وادي قانا.. جنة مهددة بالإستيطان بقلم:عطا الله شاهين
تاريخ النشر : 2017-02-08
وادي قانا.. جنة مهددة بالإستيطان
عطا الله شاهين
لم تطأ قدماي وادي قانا من قبل ولكن، سنحت لي الفرصة أن أذهب بمعية الصحفيين في الجولة الإعلامية، التي نظمتها وزارة الإعلام، وذلك من أجل تسليط الضوء على معاناة سكان محافظة سلفيت، من جراء خنق بلدات المحافظة بالمستوطنات، وقيل لي بأن وادي قانا جميل جدا ووصف لي قبل أن أراه بأنه جنة في فلسطين من روعة مناظره الخلابة وكنت تواقا لرؤيته لكن قبل الذهاب إليه توقفنا في محطة جولتنا الإعلامية في بلدة دير إستيا، حيث استقبلنا رئيس بلديتها سعيد زيدان، وأطلعنا في لمحة قصيرة عن بلدته، والمعاناة التي يلاقيها السكان من اعتداءات المستوطنين .
في البداية سمعنا من رئيس البلدية أجمل عبارات الترحيب وقال إن زيارتكم لنا مهمة كونها تسلط الضوء على معاناة أهالي محافظة سلفيت، وقدم نبذة عن بلدته دير إستيا، التي تعد خمسة آلاف نسمة، وهناك عدد مضاعف من سكان البلدة يعيش في الشتات، وذكر بأن 3% من سكان بلدته يحملون شهادات عليا، وهذا يدل على أن سكان البلدة جلهم متعلمين ويعشقون التعليم والعلم. وقال بأن البلدة القديمة لها أهمية كبيرة كونها تحافظ على بنائها المعماري، وأخذنا بجولة في أزقة البلدة القديمة، وأُتحفنا بجمال عمارتها، وأخذنا بعض الصور، وقام العديد من الصحافيين بأخذ مقابلات مع رئيس البلدية، ومع أناس يسكنون في تلك الأزقة، ومن ثم ركبنا الحافلة وتوجهنا إلى محطتنا الثانية في جولتنا الإعلامية، حيث توجهنا إلى وادي قانا، الذي يوصف بجنة لكثرة المناظر الخلابة، التي سحرتنا عندما ولجنا فيه عبر طريق ترابي أوصلتنا إلى عمق الوادي، وجذبتنا رائحة الليمون والحمضيات المزروعة فيه، وراح الصحفييون يلتقطون الصور لتلك المناظر، كما أجرى الصحفيون مقابلات مع مسؤولين من المحافظة ومع مزارعين لهم بيارات الحمضيات، وهناك تمكن الصحفيون من معرفة معاناة المزارعين، كون الوادي محاط بالعديد من المستوطنات، التي تطل من على قمم الجبال المحيطة بالوادي. وقام مدير العلاقات العامة في محافظة سلفيت معين ريان بإعطاء الصحفيين معلومات عن عدد المستوطنات، وقال بأن عدد المستوطنات يبلغ 19 مستوطنة، بالإضافة إلى ستة بؤر إستيطانية يسكنها حوالي 25 ألف مستوطن، أما عدد سكان محافظة سلفيت فيقارب 80 ألف نسمة، أما مدينة سلفيت فتتجاوز السبعة عشر ألف نسمة، وبعد أن تجول الصحفيون في وادي قانا، توجهنا إلى خربة قُرقُش التي تقع إلى الشرق من بلدة بروقين، وهي خربة أثرية قديمة فيها الكثير من الآثار توحي بأنها كانت مدافن للسلاطين الرومان، في الحقبة الرومانية، حيث رأينا قبورا وكهوفا محفورة بالصخر، وبعد أن أخذ الصحفيون في تصوير الخربة وقاموا بإجراء مقابلات مع المسؤولين توجهنا في محطتنا الأخيرة إلى وادي المطوية، الواقع غربي مدينة سلفيت، وهناك رأينا المعاناة حيث أطلعنا مسؤولي المحافظة على معاناة الناس، لا سيما المزارعين جراء المياه العادمة القادمة من مستوطنة أرائيل والتي تجري على جانب الطريق وتصب في الوادي، مما تؤثر على المزروعات وينابيع المياه القريبة جدا من جريان المياه العادمة، وبعد أن قام الصحفيون بتصوير تلك المياه، وإجراء مقابلات مع مسؤولين من سلطة المياه، ومع مهندسين زراعيين يعملون في محافظة سلفيت، ركبنا الحافلة وذهبنا إلى بلدة سلفيت، وهناك تم الترحيب بنا من قبل عطوفة محافظ محافظة سلفيت اللواء إبراهيم البلوي، وقام بإلقاء كلمة أثنى فيها على جهود الصحفيين لما لها من أهمية في إلقاء الضوء على معاناة المواطنين في المحافظة، جراء اعتداءات المستوطنين فوادي قانا مهدد يالإستيطان ومحاط من جميع جهاته بالمستوطنات وتزحف صوبه..