محمد عثمان غرامك علمنى النوم
وجيــه نــدى بحث وتــأريخ فنى وحياة الفنان والمبدع محمد عثمان توحياته الموسيقيه تعلم الغناء في صباه مع تخت " منسي الكبير "..كان محمد عثمان شجي الصوت قوى النبرة جيد الأداء إلا أن المرض أفقده حلاوة صوته فاتجه إلي التلحين وقدم ألحانا تعد من بدائع الألحان الغنائية. يعتبر من أوائل الذين حاولوا تطوير الأغاني العربية باستخدام الأسلوب العلمي ونجحت محاولاتهم لدرجة أنه أصبح من الصعب أن يضاف إلى ما حققوه شئ جوهري، ففي الأدوار توصل محمد عثمان إلي تراكيب فنية عاشت بعده أكثر من 98 عاما دون أن يصل أحد إلي مستواها.من أهم ألحانه :- نور العيون شرف وبان – كل يوم اشكي من جروح قلبي – غرامك علمني النوم-البخت ساعدني وشفاني . أصيب بمرض غامض في حلقه فتحول صوته العذب الجميل إلي حشرجة .. بطل قصتنا هذه هو المطرب والملحن الفنان"محمد عثمان"الذي ولد سنة 1855.. كان محمد عثمان منافسا قويا للمطرب القدير عبده الحامولي وكان من شدة جمال أدواره التي يلحنها كان عبده الحامولي يغنيها بصوته المشهود له بالتفوق بجانب الحان عبده .- في سنة 1894 علم محمد عثمان أن اختراعا حقيقيا ظهر في أوربا وأمريكا اسمه الفونوغراف وان هذا الاختراع قادرا أن يلتقط صوت المطرب ويعيد استماعه مره أخري .. فكر محمد عثمان .. لقد ضاع صوته .. كيف يسجل أدواره العظيمة وينقلها إلي المستمعين علي وجهها الفني الصحيح، ويحفظها من الضياع لذلك استدعي تلميذه المطرب الكبير عبد الحي حلمي وقال له : أوصيك يا عبد الحي إذا جاء اختراع الفونغراف إلي مصر أن تسجل دورين علي الأقل من أدواري هما .. أدك أمير الغصن.. وقد ما احبك ..
أجابه عبد الحي : بإذن الله تري الفونغراف في مصر وتشرف بنفسك علي تسجيل جميع أدوارك.. إما إنا فسأجتهد لكي أسجل لك كل أدوارك العظيمة .. وجاءت شركات الأسطوانات إلي مصر بعد موته بأربعة سنوات فنهض عبد الحي حلمي للوفاء بالوعد الذي قطعه لأستاذه محمد عثمان، وبادر بالاتصال بشركات الاسطوانات وسجل اغلب ادوار الفنان القدير محمد عثمان.. ومنهم دور قدك أمير الغصن هو أول ما أوصي بتسجيله محمد عثمان ،وكلام هذا الدور أقرب إلي الفصحى لان مؤلفه شاعر فصيح هو إسماعيل صبري باشا الملقب في عصره بشيخ الشعراء، وكان أمير الشعراء احمد شوقي يعرض عليه شعره عندما كان في بداية نشأته الأدبية.. اختار محمد عثمان لهذا الدور مقام البياتي واستخدم معظم تراكيبه وخلاياه النغمية من جنس نهاوند نوي ، وجنس الكرد الحسيني، ومزج بينهما مزجا رائعا في إطار مقام البياتي وعائلته اللحنية وكان يعتز بهذا الدور بشكل خاص كان عثمان ندا خطيرا للحامولي ومنافس قوي في الفن الغنائي الا ان محمد عثمان فقد صوته واضطر الى انشاء مدرسة جديدة للغناء, اخذت بمدرسة الحامولي ولكنها اضافت لونا جديدا في الاسلوب الغنائي وهي طريقة الاخذ والرد (الهنك والرنك). ان محمد عثمان فنان وملحن كبير فاق عبده الحامولي بموشحاته الخالدة الراقية مثل ( اسقني الراح من مقام حجازكار ايقاعه المربع وموشح ملا الكاسات وسقاني من مقام الرست وايقاعه سماعي ثقيل و ياغزالا زان عينه الكحل من مقام حجازكار وغيرها). وتأكيدا على المنافسة الفنية في ذلك العصر فقد كان محمد عثمان يلحن كلمات اغاني عبده الحامولي بلحن اخر كما في دور(عشنا وشفنا سنين.. ودورفي البعد ياما ودورجاني الحبيب والكاس في ايده ) حيث لحنه عبده الحامولي على مقام النهاوند ولحنه محمد عثمان على مقام النواثر. ومن اجمل ادوار محمد عثمان على الإطلاق دور ( أصل الغرام نظره) على مقام الراست حيث غناه اكثر من عشرين مغنيا, و(بستان جمالك ) من مقام الرست يدخل فيه نغم الصبا على الحسيني من أهم الموشحات التي قدمها :- ملا الكاسات وسقاني – أتاني زماني – هات يا أيها الساقي بالأقداح . وتوفي في 19ديسمبر 1900 رحمه الله واسكنه فسيح جناته قدر عطائه الفنى – بحث وتــأريخ فنى وجيــه نــدى
محمد عثمان غرامك علمني النوم بقلم:وجيه ندى
تاريخ النشر : 2017-02-12
