بقلم: أحمد أحمد مصطفى الأسطل
دونما أي مبرر رفض الهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية بينما نسي أو تناسى حقيقة تكوّن عالمه البعيد، بل هو نفسه نتاج هذه السمة المرتبطة بالمجتمع الأمريكي...!
ازدواجية المعايير كامنة في سياساتها؛ فالولايات المتحدة الأمريكية وليدة هذه الفكرة على حساب سكان الأرض من الهنود الحمر، ألم تذكر تلك اللحظات يا (ترمبيت)؟ وهذا قمة التطرف يا زميلي في هذا العالم الكبير، ولربما دفاع الولايات المتحدة عن المهاجرين الجدد من اليهود والحركة الصهيونية الذين جسدوا دولتهم على حساب سكان فلسطين الأصليين هو جزء من عقيدة الإرهاب المنظم في إنجاح نموذجها في أي بقعة من الأرض كيفما ترى ووقتما تشاء.
ويلاحظ يا سيد (ترمبيت) أن أصحاب الأرض بعنجهية (العالم الحر) قزموا من مطالبهم؛ لكي يعيشوا بأمن وأمان في المنطقة مثلهم مثل باقي دول منطقة الشرق الأوسط بما فيه دولة (الاحتلال الإسرائيلي)، ولا أعرف ما معايير الارهاب في هذه الحالة؛ لكي نقيس عليه الظواهر الاجتماعية العالمية المختلفة، وهنا المعضلة وافقوا على السقف الأدنى من حقوقهم فلم يروا سوى التجاهل المقصود والمنظم لنسفها، وبالطبع هذا وجه من أوجه (الارهاب الإيجابي) لعولمة العالم وفق الرؤية الأمريكية...!
إن الروايات التي تناولت حقيقة أصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تدفعنا للتأمل أكثر في شخصيته؛ فبعضها يميل إلى حقيقة أن أصله ألماني فقد ترعرع في كنف أبويه (فريد ومريم ترامب)، وبعضها يزعم أنه مسلم من أصول باكستانية تم تبنيه، وبعضها يرجعه إلى الأصل السوري.
على أية حال بغض النظر عن أصول ترامب فهو من أصول مهاجرة دفعتها عوامل مختلفة للهجرة فكيف يسمح لنفسه ويمنع غيره أم أن إسقاط الشيء نفسه _ الذي يقع عليه_ على الآخرين موضع ألم شخصي؟ وهذا ما دفعه لمجابهة المهاجرين خاصة السوريين، وهنا الغلو والتطرف من قبل دعاة (العالم الحر)!
لم تردعه الأخلاق ولم يهذبه الدين، وإن كان يميل للمذهب البروتستانتي؛ فالمسيح عيسى _عليه السلام_ لم يكن متعاليا حينما ضمته مدينة الناصرة الفلسطينية في أحشائها، ولم يكن متجبرا عندما وضعته مدينة بيت لحم، ولم يكن وضيعا عندما أراد اليهود قتله في (أور شليم) الاسم الكنعاني لمدينة القدس، ولم يكن نرجسيا عندما علَمته المعالم المقدسة في كافة أنحاء فلسطين...!
نشأ دونالد ترامب في بيئة (رأسمالية) يكثر فيها البذخ والترف والغرور، وانعكس ذلك سلبا على مجمل شخصيته، فنما ونمت معه نرجسية (هتلر)...!
إن السلوك الفوضوي والتسلطي على أقرانه يبين تطرفه بوضوح؛ ما دفع والده لإرساله بالأكاديمية العسكرية(مصر العربية: 2016).
وكذلك أسهمت نشأته أيضا بتعدد أنشطته المختلفة (النساء والجنس والمخدرات...)، ولديه باع طويل في اغتصاب القاصرات(2016:(online mail.
ومن هنا اتخاذه العديد من القرارات الرئاسية يوحي بحقيقة شخصيته الإباحية؛ فجدار الفصل مع المكسيك، وفيما يخص السلطة الفلسطينية من إلغاء تحويل الأموال إليها، وإضعاف تمويل المنظمات الدولية خاصة تلك التي تدعم السلطة الفلسطينية، وكذلك ملفات الهجرة وغيرها يدلل على ذلك.
وفي هذا السياق يستدعينا طرح السؤال التالي: هل عدم تنفيذه نقل السفارة الأمريكية إلى القدس هو تكتيك أمريكي له ما بعده أم هو استجابة لتهديد السلطة الفلسطينية؟!
في الحقيقة أرى أفق الدولة الفلسطينية المستقبلية ينحصر، وأرى أننا نساهم بقوة في هذا الجانب بانقسامنا، والصمت العربي والإسلامي يعززه؛ وفي الوقت نفسه إن وصول ترامب للبيت الأبيض سيمهد لحقبة جديدة من التداعيات السلبية على الصعيد العربي بشكل عام، والصعيد الفلسطيني بشكل خاص؛ ما قد يبدد السلام الفلسطيني المنشود، وفي المقابل ليست لدى الدول العربية أية أوراق قوة أو على الأقل لا يستطيعوا استخدامها.
ويبدو أن الإباحية المطلقة في حياة دونالد ترامب إنما تسير وفقا لنظرية (نيوتن): (أن لكل فعل ردة فعل)، ومن هنا نحن باتجاه سيناريوهين، وهما: الأول: الدفع باتجاه عزلة الولايات المتحدة الأمريكية من جديد. والثاني: الانهيار في هذه الإمبراطورية. ولكن إلى أن يحدث أحدهما أو كلاهما أو سيناريو آخر مجهول ستخوض القضية الفلسطينية الأيام المقبلة مخاضا عسيرا لا يعلم مداه إلا الله _سبحانه وتعالى_.