استهداف الحوثيين للفرقاطة السعودية بقلم:د.عز الدين حسين أبو صفية
تاريخ النشر : 2017-02-07
استهداف الحوثيين للفرقاطة السعودية بقلم:د.عز الدين حسين أبو صفية


ما وراء الخبر :::

استهداف الحوثيين للفرقاطة السعودية ::

لم تعُد الاحداث. الجارية فى الساحة اليمنية مجرد خلاف. سياسي نتج عنه إشتباكات مسلحة بين الحوثيين وبين الحكومة الشرعية المتمثلة بالرئيس ( هادي ) ويشاركهم فيها على عبد الله صالح الرئيس اليمني السابق وقوى الحرس الجمهوري الموالية له٠

لم تعد تلك الاحداث.   كذلك ، بل هى حربٌ حقيقية بكل معنى الكلمه ، تدور بين المعارضة اليمنية بشكل عام متمثلةً فى التحالف الحوثي وعلى عبدالله. صالح من جهة والسعودية وتحالفها الذي قامت بتشكيله والذي يضم غالبية دول مجلس التعاون الخليجي وبعضاً من الدول العربيه والإسلامية.  وتقوده السعودية المشاركة بكل تشكيلاتها.  العسكرية وحتى الآن.   لم تحسم الحرب لصالح أيٍّ من الطرفين المتحاربين وقد فشلت أو أفشلت جميع محاولات. إنهاء هذه الحرب سلمياً إن كان فى أروقة الأمم.   المتحدة أو حتى فى الإطار.  العربى ،وذلك لأسباب. عديدة ، وأهمها هو عدم توفر القناعة لدي أيٍّ من الطرفين المتحاربين بأن الطرف الآخر. شريكاً له في اليمن وفى السياسة ،وكذلك وهم كلٍ منهما بأن إنتصاره على الآخر. بات قاب قوسين أو أدنى ،و فى ظل تدخلات.  مختلفة في هذه الساحة بالأضافة.   للسبب السابق  وبشكلٍ قوي تسببت في إفساد جميع محاولات.   الحل السياسي وتزيد من تأجج السلوكيات العسكري كلٌ ضد الآخر. وهنا نسوق مؤثرين أو تدخلين أثرا في ذلك وهما :: 

 أولًا ) الدعم السياسي والعسكري للحوثيين :

فقد أدى هذا الدعم إلى تقوية العصب العسكري الحوثي مما زاد من صعوبة هزيمتهم عسكرياً وسياسياً فكان التحالفات في الساحة الأقليمية.  والدولية أن وقفت روسيا سياسياً إلى جانب الحوثيين المتحالفة معهم إيران المتحالفة مع روسيا فأفشلت  بعضاٌ من مشاريع القرارات الأممية.  التى لا.  تصب فى مصلحة الحوثيين وذلك إنطلاقاً.  من رغبتها في إثبات وجودها وترسيخه فى تلك الساحة على غرار ما يدور فى الساحة السورية ٠

في ظل هذا المشهد عَمدت إيران إلى دعم الحوثيين عسكرياً ومالياً وشاركها في ذلك حزب الله. اللبناني مما نقل الحوثيين نقلة نوعيةوأمتلاك.   كافة أنواع المعدات العسكرية حتي الصوارخ البالستية التى تهدد الأراضي.   السعودية وجنوبها الذي أفرغ من العديد من سكانه تجنباً لأي.  تهديد والنشاط العسكري الحوثي المتكرر والذي يجتاز الحدود السعودية وقيامه بعمليات عسكرية داخل الأراضى.  السعودية ٠

هذا ولإيران.   توجهاتها وأهدافها لدعم الحوثيين غير أنهم من الطائفة الشيعية الإثنى.  عشرية وتتمثل في :

١) إحكام القبضة على دول الخليج والسعودية بما يمكنها من مساعدة الشيعة فى هذه الدول ومن ثم إستخدامهم ورقة ضغط على الحكومات فيها وليكونوا مستقبلا.  خشبة وثوب وإنقضاض شيعيٍّ عليها ٠

٢) تحاول إيران بأن تكون فزاعة لدول الخليج ترفع فى وجهها شعار أفضليتها  عن أمريكا والدول الغربية لحمايتها  وحماية مصالحها من خلال.  التقارب إليها والتصالح معها لقطع دابر تلك الدول من التواجد فى مربع الخليج العربي وإنهاء وجودها فى منطقة المخزون الإستراتيجي.  للنفط فيها ، ومن هنا عملت إيران على الإنتقال.   إلى مرحلة التصنيع الحربي والتكنولوجية النووية لتمكينها من تنفيذ أهم أهدافها وهو نشر المذهب الشيعى على مستوى الوطن العربى والشرق الأوسط.   أو على الأقل.   تشكيل تحالف شيعى سني ( موالٍ لها ) يتصدى للتحالف االتركي السعودي الخليجي حيث حقق هذا التحالف المضاف إليه روسيا إنتصارات كبيرةً فى الساحة السورية وكان  آخرها معركة حلب التى أدت إلى هزيمة جبهة النصرة والمعارضة السورية المسلحة وخروجها من حلب ، مما أدى إلى إحداث تغييرات مهمة لدى التحالف فبات التنسيق السياسي والعسكري قائماً بين روسيا و تركيا ومحاولة جذب إيران لتكون شكلا.   من أشكال التعاون لحل سياسي في سوريا بعد عقد جلسات حوار مباشر بين النظام السوري وإتلاف.   المعارضة السورية للتوصل إلى رؤية مشتركة لحلٍ سياسيّ ٠

ويأتى ذلك في ظل الإنهماك.   السعودي الكبير والفوص فى المستنقع السوري الذي كلفها كثيرا جدا. مما أرهق موازناتها بالإضافة.   للجهد الحربي الذي تقوده مباشرةً فى الساحة اليمنية ضد الحوثيين والمعارضة اليمنية وهذا أيضاً كلفها خسائر مادية وعسكرية وبشرية كبيرة جداً تسببت فى إرهاقهاوهنا يتنامي السؤال المهم لدي شعوب دول التحالف وهو إلى متى وإلى أين سنصل من وراء هذه الحرب المسعورة وهذا المستنقع الذى بدأ يكشف عن جرائم لا.  تقل فى جرمها وبشاعتها عما حدث و ما زال يحدث فى سوريا من قتلٍ للمدنيين بشكل إجرامي يرقى إلى مستوى جرائم الحرب من قبل طرفي الصراع إضافةً إلى التدمير الواسع للبنى التحتية والفوقية فى اليمن ٠

ثانياً :) الدعم السياسي والعسكري للسعودية وحلفائها :

لم تعد السعودية وحلفائها وحدهم فى تلك الحرب بل أن كافة الدول الأوروبية.  وعلى رأسها الولايات.  المتحدة الأمريكية.  تقف إلى جانبها وتدعمها بشكل خجول ولتحقق مصالحها المتمثلة في :-

# اللعب على وتر المساعدات السياسية وهي مواقف سياسية رخوة لدى مؤسسات الأمم.  المتحدة تظهر بأنها تؤيد المواقف السعوديه ضد مواقف الحوثيين ، ومن زاوية أخرى يمارسون شكلا.  من أشكال التعاطف مع الحوثيين لنيل حقوقهم السياسية وذلك بهدف إفشال أيّ محاولة  لأي.   حلٍ سلميّ أو سياسي فى اليمن لإستمرار.   تأجيج الصراع بما يحقق هدفان رئيسيان ::

ا. _ الإستمرار.   فى سداالحاجة السعودية للسلاح.   لإستخدامه.  فى الحرب وبهذا تضمن تدفق الأموال.  والمليارات إليها ٠

ب- ٠ قطع وتعطيل إمكانيات روسيا ومحاولاتها.  لزرع موطئ  قدم لها فى المنطقة والتى تعتبر من أهم الأماكن.  الإستراتيجية.  لها  أمنياً وسياسياً وعسكرياً بحكم وجود مضيق باب المندب الشريان الرئيسى والمهم للتواصل مع حوض البحر الأبيض.   المتوسط الذي بدأ يتنامى وجوده  فيه بعد تدخل روسيا فى الحرب الدائرة فى الساحة السورية وإثبات وجوده وعمله الدؤوب لتثبيت هذا الوجود وتقويته مما دفع بروسيا إلى الإهتمام.   بالمنطقة اليمنية وسعيها لزرع  موطئ قدم لها بأن تكون على الأقل.   شريكاً فى حماية مضيق باب المندب وهذا ما ترفضه الولايات.  المتحدة والغرب جملةً وتفصيلا. حتى لا.   تتمكن روسيا من العودة إلى سابق عهدها أيام ( الإتحاد.   السوفيتي) والذي كان إنتشاره يغطي الشرق الافريقي.   ومصر واليمن مرورا ًبالعراق وكان هذا الوجود بمثابة خنجراً مسموماً في خاصرة أمريكا والغرب ومصالحهم فى المنطقة ،وبعد إنهيار الإتحاد.  السوفيتي والمنظومة الإشتراكية.   وتفككهما إنطلقت القدم الأمريكية. والأوروبية. وحلفائها من دول الخليج  وبدون معيقات إلى إختراق الحاجز بسهولة ووصلت إلى حد التدخل فى العراق وشن الحروب ضده وأصبحت وحلف الناتو

 يشكلون طوقاً وخطراً على إيران التى وجدت فى الساحة الروسية سنداً قوياً داعماً لكل مواقفها السياسية  العسكرية والنووية والصاروخية فقدمت لها كل كل ما يُمَكنها من إزعاج التحالف الأمريكى.  الغربي الخليجي فأصبحت بمثابة فزاعة لا.   يستهان بها في المنطقة ٠

في ظل هذه الصوره ووضوح أشكال الصراع في اليمن وانكشاف التوجهات وبروز  أشكال التحالفات  وتباين  الأهداف. بدأ اللعب بعيداً عن السياسة مع إخراج سيناريوهات جديدة للحرب فى اليمن متمثلةًً. في :

* التكتل والتحالف ( الإيرانى.   و حزب الله.  و روسيا و الحوثيين ) وقد نضيف لهم على عبد الله  صالح وقوات الحرس الجمهوري الموالية له وهو يرفع راية المشاركة السياسية في حكم البلاد.  والعباد ٠

* السعودية والتحالف الذي قامت بتشكيله من قِبَل دول مجلس التعاون الخليجي وبعضاً من الدول العربيه والاسلاميه. ( سنية ) وهذا التحالف يرفع راية محاربة التمدد الشيعي الإيراني.  فى المنطقة وخطره العسكري والمتمثل في تنامي القدرة الإيرانية  على التسلح والردع الصاروخي والنووي ٠

 إلا  أن الهدف الرئيسي والخفي والذي بدأ يبرز بشكل جلي هو الصراع بين الدولتين العظمتن وهما روسيا والولايات  المتحدة وحلفائهما بهدف تحقيق أكبر مكسب ووجود عسكري  في منطقة خليج باب المندب في جنوب البحر الاحمر٠.  

لذا بدأ الصراع ياخذ هذا المنحى وتمثل فى :-

١) محاولات.   الحوثيين السيطرة على المضيق لتضمن تأمين تهريب السلاح.  وبمختلف أشكاله اليهم وقد تحقق الكثير من جوانب هذا الهدف و لتسهيل إمكانية التواجد العسكرى الإيرانى.   وخاصة البحري في البحر الاحمر.  و الذى يشكل دعماً و حمايةً لهم ٠

٢) منع التواجد العسكري البحري السعودي بالقرب من منطقة باب المندب والجنوب الغربي لليمن ليتحقق للحوثيين تأمين تواصلهم الجغرافي وافشال المحاولات.  السعودية الهادفة إلى هزيمة الحوثيين ومنع التمدد العسكري البحري الايراني.فى المنطقة ٠٠

لذا قام الحوثيون بمهاجمة الفرقاطة البحرية السعودية بواسطة ثلاثة.   زوارق حربية تمكن إحداها بضربها في مؤخرتها بعد الإشتباك.  معها مما تسبب في وقوع أضرار كبيرة بها ومقتل عدداً من البحاره السعوديين ٠٠

*** إنعكسات حادثتة ضرب الفرقاطة السعودية على يد الحوثيين :-

١) أكد هذا الحادث على تنامى وتعاظم القوة العسكرية للحوثيين و وضوح أهدافهم أو على الأقل.  جزأً منها والتي تطرقنا لها سابقاً فى سياق هذا المقال ٠

٢) أوصل الحوثييون رسالةً لكل من السعوديه و التحالف الأمريكي الغربي فحواها بأن أمن الخليج ومضيق باب المندب هو خاص باليمن وبأمنه القومي وأنه  من  صلاحية.   ( الحوثيين ) تأمين أمن المضيق وأن أيّ تجاهل سياسي مُستقبلى لهم فإن المضيق لن يظل آمناً أمام الملاحة.   البحرية والمرور والملاحة.  عبره ٠

وأمام هذه التوجهات إستغلت الولايات المتحدة الأمريكية.   والغرب الحادثة وبدأوا في تجييرها لصالح خلافهم.  المتجدد مع إيران والتي تقف كالشوكة في حلوقهم بسبب تواجدهما  العسكري فى الساحة السورية كلاعب.  أمني وسياسي لا يمكن تجاهله فى الإقليم بشكل كامل وبسبب دعمها للحوثيين في اليمن أيضاً ، وتجربتها الصاروخية البالستية ، مما دفع تلك الدول بالخروج إلى مربع التاصدم السياسي مع إيران في ظل الموقف العدائي منها من ِقبَل الرئيس الأمريكي.   الجديد ( ترامب ) لذي بدأ بفرض العقوبات على بعض القيادات السياسية والعسكرية الإيرانية.   بشكلٍ خاص ويهدد بفرض عقوبات إقتصادية جديدة عليها وإعادة فرض حصاراً عليها بشكلٍ عام ٠

هذا ولأهمية. المنطقة للجميع بما فيها الولايات.  المتحدة ولأهدافها.  العدائية تجاه إيرن ، بدأت تكيل التهم إليه بأنها أكبر دولة راعية للرهاب وأنها وراء العملية الحوثية ضد الفرقاطة السعودية وهى بذلك تستهدف الوجود الأمريكي.  فى المنطقة وأنها ستعمل على تأمين حماية الملاحة.  فى منطقة خليج باب المندب ، وهذا ما ترفضه إيران وروسيا طبعاً لألا.   تكن البحرية الأمريكية.   بمثابة الشرطي الرئيسى فى المنطقة لتقوم بتفتيش السفن بذريعة منع تهريب السلاح.  للحوثيين ولردع البحرية الإيرانية.   ومنعها من التواجد والإقتراب.  على الأقل.  من أماكن تواجد القوات البحرية الأمريكية.  والسعودية ، ولتحقيق ذلك نشرت أمريكا المدمرة ( كول ) التابعة لها قبالة السواحل اليمنية بحجة حماية الممرات المائية من هجمات الحوثيين ، ويأتى ذلك وسط تصاعد حدة التوتر بين واشنطن وطهران ، هذا أيضاً فى ظل قيام سفناً حربية أمريكية أخرى  بعمليات روتينية وأستفزازية سابقاً فى المنطقة ، وهذا التواجد هو جزءاً  من وجود متزايدللبحرية الأمريكية.في المنطقة ٠

وأمام هذا المشهد والسيناريوهات المختلفة ، يدور السؤال المهم التالي :-

هل سبقَ الموقف الروسي من منطقة خليج باب المندب صامتاً ؟

أم هل هناك سيناريو وتوجه روسي خفي ستعلنه في الوقت المناسب ؟

في قراءةٍ سريعةٍ لكل مٱ سبق يمكننا تصور ان الموقف الروسي الصامت لم يكن إلا.   من منطلق مراقبة الأحداث.   وعدم التدخل المباشر فيها لا.   سيما وأن أهمية مضيق باب المندب لها لا.   تقل عن أهميته لدول المنطقة ولأمريكا.  والغرب بشكل خاص ودول العالم بشكل عام ٠

ومن هنا نرى بأن التوتر في هذه المنطقة سيستمر وقد يتصاعد بشكل أكبر بحيث يزداد الإنزعاج.   الدولي من الخطورة الجديدة على الملاحة.  البحرية في المنطقة مما سيدفع بالجميع للبحث في إيجاد حلول الممرات المائية فى باب المندب لضمان ملاحةً.  آمنةً فيها ومن خلالها.

هذا وقد تقوم روسيا بشكل مباشر أو من خلال.  حلفائها من بعض الدول الصديقة لها بطرح فكرة أو مشروع حل سلمي للخلاف.   والصراع في المنطقة لحماية أمنها من تداعيات الحرب في اليمن ، وقد يأخذ ذلك شكل سيناريوهات مختلفة :-

الأول. :- تدويل منطقة وممرات باب المندب ، وهذا قد يلقى معرضة مبدئية من قبل الدول المطلة على منطقة الممرات ٠

الثاني :- تشكيل قوات مشتركة من روسيا والولايات.   المتحده الأمريكية.  ومن دولٍٍ اخري من خارج المنطقة ومن بعض الدول المطلة على المضائق بقرار أممي وتحت غطاء الأمم.   المتحدة  ومرجعياتها ٠

وفي ظل هذا ، ما هو  شكل الم وقف الإيراني.  الذي سيكون عليه فى الوقت الذى تعتبر بعيدة عن المنطقة وسيظل قلقها قائما ًمن هذه السيناريوهات التي قد يحد من إمكانياتها فى دعم الحوثيين عسكرياً وتزويدهم بالسلاح.  والمعدات الحربية ، وهذا ما سوف ترفضه ، وهذا ما سيدفع بأمريكا وحلفائها من تقبله والتمسك به ٠٠

دكتور //عز الدين حسين أبو صفية ،،،