حياة مهترئة بقلم: وفاء جوابرة
تاريخ النشر : 2017-02-14
حياة مهترئة بقلم: وفاء جوابرة


حياةٌ مُهترئةٌ
                                 
سماؤُنا تتزينُ بغيومٍ سوداءَ, تأبى أنْ تتلاشَى وتغيبَ, أرضُنا وكأنَّها جرداءُ, خاليةٌ منْ أيِّ معلمٍ لمعالمِ الحَياة, فكُلُّ ما فيها يختنقُ ويذبلُ بصمتٍ.

أمّا نحنُ..توقفْنا هُنا,حيثُ منتصفُ الطريقِ, فلا نحنُ نستطيعُ التراجعَ إلى الخلفِ ,ولا بوسعِنا التقدمُ خطواتٍ إلى الأمامِ وكأنَّنا أُصبنا بداء اللا مبالاة.

التراكمُ الكبيرُ للهُمومِ والأحداثِ السّلبيةِ التي لا تنتهي خَلقتْ منّا فِكرةً واحدةً غيرَ قابلةٍ للتغييرِ أو التجديدِ,,,

"ما سيحدثُ يحدثُ, فلمْ نعدْ نكترثُ لشيءٍ"

لا أعلمُ إنْ كانَ هذا استسلامًا لواقعٍ مريرٍ فقدنا فيه أبسطَ الآمالِ وأسهلِها, أمْ ضعفًا تسلّلَ إلينا في الخِفيةِ وقتلَ فينا كلَّ نظراتِ التفاؤلِ للحياةِ؟؟؟.

ومنَ الجديرِ ذكرهُ أنَّ الصُّعوباتِ والمحنَ المتزاحمةَ التي مرَّ بها أغلبُنا أحدثتْ فروقًا كثيرةً مغايرَةً لكلِّ التوقعاتِ المنتظرةِ ,فمنا من وقعَ أرضًا مغشيًا عليه,تارةً تراهُ هادئًا كنسيمِ البحرِ ,وتارةً أخرى تراه مجنونًا يتخبط يمينًا ويسارًا ,أما الأشدُّ خطرًا ,هؤلاءِ مَنْ وقعوا ضحيةَ زمنٍ تكالبَ عليْهِم وحاصرَهُمْ بكلِّ مناهجِ حياتِهم,حتّى أصبحوا كالجُثثِ المتحركةِ التي تَخلو من أدنى أساسياتِ الحياةِ الكريمةِ.

يا سادة:-

نحنُ قومٌ نبتلعُ المُرَّ ونمشي على الشوكِ رغمًا عنّا, زاعمين أنَّنا مازلنا أحياءَ, نقاومُ ونجاهدُ مَنْ أجلِ أحلامٍ قدْ لا تَكونُ.

ربَّاهُ .. أيُّ طاقةٍ قدْ تحملُ كلُّ هذهِ الأوزانِ من الوجعِ والظلمِ ؟؟؟؟؟؟

هرِمْنا وفاضتْ قلوبُنا من الوَجعِ.

--وفاء جوابرة