اسراء الزاملي
إجراء عملية مراجعة سريعة للطرق و الاساليب التي يستخدمها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية کلما وجد نفسه أمام ضغوطا داخلية و خارجية، توضح بإنه يلجأ دائما الى عمليات إستعراض للقوة و لعضلاته"الخاوية"، وکذلك تصعيده لممارساته القمعية ولاسيما الاعدامات و التعذيب في سجونه، وذلك من أجل التستر على ضعفه و عجزه أمام تلك الضغوط و التغطية عليه، وهذا ماتجلى في التجارب الصاروخية الاخيرة التي أجراها و التي أحدثت ضجة وصلت الى حد الدعوة لعقد إجتماع طارئ لمجلس الامن الدولي.
المثير للسخرية، إن هذا النظام و في الوقت الذي يعلم العالم کله مدى کراهية الشعب الايراني له و النضال الذي يخوضه من أجل إسقاطه، فإنه يعلن و بصراحة فجة عن زيادة ميزانيته العسكرية 1.3 مليار دولار آخر لتصل إلى حوالي 11.6 مليار دولار خلال العام الإيراني المقبل الذي يبدأ في 21 آذار/ مارس المقبل، وهو بذلك يتجاهل عن قصد و سابق إصرار الاوضاع المعيشية الصعبة للشعب الايراني و يتخطاها من أجل مصالحه الخاصة المعادية للشعب الايراني بشکل خاص و شعوب المنطقة و العالم بشکل عام.
النظام الايراني الذي يمر بظروف و أوضاع صعبة و بالغة التعقيد و يشهد حالة غير مسبوقة من الانطواء و الانکفاء على نفسه بسبب من سياساته خصوصا بعد أن أجمعت دول المنطقة و العالم من إن هذا النظام يعتبر مصدر أغلب مشاکل و أزمات المنطقة و إن تدخلاته غير المبررة في المنطقة ساهمت و تساهم بتقويض السلام و الامن و الاستقرار فيها، کما إن أوضاعه الداخلية قد وصلت أيضا الى منعطف بالغ الخطورة خصوصا بعد أن تأکد للشعب الايراني من إن الاتفاق النووي الذي سعى النظام لخداع الشعب به و التمويه عليه، مجرد فقاعة ولم تساهم في أي تغيير إيجابي بالنسبة للشعب بل وإن أوضاعه قد ساءت أکثر من السابق، هذا الى جانب النشاطات و التحرکات و الفعاليات المتباينة في مختلف دول العالم لأبناء الجالية الايرانية و للمقاومة الايرانية ذاتها و التي تفضح هي الاخرى المعدن و الماهية الاستبدادية لهذا النظام، وأمام کل ذلك فإنه ليس في وسع النظام سوى اللجوء الى القوة و القمع و أساليب التمويه و الخداع، لکن حبل الکذب قصير جدا وإن أکاذيب و خدع هذا النظام لم تعد تنطلي على أحد ولاسيما وبعد أن باتت تتسرب إنتهاکاته لليس للإتفاق النووي من خلال تجاربه الصاروخية و إستمراره في شراء المعدات و اللوازم الخاصة ببرنامجه النووي وانما أيضا في مجال حقوق الانسان ضد الشعب الايراني و في مجال التدخلات السافرة في بلدان المنطقة و التي إعتداء و تجاوز صريح على السيادة الوطنية لهذه البلدان و إنتهاك فاضح و صريح للقوانين الدولية.
التهديد بعضلات خاوية بقلم:اسراء الزاملي
تاريخ النشر : 2017-02-05