ليش التسوية؟ بقلم:علي رضا الياسري
تاريخ النشر : 2017-02-06
ليش التسوية؟

علي رضا الياسري..

في ظل ازدياد نسب القتل والارهاب، وتراكم الازمات والمشكلات، وما يتعرض له الشعب من الم وقهر، وما يجري من مزايدات ومتاجرات، ناهيك عن التدخلات الخارجية الشريرة، كان لا بد من حل واقعي وموضوعي، بأمكانه ما ان طُبق، ان يقضي على كل السلبيات التي يتعرض لها الوطن، وكان اخر الحلول هو مشروع التسوية الوطنية.

التسوية؛ المشروع الذي طرحه التحالف الوطني، يتضمن المشروع عدداً من البنود التي تؤدي الى استقرار الاوضاع في البلاد، وبذلك يمكن المضي نحو بناء الدولة، والدولة التي نتحدث عنها، لن تُبنى بالشعارات والخطابات الفارغة، وانما بالخطوات الجدية، وهذه الخطى من واجب القوى السياسية التي اختارها الشعب لتمثله، فإن كانت القوى متناحرة، وبين ثانية واخرى ، تتجدد التصعيدات والشجارات، بين هذه القوى، اوبين احدى القوى نفسها؛ فما السبيل؟

السبيل الوحيد؛ هو التوافق بين هذه القوى، ووضع ضوابط تحد من هذه الصراعات، وتتجاوز التشنجات، والتوافق لن يتم بلا حوارات، ومن أهم أهداف مشروع التسوية، هو الحوار والتوافق بين هذه القوى؛ وهذا هو الحل الوحيد لتجاوز ما يحدث من ازمات ومشكلات.

والجميع مطلع على مايحدث في الساحة السياسية حالياً، ولا يخفى على أحد، مايثار من تصعيدات ومهاترات، أدت الى الصراعات بين القوى السياسية، مما أدى الى تشتت الكلمة وفرقة الصف، والحساسية التي تولدت بين ساسة الوطن، سببت روح العمالة والتبعية لبلدان أخرى، مما ادى الى ضعف الحكومة والدولة، وسبب خللاً واضحاً في عملها، ولن نبالغ ان قلنا ان ماحدث أدى الى تحطم الدولة، وان استمرت هذه السياسات فسيكون مستقبلنا مؤلم؛ هذا ان كان..!

 التسوية هي المنقذ الأمثل الذي لابد منه، فأن نجحت فستوحد الساسة، وتحثهم على السعي نحو عملية بناء الدولة، وانقاذها قبل ان تندثر، تاركين ورائهم ماكانوا يفعلون، وحينها سيتخلص الشعب من مدعي التهميش، ومثيري الفتن والطائفية، وكل من كان يتحدث بأسم المذهب لا باسم الوطن، وكل من يفضل انتماءاته المذهبية والتحزبية، على روحه الوطنية، وذلك سيمكننا من القضاء على حركات الارهاب والتطرف!

لم أكن أتوقع ان مثل مشروعاً صادقاً كهذا، سيثار حوله كل هذا اللغط الذي يثار، فبنوده واضحة، ولاتحتاج الى تفسير وتأويل او هرمنيوطيقا، إلا ان البعض وللأسف الشديد، حارب التسوية وعارضها من دون ان يكلف نفسه ويقرأ بنداً واحداً من بنودها، وأبى ان يفهمها، وذلك بسبب الدوغمائية المفرطة السائدة في مجتمعاتنا، وهذه الدوغمائية كانت سبب كل ما يحدث وما يجري!

كلنا لانرغب بأن يُنشر مبدأ الاناركية واللاسلطوية، كما نرفض الاوتوقراطية وحتى الثيوقراطية، فلذلك لابد من الحوار، ولا بد للحوار ان ينجح فيقدم الحلول، وفلسفة الحوار ناجحة دوماً، فان كنا نريد الخير للوطن فعلينا بها، وان كنا لا نريد الا الشر ونشر الديستوبيا المظلمة، فعلينا بمحاربتها، والسعي الى افشالها، وبذلك سيكون شعبنا هو اكبر الخاسرين، ان لم يكن هو الخاسر الوحيد.!