( هذا الملف اهداء الي الشاعرة سفانه اسماعيل شتات جذوة الابداع من أورمة شتات التي أشعلت الثقافة الكنعانية الحديثة ---- !! )
((( ســـــــــــــــاعة مع خفقات قلب -------- !! )))
ابن الشاطيء – اسماعيل شتات " 1939 – 2008 م "
إنّي الضمير الحيّ.. والــ ـوطن المغمّسُ بالدماء
وعلى جبيني تسكن الدْ دُنيا.. وتأوي الكبرياءْ
ومن الطريق المستقيـ ـم أشدّ أشرعة المضاءْ
لا الجوع يرعبني ولا نُظمُ العمالة والغثاء
فعلى أزاهر أصغريْيَـ ت زاحمت دِيَمُ العطاء
وتجسَّدتْ في أمّ أوْ فى قبل ميعاد السماء
وتألّقتْ مرآتي الـ ـمثلى على جفني حِراء..!!
أنا لم أزل كالأمس أدْ ركُ ما أريد وما أشاء
نفَسي هنا رغم الدُّجى في مقلة الآتي.. ضياء..!!
-------------
بادئ ذي بدء نطوف مع شاعر رحالة بين بلاد العروبة من أرض التين و الزيتون و الأقصى فلسطين أرض كنعان يحمل معه هموم وطن و أحلام الشباب بين لجوء و منافي يتوقف علي ضفاف عذابات تؤرقه ليل نهار، لكنه فارس مناضل عشق ثورة الكفاح و وظف أدب المقاومة ايمانا منه بضمير الكلمة في رسالة المجد الخلود هكذا نمضي مع عالمه الشعري وفي محطات الأمل ليستقر به المقام في دولة الجزائر حيث الصمود و الروح الثائرة في خطي وثبات أنه ابن الشاطيء شتات ---
ولد شاعرنا ابن الشاطيء " اسماعيل ابراهيم شتات "في عام 1939 م بقرية الجسير الواقعة على الطريق بين الخليل وغزة بفلسطين. فكم عان من اللجوء و اليتم و نكبة فلسطين و الصراعات و تحمل المسؤولية العائلية أضف الي انضمامه الي المقاومة و النضال و التحرير --- فظل في نبوغ و تفوق دراسي و سياسي و حصل علي الشهادة الثانوية وسجن نتيجة مواقفه الجريئة فحكم عليه بـــــ 17 عاما ثم فر من السجن العسكري بمساعدة رفاقه نتيجة لمواقفه السياسية و النضالية الصلبة ، لجأ الي لبنان فعاش فيها قرابة خمس سنوات ،عمل في تدريس ودرس مادة الرياضيات واللغة الإنجليزية. كما أشرف على الصفحة الأدبية في صحيفة الجمهورية السعيدة وعلى عمود سياسي في جريدة الحزب التقدمي الاشتراكي و بعد خلافات سياسية في لبنان اضطر الي اللجوء مرة ثانية الي
سورية, ومنها إلى مصر حيث التحق بجامعة عين شمس في القاهرة ليدرس اللغة العربية وآدابها و قد تتلمذ علي يد جيل من العمالقة و أساطين اللغة و الادب منهم الدكتور عز الدين اسماعيل, والدكتور طه حسين والدكتورة عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ). و غيرهم كثيرون فشكلوا لديه خريطته الثقافية وهويته العربية -----
و قد تعرف علي أعلام الشعر في عصرنا المعاصر ابان وجوده في لبنان وسوريا الحبيبة فأتيح له قراءات فتحت له مسارات بناء القصيدة العربية الحديثة ----
و تدرج في محراب السياسة و مثل المهرجانات الأدبية بين فلسطين و الأردن وكان سفيرا للكلمة وطاف ابن الشاطئ في العديد من مؤتمرات اتحاد الأدباء العرب في دمشق وبيروت وبغداد والقاهرة والجزائر وتونس والمغرب. إلى أن يتوقف به الترحال في الجزائر و يقضي أحلي أيامه و ينضم الي ساحة الإبداعية و يكون صفحتي مرايا أدبية" في مجلة المجاهد الأسبوعية والتي كانت مدرسة صنعت أدباء و شعراء من النسيج الجزائري وكانت نقطة انطلاقة للكثير منهم ......
من القصائد التي اشتهرت له قصيدة " اسقني خمر شبابي" والتي غنتها المطربة الجزائرية الكبيرة سلوى.
عمل ابن الشاطئ في التدريس أيضا بين المعاهد التربوية و الثانويات و جامعة جيجل و هذا وفي عدة ولايات جزائرية فمن وهران ومعسكر في الغرب, إلى الجزائر العاصمة وتيزي وزو والمدية في الوسط إلى جيجل في الشرق
وفي الجزائر انتخب رئيسا لاتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين لمنطقة المغرب العربي لثلاث دورات كاملة وهذا لم يحدث قبلا و لا بعد ذلك .. وكان عضوا للأمانة العامة لاتحاد الكتاب الأفرو أسيويين, وعضوا في اتحاد الأدباء العالميين.
توفي ابن الشاطئ رحمه الله يوم عودته من سورية إلى جيجل بالجزائر في 31أفريل / نيسان عام 2008 م
و يمضي ابن الشاطئ" شتات " " مع الحب في رمزية اسطورية لها دلالات يوظف فيها حجم المعاناة بين حب و حرب و سلام فيقول في هذه القصيدة التي بعنوان :
" أحبك --- و لكن " و منها هذه المقطوعة المعبرة عن حالة الوجد و الهيام :
أيقظتِنِي .. ودفنتِ نَفْـ سَكِ في حقيبةِ شهرزادِ
وظننتِ أني شهريا ر .. أُطِلُّ من شبق الوساد
وجرحتني .. يا طالما جرّحتِ أنفاس الوداد!!
كم رافقتْني آخر الـ أنباء عن زُلفى (سعاد)
ولكم بكيت على دمي وبكيت حتى في مدادي
! وعرفت ما يشوي الضلوعَ .. وما يُترجمه فؤادي
هذا يقرِّب أخمصي شكلاً .. وذلك في احتداد
والآخرون يطبِّلون .. ويوغلون بالابتعاد
ماذا جنيت لتكتبي نعيي .. وتنتحلي امتدادي--- ؟
..? أكفرتُ حين رددتُ عنـ ـك الموتَ في الزمن الـمُعادي ؟
? أكفرت لما عرّبت كفي مشاوير الزناد..?
لِمْ تصمتين? أتتقنيـ ـن صراحة فن الحِياد..?
لا تخذُليني كلما طوّقت خِصرك في اعتداد
فأنا ورغم القمع يصـ ـعُبُ يا معذبتي قيادي...!!
و يلخص لنا اعترافاته في خضم الحياة مع موجة المستحيل يرسم لوحة رائعة بمفردات وصور تنهض بالقيم و النضال في حب يقرأ الواقع مع حلم العودة فيقول :
ونسكن في مرايا الضوء جذراً=من الرّفض المغمَّس بالحرابِ
فتختنق الظنون على خطانا=وتعتمر المنابر في اقتضابِ..!!
... وتحبل لعبة الشطرنج يوماً=على نهد (المسيرة).. في غيابي
تقرِّبنا.. وتبعدنا برفقٍ=وترصدنا على كفِّ الرّوابي
ونشعر أنّنا في مقلتيها=طواحين الهواء بلا انتسابِ
و من اشهر دواوينه :
---------------------
= خفقات قلب
= أبجدية المنفى والبندقية
= الزمن الفلسطيني يتجدد في البعد الثالث
= غاليتي لا تجيد فن الرقص
جولة مع قصيدة :
-----------------
و نتوقف مع قصيدة رائعة تلخص عبقريته مع الحياة بعنوان " على مشارف سيرتا " وهي غنائية عالية القيمة الفنية تتداخل فيها رؤي الاحلام في تباين و ايقاعات تعكس مدي عبقريته التي ظلت في ترحاله كفراشة النور تملأ المكان ظلال و الوان في سرد رمزي يستلهم عبق التراث و التاريخ العربي الجريح فيقول فيها :
خبئيني في صدركِ المسحور
واستحمي على ذراع حضوري
واعبريني من غير خوفٍ وكوني
قمة الكبرياء والتعبير
واسكني الآه عندما تتجلّى
في ارتعاش اللمى.. وبوح السطور.. !
إنه الحبُّ مطلقٌ قدريٌّ
وأنا في سناه فيض شعوري
أتسامى في أصغريه شغوفًا
وأداريه في الغد المنظور
يعلم الله ما أكنّ.. وحسبي
أنَّكِ الرمز في جبين العصور ..!!
وبأنّي على مداخل حرفي
ثورةُ المستحيل دون ثُبور ..!!
أتحدَّى الدُّجى.. وأنفض عنِّي
ما تبقَّى من واقعٍ مقرور
أو لستِ الأوراس فيَّ.. ومنّا
يبدأ الوصل دون أيّ فتور..؟؟
وبأنَّا على مشارف (سيرتا)
يا حياتي أسنة من نور
لا نداجن.. ولا نخادع يومًا
ونصلي على صراط النفير
ونضحي بكل ما هو غالٍ
فالجهاد.. الجهاد فحوى الضمير..!؟!
يضمر (الونشريس) حبًّا معافى
لفلسطين.. ممعنًا في العبور
وأنا أنتِ في حماه.. وحسبي
أنني فيك موغلٌ في مصيري
أتعافى أيّان أعشق ظلي
في حناناكِ رغم أنف الهجير
وأعري ضفائر الأمس صبًّا
في جبال الأوراس عبر الأثير..!!
فأراكِ الهوى.. وحسبي فخارٌ
أنني واثقٌ بأنْ لا تجوري ..!!
جمعتنا حرارة الشوق جهرًا
واختلجنا في لهفةٍ وحبور
وغرقنا في اللازورد وعشنا
دون لغوٍ في واحة التنوير..!!
كنتِ حقًّا كونًا.. وكنتُ جديراً
لا أبالي باللفّ والتدوير
فأنا فيك دائمًا أتجلّى
دون قيدٍ.. وأرتوي من غديري ..!!
أمَّ أوفى.. حبيبتي.. يا سعادي
أبرق الشوق في ضحى تكبيري..!!
يتجلّى الأوراس فينا.. فنمضي
لفلسطين في زنادٍ قدير
ونوافي الزوراء برًّا.. وبحرًا
والنشامى.. وماجدات النسور
ونُصفي معاول الليل.. إنا
في الفيافي بنادقُ التحرير
فعلى طلعة النضال قرأنا
ما تجلى من أمسنا المستنير..!!
لا تخافي الردى.. ونؤمن حقًّا
بالغد الحرّ.. وانبعاث الجذور
ونعرِّي على سنابكِ حيفا
كلَّ لصٍّ.. وتاجرٍ.. وأجير..!!
أمَّ أوفى.. "سعاد".. وصْلك أضحى
في مرايا (الأوراس) نهرَ عبير
عايشَتْنا أرض الجزائر.. إنَّا
في رُباها كأنَّنا في (سعير)..!!
لعلنا نكون قد وفقنا في هذا الطرح وإلقاء جانب من الضوء علي شخصية ابن "الشاطئ " اسماعيل شتات الشاعر الرحالة المناضل الذي كلف بحب الوطن عبر مسيرة الكفاح يجاهد بكلمته يزرع حب الأوطان والنضال في وجدان وضمير الشباب العربي في كل مكان ، ومع خفقات قلب ينتظر حنين العودة و تحرير الأرض المقدسة ،
و ستبقي ذكراه تفوح شذاها مع الأفق كلما ذكرت القضية الفلسطينية بين المحافل وذُكر شعراء المقاومة و النازحين ومعسكرات اللاجئين دائما
//
مع الوعد بلقاء متجدد
//
لـــــــ تغريدة الشعر العربي أن شاء الله
"ابن الشاطئ" الشاعر الرحالة ..المناضل بقلم عبد المعطي مبارك
تاريخ النشر : 2017-02-04