أين مضى زمن التنديد والشجب والأستنكار العربي ؟؟
بقلم الكاتب محمد فخري جلبي
إسرائيل وكما تسميها معظم المنصات الأعلامية العربية بوقاحة المغتصب ، ضاربين عرض الحائط التضحيات الجمة التي قدمها الشعب الفلسطيني والشعوب العربية لأسترجاع الحق المنهوب على مرأى ومسمع المجتمع الدولي المنافق ، (إسرائيل) تتنفس الصعداء في عهد دونالد ترامب الحليف الجديد للكيان الصهيوني والذي مهد له الطريق لتولي مقعد الرئاسة في الولايات المتحدة .
وللتذكير فأن دونالد ترامب وخلال السباق الأنتخابي للرئاسة غازل الكيان الصهيوني المنتشر كالوباء خلف كواليس السياسة الأمريكية ، كما عزف معظم الرؤساء الأمريكيون السابقون على ذلك الوتر لما له من أهمية عظمى في رص الصفوف القيادية وتمكين المرشح من الوصول إلى سدة الحكم ، وكان الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب وعد أثناء حملته الأنتخابية بنقل سفارة بلاده إلى القدس، وعاد ليؤكد على وعده بعد أنتخابه ولكنه تراجع في مرحلة ما أو تم تأجيل التنفيذ لحين خلق البيئة الملائمة لتحقيق ذلك ، ومن البديهي بأن فريق العمل بجانب ترامب يدرك ماستؤول إليه الأمور من أنفجار للشارع العربي في حال نقل السفارة ، ولكن السؤال العفوي متى كان للشارع العربي هزات أرتدادية تؤرق مضجع البيت الأبيض ؟؟
كما وقد أوردت الأذاعة الإسرائيلية في وقت ليس ببعيد عن المصادر التى لم تسمها أن طاقما أمريكياً تفقد مؤخراً الموقع المخصص لإقامة مبنى السفارة فى القدس .
وفي ذات السياق تحدثت في السابق عن التحولات السريعة في السياسة الأمريكية التي لايمكن التعويل عليها مطلقا بالنسبة للمواقف المرتبطة بالملفات العربية الملتهبة ، حيث يتنافس عرابو السياسة الأمريكية مع الراقصة الشرقية من خلال القفز فوق المحرمات وتغير المواقف بسرعة الضوء ، ولاسيما بأن القاصي والداني يستشعر مدى سطوة الكيان الصهيوني في المطبخ السياسي الأمريكي ، وأن تفحصنا المواقف المحورية للرؤساء العرب المنبطحون على أعتاب البيت الأبيض لتقديم مراسيم الطاعة بهدف الأبقاء على مقاعدهم خارح دائرة الخطر لأدركنا من المسؤول عن تبجح القادة الأمريكيون في أقصاء وتهميش المجتمعات العربية لصالح الكيان الصهيوني ، وعلى مبدأ أن لم تستحي فأفعل ماشئت فقادة العالم الغربي مدركون تماما تلك المقولة !! فأن كان عدوك عربيا فأفعل ماشئت فلا حسيب ولارقيب مهما فعلت .
وللتنويه فأن الأزمة بين الشعب الفلسطيني الموزع على الخريطة بشكل عشوائي والمعنف في الداخل الفلسطيني وبين الكيان الصهيوني تتجه نحو مزيد من التعقيد ، ولكن ماجدوى التصعيد وماهو سقف ذلك التصعيد الفلسطيني العربي في وجه القرارات التعسفية والأجراءات العدوانية التي يمارسها الكيان وبشكل يومي تجاه الشعب الفلسطيني ؟؟
وكيف تنظر الدول العربية لمجريات الأحداث وماهي ماهية التصرفات التي يجب القيام بها من قبل القادة العرب ؟؟
ولكي يضيف الكيان المغتصب حلقة جديدة من مسلسل العنف اللامبرر والتهميش المفتعل للأعراف والتقاليد العربية في فلسطين المحتلة فلقد
صادقت اللجنة الإسرائيلية الوزارية الخاصة بشؤون التشريع على مشروع قانون الآذان بصيغته الجديدة، إذ يمنع الآذان خلال ساعات محددة من الليل (آذان الفجر) !! والقرار سوف يطرح للتصويت في وقت لاحق لدى الكنيسيت ، وتعتبر الصحافة الإسرائيلية القرار مخفف عن صيغته السابقة ( كمن يطرح عليك طريقة الموت شنقا أو رميا بالرصاص ، فالنتيجة واحدة ) .
والمضحك المبكي في ذات الوقت بالتزامن مع القراءة العربية للواقع المرير هو تناقل القنوات الأعلامية العربية تصريح أدارة البيت الأبيض حول توسيع الأستيطان ، حيث قالت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن التوسع الأستيطاني الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة "ربما لا يكون مفيدا" في إحلال السلام بالمنطقة !! لتنقل المنصات الأعلامية العربية هذا الخبر بسعادة المنتصرين وبحماقة المغفلين !! وللتذكير أيضا وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أنتقد ترامب قرارا لمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة يدعو إلى إنهاء هذه الأنشطة الأستيطانية ، فهل بالأمكان لأي رئيس أمريكي أن ينعطف بعربته خارج الطريق المرسوم لها ؟؟
ويتضح لنا من جديد العلاقة المشبوهة بين الأنطمة الأستعمارية وبعض المحطات العربية التي تحاول بأقصى طاقاتها تميع الأحداث بشكل مقصود
لكي يشعر المواطن العربي بالأطمئنان لابعد فترة ممكنة .
لست أطمح إلى توافق عربي من خلال الجامعة العربية المصابة بالشلل لأتخاذ حزمة أجراءات تؤدي إلى لجم سلوك قادة واشنطن مع الملفات العربية ، ولست غائبا عن الوعي لأطالب الجيوش العربية بأعادة فلسطين إلى الجسد العربي ، ولكن أضعف الإيمان بأن نرسل أشارات أمتعاض وأستنكار تجاه تلك التصرفات المشينة في حق المجتمعات العربية وكما كنا نفعل في السابق في أروقة الجامعة العربية نستنكر وندين ونشجب إلى يوم القيامة .
نشجب نستنكر ندين قتل العرب
لا لشيء ولكن !!
لم يخبرنا السجان بالتوقيت
لم نقرأ سورة الفاتحة على أرواحنا
ياللعجب !!
نموت دونما سبب
أين العرب من هذا الصخب ؟؟؟؟
أين مضى زمن التنديد والشجب والاستنكار العربي ؟بقلم محمد فخري جلبي
تاريخ النشر : 2017-02-14