احتضار الأمكنة بقلم: حلا البرغوثي
تاريخ النشر : 2017-02-06
احتضار الأمكنة بقلم: حلا البرغوثي


احتضار الأمكنة

بقلم: حلا البرغوثي.. فلسطين

حيث وجد الفقد، الغياب، الرحيل والموت؛ نجد أمكنة تحتضر، تشتد عليها سكرات الموت، لكن لا موت قادم.

نزاع قاس، نزاع يلتقط أنفاس الذكريات المطبوعة على الأمكنة، والصور المطبوعة على المرايا؛ خناجر تطعن الروح، وتخدش وترا رفيعا يقبع في أعماق القلب، ويحرك كل خلية ساكنة في دماغنا البشري.

أمكنة باردة، ساكنة، فارغة، غائرة، خالية من أي لون.

فكما تمنح الأرواح الجسد حياة، كذلك تفعل الأرواح بالأمكنة؛ ألم يحدث مرة أن فتحت باب بيت، فرأيت الأسرة تنتفض وجعا، والأرض تبكي غياب خطى، والستائر أسدلت كل غبارها، وأعلنت الرهبنة فلن تضاجع ضوء الشمس من جديد، ولن تنجب حياة إلى هذا المكان المحتضر!.

لماذا تزيد يتيما على قائمة الانتظار؟!.

أذكر مرة أنني رأيت وسادة تحلم وتهلوس، فبقايا الدمع التي اختلطت بها، حكمت عليها بالعيش في كوابيس لا نهاية لها.

أوليس هذا احتضار؟! أوليس الوسادة مكانا لروح؟!.

لماذا نحكم على هذه الأمكنة بالاحتضار، ونحن قادرون على منحها حياة؟!.

لا تبخلوا على مكان تخبئون فيه أجمل الذكريات، ولا تدعوا الفقد والغياب والرحيل يميتكم وأنتم أحياء، لا ترحلوا حتى لا تختصر الأمكنة فسكراتها موجعة أكثر من سكرات الروح، لأن الموت يوقف وجع الروح، أما وجع الأمكنة لا موت فيه.