ضياع كلمة وعتاب كاتب بقلم:عطية ابوسعده
تاريخ النشر : 2017-02-07
ضياع كلمة وعتاب كاتب بقلم:عطية ابوسعده


ضياع كلمة وعتاب كاتب

اليوم وبعد غياب قصري وظروف قصرية عدنا للكتابة من جديد دون خوف او ملامة او تهديد اليوم عدنا رافعي راية القلم الصادق وشعار الانتماء الحقيقي بعد ان كاد لهيب عقولنا يخبو وتيبَّس مداد قلمنا بين شرايينه وكُتِمَت الكلمة في اعماقه فاستصرخني القلم واستصرخت نفسي كي اجدها بعد ان ضاعت مني واجد قلمي قبل ان يرحل للرب العالي ..

بعد هذا الرحيل والغياب وجدت معالم الواقع تغيرت وعناوين الكتابة الصادقة ليست لها مكان والقلم وان شاح مداده لم يعد له في الذاكرة عنوان .. لقد رُمِيَ به في مزابل التاريخ وتبعثرت معالم الاصالة ولم يعد لها انين ولا كتابة ولا نغم ولا الحان و الكاتب صاحب ذاك القلم ارتعشت انامله وشاخ عنفوانه واصبح هو وقلمه عنوان واحد لزمن غابر اندثر وضاعت مفاهيمه ..

فالقلم تلاشت كلماته والكاتب طُمست ملامحه واصبح كلاهما بلاقيمة ولا ثمن بلا عنوان ...كثرت مصائب اوطاننا وتشعبت النكبات وتغيرت اهداف الكتّاب وتلونت مداخلهم ولم يعد الانتماء بوصلة القلم وتوجهاته وان عاد فسيعود خلسة من خلف اسوار شائكة متلصصا يحاول سرقة الكلمات الصادقة ويختطفها من خلف اسوار سجنها المستحدث او من خلف سبورة سوداء مازالت بعض كلمات واضحة معالمها باهتة بهتان غيمة صيفية ضاعت في الافق ملامحها .. لا ينظر اليها سوى عابر سبيل او ربما اصيل حافظ على عهد الانتماء والتواصل وانتظر وما زال ينتظر يترصد ويبحث بين الاسطر الكثيرة عن كلمة صادقة تاهت معالمها بين مستعمرة الكلمات الملوثة وابداعات هذا الكاتب او ذاك ليصبح قصرا ذكرى بلا كينونة ولا كيان ...

اليوم لا اريد ان اكتب عن الكاتب فقد اندثر وضاع قلمه وتبعثرت كلماته ولكني ساكتب عن مواقعنا الاخبارية واعلامنا الاكتروني والورقي والتي كنت ومازلت اعتبرها اصيلة اصالة الوطن رغم اختلاف الرؤى لديها ورغم اختلاف العناوين ورغم اختلاف التوجهات والاهداف الا انها كانت وما زالت وستبقى العنوان الامثل للكلمة والمرجع الاصيل لها حافظة لانتماءاتها اصيلة في نشرها ربما نختلف معها في الكثير من الاراء والافكار وربما نتفق ايضا ولكنها كانت وما زالت عنوان للاعلام المثابر ...

وبرغم تعدد الطرق وتشعب السبل تبقى دائما بوصلة الكلمة والهدف موجهة جميعها الى قلب قضيتنا وعنوان عزتنا فلسطين
الكاتب .. عطية ابوسعده / ابوحمدي