفصائل الفلسطينية على أنظمة وقوانين تحكمها وتسير أنظمتها الداخلية وتضبط العلاقة فيها سواء ما بين الأعضاء وما بين الفصائل الأخرى ، وما نظام الانتخابات وانتقال المسئولية ببعيد عن هذه المنظومة ، فكل حزب ينفرد بطريقته للوصول لمقاعد القيادة سواء بالأمانة العامة أو المجالس أو اللجان المركزية أو المكاتب السياسية كما هو الحال في حركة حماس  .

حماس والتي تعتبر من أكبر الفصائل الفلسطينية وهي الفصيل الوحيد الذي يحافظ على درجة كبيرة من السرية والتنظيم داخل مؤسساته الشورية  والإدارية المختلفة ، ويعتبر النظام الداخلي للحركة والذي يختص بنظام الانتخابات من الأنظمة التي قد ينظر إليها البعض من الجيل الجديد أو ما يعرف بالشاب أنه يجب أن يعاد النظر فيه على عكس بعض الإخوة من جيل المؤسسين والمرجعيات القيادية ممن يجدوا في هذا النظام الكفاءة والتميز عن غيره من الأنظمة الخاصة ببعض الفصائل الأخرى.

تحرص حركة حماس على اجراء انتخاباتها في دورتها وبشكل منتظم وفق نظامها الداخلي فقد أدلى ما يزيد عن 29000 أخ من قيادات الحركة وعناصرها في انتخابات تميزت بالسرية نوعاً ما ولكن نتائجها من الصعب أن تبقى سرية لكبر حجم الحركة واتساع نفوذها وارتباطها الإقليمي والعربي والمحلي ، ولكن هذه الدورة لم تكن كسابقاتها من الدورات وتميزت بشكل لافت في ظهور بعض الأسماء الجديدة وبقيت بعض الأسماء الأخرى محافظة على مكانها في المقاعد المتقدمة .

تتنوع دوائر القيادة في حماس ما بين الإداريات المحلية والكبرى ومجالس الشورى المحلية والكبرى والعامة والمكتب السياسي المحلي والعام والمجلس القيادي المصغر أو المرجعية القيادية ، حيث احتفظ مشعل برئاسة المكتب السياسي العام لسنوات وموسى أبو مرزوق نائباً له وإسماعيل هنية لغزة ، ليتغير المشهد في هذه المرة وليغادر مشعل وهنية منصبيهما ويحل بدلا لهنية الأسير المحرر يحيى السنوار وعضوية روحي مشتهى كأسرى محررين ومروان عيسى وغيره من القيادة العسكرية للقسام وفتحي حماد ومحمود الزهار وخليل الحية ممن يمثلون الصقور في الحركة ، ويتأهل كلا من السنوار ومروان عيسى وهنية للمشاركة في انتخاب رئيس المكتب السياسي العام للحركة والمرشح أن يكون هنية والمتوقع مغادرته للقطاع وفق قرار الحركة بهذا الشأن.

ألافت هنا السيطرة المطلقة للجناح العسكري لحماس على الاطار السياسي للحركة وعلى دوائر صنع القرار في الحركة الامر الذي يجد فيه المراقبين تطور قد يكون ملحوظ على طبيعة القيادة السياسية للحركة وطبيعة الخلط ما بين السياسة والعسكرية ، ومدى تأثر هذه النتائج على سياسة الحركة وتوجهاتها الاقليمية مثل العلاقة مع إيران .

جدل كبير يدور في أروقة و دوائر صنع القرار في اسرائيل من تعاظم وسيطرة الجناح العسكري على الحركة ، إضافة لتصدر الأمر في القيادة للأسرى المحررين ، ليكون السؤال هنا ما هي طبيعة المرحلة القادمة في التعامل مع حركة حماس وهل ستتحول حركة حماس حركة عسكرية كغيرها من الحركات الاسلامية ؟ أسئلة ستجيب عنها التطورات القادمة في المشهد الفلسطيني والعربي والإقليمي.