إنهم يتاجرون بالحب بقلم:هدى هرفالك
تاريخ النشر : 2017-02-11
إنهم يتاجرون بالحب بقلم:هدى هرفالك


إنهم يتاجرون بالحب!..

بقلم: هدى هرفالك

اليوم ليس عيد الحب، اليوم لن يذكره أحد، ما زال منسياً راقدا على رفوف وواجهات المحلات التجارية، وكي نوقظه علينا أن نتناول المحفظة، أن نشتري دبّا أحمر، ربما أكبر منا في حجمه، وهذا أيضا يعتمد على حجم محفظتنا.

اليوم ليس عيد الحب، لكني سأكتب عن الحب ولن أدع تاجرا ومجتمعا استهلاكيا يحدد لي، أو يذكرني بأن هناك شيئا اسمه الحب. زوجي لن يجلب الورود غدا فهو أعقل من ذلك، الورود لها مناسباتها الخاصة وليست عمليه استهلاكية لمجتمع استهلاكي، حيث تتحول الزهور إلى إحصائيات وأرقام. 

80 مليون ورده حمراء بيعت في السنة الماضية في عيد الحب في أمريكا و20 مليون علبة من ‘‘الشوكولا’’، وهناك 3500 سيارة فاخرة 20 منها في تكساس.. ويتحول الحب بقدرة التاجر ‘‘الفهلوى’’ إلى عملية تجارية يشارك بها الجميع..

ولماذا يجلب الرجل الزهور في هذا اليوم بالذات؟

وهل يعني هذا أنه لم يجلب الزهور طوال العام؟

وما هو الفرق فيمن يجلب الزهور.. ومتى؟

أحرص أن لا يخلو بيتي من الزهور، وهذه ربما رسالة خفية لنفسي، لتشعرني بالحياة، بالجمال، وثم لزوجي وكل من يأتي.. فالزهور كما الحب في كل مكان وعند كل صباح ومساء..

مجتمعنا المعاصر تحول إلى مجتمع استهلاكي تباع وتشترى فيه العواطف، وأغلب النساء يبحثن عن الزوج الغنى، وحفل الزفاف أصبح أيضا ماركة لحجم المحفظة، وفي حفل عشاء ذكرت سيده شرقية "أن عرس ابنتها كلف 70 ألف دينار. وتبع هذا الرقم قصه حزينة فقد تبعه طلاق ابنتها بعد أربعة أشهر.. "بدون تعليق".

غدا ستقرع الأجراس ليتذكر الجميع أن هناك شيئا اسمه الحب، ستقرع الأجراس ليهرع الجميع إلى شرائه.

غدا ستتلقى امرأة ما، وردة حمراء. لن تبعث فيها إلا الدهشة، وفيروز تصدح "زوروني في السنة مرة حرام".

والتاجر يحصي مبيعاته. والعاشق يتنفس الصعداء. فما زالت هناك سنة كاملة أمامه ليثبت حبه لها.

"وكل دب أحمر وإنتوا بخير".