قرار المحكمة الصهيونية
بقلم سعدات بهجت عمر*
قرار المحكمة الصهيونية يثبت ان "اسرائيل " خطأ قضائي و تاريخي دولي احدث نزيفا متدفقا في كبرياء الضمير الانساني ، اصبحت معه "اسرائيل " كيانا عنصريا قاتلا بطلا لحفلة مشؤومة ، فالانتقام والحب و الكرامة تستطيع كل منها ان تواجه الموت اليومي الذي يمارس على شعبنا .ان احترام الحياة الانسانية ضعيف جدا في فلسطين ،والا فاين احترام الانسانية من اعدامات مع سبق الاصرار في الشوارع بدون رحمة مع التمثيل بالجثث و احتجازها و اعتقال مئات الالاف من ابناء شعبنا حتى انه يقال ان مجموع الشعب العربي الفلسطيني قد تعرض للقتل والاعتقال و التحقيق .
شعبنا العربي الفلسطيني يواجه الموت كما يواجه الحياة ،فالطريق الى فلسطين يا امة العرب محفوف بالنوايا الطيبة لمن عنده نخوة و غيرة لتحرير اولى القبلتين و مولد المسيح عليه السلام ومعراج نبي الرحمة محمد صلى الله عليه و سلم ،فما معنة التطهير العرقي في القرن الحادي و العشرين ممثلا بقرار يشرعن سرقة الاراضي لصالح المستوطنين ، ما يحدث الان في فلسطين يؤكد بأن تاريخ الانسان لم يبدا بعد فما زلنا في مرحلة ما قبل الانسانية .ان ما ينقصنا في الواقع يا امة العرب هو الحقيقة التي كان يبحث عنها ديوجين في عز النهار ،وكان كلما سئل لماذا تحمل الفانوس في النهار و الشمس ساطعة يجيب : ابحث عن الحقيقة .حقيقة "اسرائيل " المفعمة بالقسوة ضد سعب لا ذنب له سوى انه متمسك ببقايا ارض كانت له و ستبقى ، و مرة اخرى يا اة العرب تراوغنا الحقيقة بشكل مفزع في هذا التيه العظيم حيث ثلاثمائة مليون عربي او يزيدون .
ان كلا منا يا امة العرب يسكن العروبة يستحيل الهروب منها ،فبالارادة يصنع الامل ،وبالعمل تولد معايير جديدة قد تبدو للوهلة الاولى غريبة .ففي البدء لم تكن هناك طرقات ولكن عندما يسير كثير من الناس في اتجاه واحد تتضح معالم الطريق .فالعربي الفلسطيني يقهر في وطنه و مع المحيط العربي المتلاطمة امواجه .فانظر يا ابن العروبة الى المرآة و اسال نفسك هل تسبه ذاتك في حضارة مأرب ، في محمد صلى الله عليه و سلم ، في الخلفاء الراشدين ، في الصدّيق و العادل و ذي النورين و باب العلم والمعرفة ، في معاوية وعمر بن عبد العزيز وجنود بني اميّة ، في هارون الرشيد و المعتصم ، في صلاح الدين ، في يوسف بن تاشفين ، في عبد القادر الجزائري ن في عبد القادر الحسيني ن في جمال عبد الناصر ،في الملك فيصل ، في ابي عمار ، في الملك عبد الله بن عبد العزيز ؟ هؤلاء هم حقيقة الانعكاس عن الواقع سواء كان انعكاسا للطبيعة او للمشاعر وللوجدان . ام انعكاسا للفكر من خلال الصياغة الثورية .
*عضو الاتحاد العام للاعلاميين العرب – لبنان
قرار المحكمة الصهيونية بقلم سعدات بهجت عمر
تاريخ النشر : 2017-02-14
