العالم يدين قرارات ترامب العنصرية ضدّ المسلمين والعرب يؤيّدونها بقلم:د. كاظم ناصر
تاريخ النشر : 2017-02-04
العالم يدين قرارات ترامب العنصرية ضدّ المسلمين والعرب يؤيّدونها بقلم:د. كاظم ناصر


العالم من شرقه إلى غربه ، ومن شماله إلى جنوبه إعترض على إجراءات ترامب ضد المسلمين وعلى موقفه من الهجرة . لقد تظاهر الملايين ضد قراراته وعنصريته حول العالم ، وانتقده الكثير من قادة الدول ، ووقّع حوالي مليون ونصف بريطاني على عريضة تطالب بإلغاء زيارته المقرّرة لبريطانيا ، ووقع أكثر من ألف موظف في وزارة الخارجية الأمريكية على رسالة إعتراض على قراراته العنصرية ، واعترض عليها الأمين العام للأمم المتحدة واعتبرها مخالفة لحقوق الإنسان التي ينصّ عليها ميثاق المنظمة الأمميّة ، واتخذت دول كالمكسيك ، وكندا ، وفنزويلا ، والبيرو ، وكولومبيا ، والأرجنتين إجراءات ضدّها .
العالم متّحد ضد ترامب ، والعرب يدافعون عن إهانته لهم ولشعوبهم ودينهم . فقد اتصل معظم .. الحكّام .. العرب بالرئيس الأمريكي مهنئين ومباركين ومعربين عن إستعدادهم للعمل مع إدارته الجديدة ، وناقشوا معه الوضع في الشرق الأوسط ، واتفقوا على مواصلة الحروب وتدمير المنطقة معا ، وعلى إقامة مناطق عازلة للاجئين تنتهك فيها السيادة السورية ، وتسمح لأمريكا وحلفائها العرب والإسرائيليين بالتدخل البرّي المسلح في الداخل السوري .
لم يعترض الحكام العرب في هذه المكالمات والإتصالات على القرارات الإسرائيلية ببناء آلاف الوحدات الإستيطانية الجديدة في القدس والضفة الغربية ، ولم يحتجّوا على سياسات نتنياهو المتطرفة ضد الفلسطينيين ، ولا على إهانة ترامب للإسلام والمسلمين ، ولا على تصريحاته التي أعلن فيها بأنه سيبتز دول النفط العربية ويلزمها على تحمل نفقات حروب المنطقة .
الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير خارجية الإمارات العربيّة المتحدة أدلى بتصريح عن إجراءات ترامب ضدّ المسلمين يوم الثلاثاء الموافق 1-2-2017 قال فيه " لا شك أن الدول لها الحق في أن تتّخذ قراراتها السياديّة ، والولايات المتحدة إتّخذت قرارا من هذه القرارات السياديّة ، وهو غير موجّه ضدّ الإسلام ." ودافع وزير الطاقة السعودي خالد الفالح عن " حق الولايات المتحدة في ضمان سلامة شعبها ." الظاهر أن الوزيرين لم يعلما بالمحتوى التمييزي العنصري لهذه القرارات وإهانتها للإسلام ولكل عربي ومسلم أينما وجد !
طبعا هذه المواقف ليست مستهجنة ولا مستغربة من معظم الحكام والمسؤولين العرب لأن أمريكا هي الموجّه الحقيقي لسياساتهم ، وشريكتهم في قهر شعوبهم وتدمير أوطانهم ، وفي حماية إسرائيل . فلا بأس إذا أن تفعل امريكا ... الصديقة ... هذا بشعوب العالمين العربي والإسلامي ، وتهين حتى عملائها من الحكام العرب الذين يكذبون على شعوبهم ليلا نهارا بالقول إن همّهم الأول هو المحافظة على دين الله وتطبيق شريعته وحماية تابعيه ! فهل المحافظة على الإسلام وشعوبه ومقدساته تعني الإنصياع لأوامر ترامب ونتنياهو ؟
إنه لشيء مخز حقّا أن نسمع صرخات " واإسلاماه " في كل زاوية من زوايا الوطن العربي والإسلامي ولا أحد من زعماء الأمّة يسمع ويهتم ! معظمهم باع نفسه للشيطان ، وتخلّى عن واجبه تجاه شعبه ّ، وقبل أن يكون أداة في خدمة أعداء الأمّة . لقد فقدوا مصداقيتهم وكرامتهم وينطق عليهم قول شاعر العرب الأكبر أبي الطيّب المتنبي " من يهن يسهل الهوان عليه ، ما لجرح بميّت إيلام ."
أمّا نحن كشعوب فليس أمامنا إلا حلّين لا ثالث لهما : إما أن نستسلم ونستمر في قبول هذا الذّل حتى يتم إحتلال أوطاننا من المحيط إلى الخليج وندخل عصر عبوديّة جديد ، ... أو أن نتمرّد وننفجر في وجوه هؤلاء الطغاة ونحرقهم قبل أن يحرقونا جميعا ... حركة التاريخ لا تتوقّف ، والشعوب لا تموت أبدا ، والغلبة دائما للأمم التي تقدّم تضحيات جسام لصناعة تاريخها وبناء مجدها ! فهل سيأتي يوم الزحف الشعبي العربي المقدّس ضد هذا الذل والطغيان ؟ نعم ! أنا لا أشك بأنه آت مهما طال الزمن .