بقلم : الأسير المحرر راجح الجنيدي
.ولكنهم في الشجاعية رجال جمعوا القرآن في صدورهم والبنادق في زنودهم ، هذه الإنطلاقة المميزة استوقفت كل ذو لب حكيم فهب الجمع المستضعف في فلسطين يلتف حول خيار الإيمان والثورة مما دفع بعضا ممن غيبوا البعد النضالي من عقيدتهم ينخرطوا وبتسارع كبير في العمل النضالي...وتذهب المنطقة بأكملها إلى أحداث جسام كان للمنطلقين الأوائل بصماتهم المتميزة في إنجاز كل جديد في الحرب الدائره
وعلى البعد التوعوي والفكري بدأ المجدد الشقاقي يجوب الأرض شرقا وغربا يبذر بذور الخير مستلهما من المعلم والأستاذ الأول المصطفى عليه أفضل صلاة وأتم سلام .
وبعد غياب طويل على الأقل في أجندة الإسلاميين وبعون الله استطاع أن يرسخ ويعمق البعد الحقيقي للقضية الفلسطينية وانها القضية المركزية للأمة الإسلامية...هذا الجهد العظيم اتى في فترة توهان عميق عاشه العالم الإسلامي...وما كان سهلا على الشقاقي أن يرسخ هذا البعد وهذه القداسة للقضية الفلسطينية خاصه في فترة دفعت فيها المليارات لتشتيت الأمة وحرف بوصلتها عن قضيتها المركزية فلسطين ففي تلك الفترة اقحمت الأمة كافة في سرداب أفغانستان والبوسنة وقضايا لم تخدم أبدا إلا المشروع الأمريكي اليهودي.
وبعون الله استطاع الشقاقي وجمعه الطاهر بإرساخ معادلة فلسطين قضية مركزية للأمة الإسلامية وإعادة أنظار المسلمين إلى قبلتهم الأولى وإلى العمل على تطهيرها من الرجس اليهودي النتن...وهذا هو الأهم في استهداف الرجل والعمل على اقتناصه شهيدا على يد الإثم اليهودي في مالطا
وتمضي الأيام ويبقى رجال الشقاقي على تميزهم ويسجل لهم أمران ما سجل لغيرهم .
أولاهما/أبدا وخلال سنين الصراع الطويلة لم يسجل ان لوث السلاح الطاهر في يد أبناء الجهاد بالدم المسلم ، فالجهاد ورغم الإيذاء من الجميع فإنه لم يفقد البوصلة وما كانت فوهات بنادقة إلا في الصدر اليهودي الغاصب.
ثانيهما / انه في الجهاد الإسلامي ما لهث قادته وراء مناصب دنيوية كاذبة وما كان التسابق وراء الدنيا ومتاعها لا بل كان التسابق في البذل من أجل الوطن والدين فالرمز الأهم في الضفة الغربية الشيخ بسام السعدي قدم اثنين من أبنائه شهداء على مذبح الحرية وهو إما مطاردا بلاحقة المجرمون وإما أسيرا مكبلا ، والشيخ رياض بدير لم تسمح له مروئته ورجولته أن يترك أبناء شعبه يذبحون وهو يلقى عليهم الخطب فامتشق بندقيته وهب وهو ابن الستون عاما لواجب الشهادة واعتلا شهيدا والشيخ القائد الأستاذ يوسف العارف رحمه الله ما ارسل ابنه إلى جامعات ماليزيا وغيرها بل أرسله إلى ساحات الوغى ودروب الرجال فالتهمه حوت السجن بإثنين وثلاثون عاما ، والأمثلة لقادة الجهاد كثر ولا تعد.
وقبل الخاتمة ، وفي طريق العلو والنخبوية لا بد من همسة خير في أذن القائمين على المشروع الإسلامي الأهم في المنطقة بأسرها...هي همسة يصرخ بها كثيرون من تلاميذ الشقاقي في الميدان ...هي همسة في محل اجماع عند المخلصين للشقاقي وفكره...هي همسة في نظر الكثيرين تسهم في صاروخية الارتقاء والصعود...
ايها الامناء على ارث الشهداء أيها القادة الافاضل رتبوا بيتنا الداخلي بطريقة أفضل...على الأقل معنويا ... اعطوا لكل ذي حق حقه...والأهم هو دستور داخلي ينظم العمل التنظيمي ويضبط ايقاعه ...وفي الختام على الشقاقي السلام.