الصدمة...بقلم:زياد هواش
تاريخ النشر : 2017-02-13
الصدمة...

11/9/2001
هاجم تنظيم "القاعدة" قلب أمريكا، قائدة العالم الحرّ، مستهدفا رمز سطوتها العسكرية والاقتصادية، ودورها المحوري في صناعة الحرية والديمقراطية في باقي العالم...!

"التطرف الإسلامي" بعد 11/9 لم يعد خطرا نظريا، صار إرهابا، وفعلا مدويا على الأرض، لا يمكن السكوت عليه، ولا بد من محاربته مباشرة وفي جغرافيته لنشر الحرية والديمقراطية، وضمانتهما الطبيعية الاقتصاد الرأسمالي...!

"الفوضى الخلاقة" هي الابجدية الفعالة عسكريا والمُجدية اقتصاديا، لمحاربة "الإرهاب الإسلامي" من الداخل في بيئته الطبيعية، من خلال تجديد وتحديث "الصراعات المذهبية" التاريخية وتفعيلها وإعادة اطلاقها.

لبنان المجاور لإسرائيل، المركز الحيوي للإعلان عن إطلاق "المرحلة التمهيدية" من مشروع "الفوضى الخلاقة"، لاحتوائه على النسيج المذهبي المتوازن والمدروس جيدا خلال حرب أهلية عبثية مفتعلة، امتدت طويلا، واستُثمرت عربيا وإقليميا بما يفوق الوصف.

14/2/2005
اغتيال مذهبي مدوي في قلب بيروت العاصمة المضاءة بشدة من كاميرات الاعلام العالمي، سيكون لازما وكافيا لإطلاق "صدمة" مذهبية قادرة على الوصول بارتداداتها التحفيزية والتبريرية، الى أنقرة وبغداد وطهران والرياض وعدن.

14/1/2011
من تونس البلد المقابل للبنان افريقيا، انطلقت "المرحلة الأولى/المرحلة العربية" من مشروع الفوضى الخلاقة، عبر تحريك منضبط لحالة جماعية انفعالية كامنة ومعطلة، وتوجيهها على كامل جغرافية النظام الجمهوري العربي وبدقة.

_ هل صنعت الفوضى الامريكية الخلاقة والمعلنة من بيروت، والمتبناة من انقرة وطهران وتل أبيب والرياض، كل الاحداث في المنطقة العربية والاقليم...!
او فقط استفادت ووظفت.
الحقيقة لا يوجد فرق كثير، لأن الشرق كله (الكيانات والشعوب) قائم على أبجدية استعمار، ويخدم دائما بتفانٍ رأسمالية حاضرة فيه بقوة، ويمكن دائما بسهولة ويسر، إعادة تشكيله وتكييفه وحتى استعماره.

_ هل حركة الجميع مضبوطة وموجهة...!
لا ضرورة لذلك لأن نتائج حركة الجميع ستصب في الجهة الصحيحة من مسارات الفوضى الخلاقة المتدفقة، والتي تشكل دارة تحكم اقتصادية مغلقة، لها مداخلها الحتمية ومخارجها الحتمية، واما في التفاصيل فهناك لا نهاية للاحتمالات المحلية والعابرة.

14/7/2016
تم توقيع الاتفاق النووي مع إيران وانطلقت "المرحلة الثانية/المرحلة الإقليمية" من مراحل الفوضى الخلاقة، في الجغرافيا التي تستهدفها واشنطن بشدة والتي تشرف عليها موسكو بقوة، قلب آسيا.

بدأت تتغير على الأرض ملامح "المرحلة العربية" من مشروع الفوضى الخلاقة، وينحسر تدريجيا الاهتمام بها كساحة قتال مذهبي، وتتحول الى ساحة تفاوض إقليمي_دولي اقتصادي محلي وبسيط.

ولكن...
كل ما سبق عرضه كان مقدمة ضرورية لإطلاق السؤال المستقبلي:
هل ستتغير أساليب الفوضى الخلاقة في ساحات التفاوض العربية، بعد ان بدأت تتدحرج عنها كرة النار الأولغارشية وهي تطارد تنظيم "القاعدة"...!

هل سيستقر لبنان ويتنعم بموارده، وهل سيخرج اليمن من دائرة الشيطان، وهل ستتوقف لعنة العراق، وهل ستنتهي مأساة سوريا...!

هل ستكون هناك صدمات على طريق المفاوضات المحلية (اغتيالات سياسية) ...!
كأنهم يحضرون لذلك.
13/2/2017

صافيتا/زياد هواش

..