شراكة مخدرات وحروب مذهبية بقلم:زياد هواش
تاريخ النشر : 2017-02-12
أمريكا وإيران...
شراكة مخدرات وحروب مذهبية.

بالرغم من أن السياسة في الشرق "هبة" من الاله الغاضب متمثلا بـ "العلماء" أو من الاله السلطوي متجسدا بـ "الفرد".

ولذلك لا يستطيع أي "بشري" في شرق الشياطين الموهوبين هذا، أن يكتب في السياسة أو غيرها أو أن يكتب من أصله، غير آيات التمجيد والتذلل.

لكن بين فترة سعار وأخرى، تريد وتستطيع ان تمرر (خميرة فكرية صادمة) تتجاوز فيها حالة الخوف، وتتجنب رمزية السجن وثقافة التعذيب.

الشموليين "الدينيين والسلطويين" الالهيين، اغبياء وجبناء، يرون في كل شيء مديحا لهم، والحقيقة أن هذه الحالة الهستيرية الجماعية المعلنة، هي بالتحديد (الحجة الإلهية العادلة) التي يسمونها "هبة" نازلة عليهم اصطفاءً (خوف الله تعالى من العلماء...!) والتي يتقدمون فيها على بقية البشر.

مستفيدا من أول 100 يوم في حكم الرئيس الأمريكي العنصري الأبيض، وما يرافقها من ضياعات محض إعلامية خارج أمريكا، في الوقت الذي تتشكل فيه المسارات المتكاملة لتغيرات وتطورات، بل للتحديث وإعادة تحديث، لما يجري في العالم بثبات، وفق (إعادة تقييم رأسمالية) لها قوانينها وأهدافها العميقة فعلا والمعقدة.

يجب أن نقول بأن الرئيس السابق "أوباما" كان أكثر رئيس أمريكي يتمتع بـ (أخلاقيات الساسة الاوربيين) في تعامله الرأسمالي المتوحش مع العالم، مكررا ومطورا عهد الرئيس الأسبق "كلينتون"، أو بتعبير مشرقي:
كان أقل الرؤساء الأمريكان كذبا.

الرئيس الاجتماعي "ترامب" يعيدنا بالذاكرة الى الرئيس السينمائي "ريغان"، ويمكننا قراءة (الخطوط العريضة جغرافيا) لمستقبل سياسات هذا الرئيس المتوهج، من تاريخ ذلك الرئيس الممثل.

ولكن ما نحتاجه بالفعل في شرق الانفعال، هو الابتعاد عن الضوء الذي سيرافق تهديدات وتصريحات وتغريدات واطلالات وحتى زيارات هذا الرئيس المُبهر، والانتباه الى ما سوف يجري على الأرض في قلب آسيا عموما وحول إيران بالتحديد، وخصوصا في العراق المقتول وسوريا المذبوحة.

بالخلاصة الصادمة كما اعتقد، ورقة النظام الثوري في إيران مع المؤسسة العسكرية والأمنية الأمريكية (الدولة العميقة نظريا) والأقوى:
هي الشراكة الراسخة في تجارة المخدرات العالمية، وهو ما لا يزال يضمن للنظام الإسلاموي عكس التاريخي الاستمرارية، وصولا الى الوقت الذي تقرر فيه أمريكا العودة الى طهران، وهو موضوع أكثر تعقيدا حتى من أمريكا الرئيس، بل يتجاوزها الى (الدولة العميقة العملية) والى فلسفة الأولغارش وثقافة الربحية في أروقة وأقبية المصارف العالمية لا تزال تقودها "وول ستريت".

إيران لا تخترع من وحي ثورتها الإلهية (الفوضى في الشرق) إيران تعتقد أنها وجدت فيها تعبيرا حقيقيا عن ثورتها المذهبية السوداء وأهدافها الغرائبية.
(الفوضى الأولغارشية في الشرق والعالم القديم) والتي تدريها "وول ستريت" التي لم تستطع تأمين وصول "السيدة كلينتون" الى البيت الأبيض الذي يليق بهذه الشقراء الرصينة، ومن هنا يجب الانتباه الى "مساحة" التعقيدات الامريكية الداخلية متقاطعةً مع "حجم" دورها العالمي الخارجي.
"وول ستريت" ترى في (الدور الإيراني المجاني) فعالية بل حتمية جغرافية لإعادة انتاج وإطلاق (الدورة الأولغارشية الثانية) والتي ستكون ذروتها في عودة السفارة الامريكية والإسرائيلية الى قلب طهران حين يكتمل ويستقر (النظام الأولغارشي في موسكو) اقتصاديا أولا وسياسيا تاليا.

في شرق بريطانيا وامريكا وإسرائيل، (الإسلامويين استثمار ذهبي).
11/2/2017

صافيتا/زياد هواش

..