رسالة إلى الوالي أبو بكر البغدادي بقلم:يوسف رشيد حسين الزهيري
تاريخ النشر : 2017-02-03
رسالة إلى الوالي أبو بكر البغدادي
بقلم: الكاتب يوسف رشيد حسين الزهيري

الحمد لله رب الأرض ورب السموات ، خلق الكون كما شاء  وخلق آدم من طين  وعلمه الأسماء.،وسجدت له ملائكة الارض والسماء،وحذره من الشيطان ألد الأعداء، ثم أنفذ فيه ما سبق به القضاء، فأهبطه إلى دار  الفتن والابتلاء...
وجعل الدنيا لذريته دار عمل  لينال في الاخرة  الجزاء، وتجلت رحمته بهم فتوالت الرسل والأنبياء...
ثم ختمت الرسالات بالشريعة الغراء…  بالاسلام دينا وبمحمدا خير الرسل والأنبياء ، ونزل القرآن لما في الصدور شفاء، فأضاءت به قلوب الناس  الأتقياء …بسم الله  الهادي لآياته الذي حقت  على الناس كلماته ،وتجلت صفات قدراته  وبسط نفوذ عرشه وسلطاته  ،بسم الله خالق الانس والجان ،علم الإنسان البيان وانزل من لدن رحمته القران  الناطق بقوة الايمان

(قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ۖ وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ

إلى الوالي ابو بكر البغدادي

إنه من الحشد المقدس جند الله الأخيار

وإنه بسم الله الواحد القهار ، صدق وعده، وأعز جنده  ،ونصر عبده وهادم  ملك الجبابره وحده

أما بعد:

ولا تعلوا علينا واستسلم انت وجنودك المرتزقة الضالين،  والا فانت هالك كما هلك اسلافك السابقون من الولاة  والطغاة الظالمين الذين انحرفوا عن مسار الدين والأخلاق وأصبحوا في  قعر جهنم  خالدين، وتذكر قوله تعالى( وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب سينقلبون)  فعسى  أن يستقر في قلبك خوف من الله، من خلال معجزات  اياته  وعظمته في حكمة و بلائه، ولابد من أن يستقر في نفسك حب لله من خلال نعمته  وفيض حسناته ولابد من أن يستقر في قلبك تعظيم لله من خلال أنبيائه ورسله وكتابه..

فالله  سبحانه وتعالى انعم علينا بنعمة الاسلام  لنتخذ طريق الحق والهداية   ووهبنا  نعمة العقل و جعل العقل حرا ليبدع العقل الانساني  ويفكرمن اجل خدمة الاسلام و البشرية ،الله ،وهبنا نعمة الحرية، لكي نحرر انفسنا ومجتمعاتنا من براثن الشرك والظلم والعبودية،  الله اخرجنا من الظلمات الى النور لنبصر  الحقيقة ويتبين لنا الرشد من الغي ،الله وضع لنا اسس ودستور وقوانين لضمان خدمة الشعوب وتقدم البشرية والتعايش السلمي في المجتمعات بين سائر البشر ،وفق القوانين الإلهية العادلة لتحقيق العدل والسلم  والمساواة، وامرنا ان نأمر بالمعروف وننهى عن الفحشاء والمنكر  وان ندعوا للحق والفضيلة  والإصلاح للناس ،أما انت يا جناب الوالي : فقد اتخذت من  طريق الشيطان مسلكا .ومن غواية الناس  لطرق الحرام منهجا، ومن اتخذ طريق الشيطان فقد ضل ضلالا كبيرا وارتكب اثما عظيما فأذهب انت وشياطينك فانت من الغاوين
بأسم الاسلام تحكم  كذبا ونفاقا وتزويغا  بطرق هدامة،بأسم الاسلام  سميت خلافة دولتك  عارية الامن والسلامة ،والاسلام من أفعالكم براء  الى يوم القيامة ...
مات الآلاف من الناس من جراء حروبك  وغزواتك الهمجية ،وتهجرت الالاف من العوائل الآمنة جراء مغامراتك التوسعية  وسبيت النساء وقتلت الشيوخ والأطفال في وضح النهار وانت توعد جندك  بملذات الدنيا بالنساء وخمور تملئ الأنهار،  دولة خلافتك المزعومة أرهقتها  استباحة  الدماء وهتك اعراض النساء وبدأت تتقيأ من رائحة الموتى  من المفخخات وتعليق الجثث على اعمدة الطرقات .اروقة خلافتك المزعومة  تعج بالضجيج وعويل الثكالى في كل صباح.  وحراس قصرك  الاسود  غارقون بملذات الخمر وجهاد النكاح ، فيا لك من عبدا ضال اسير العمالة  والتطرف  والضلالة  تعيش ايام خلافة تعيسة  اعمدتها حبال الشيطان الجديد  اميركا الشريرة والتي اثبتت للعالم عن وجهها القبيح و ادواتها الشريرة الخطيرة  فأن كنت تعلم  بانك تخدم اميركا والصهيونية  ومشاريعها التوسعية ضد الإسلام فتلك مصيبة  يا جناب الوالي وان كنت لا تعلم فالمصيبة اعظم . وانت تسير في الطريق المظلم لانك لوثت براية اسلامك المزعومة ثوب المسلم، ذاك الثوب الطاهر  العفيف   وجردت الإسلام  العظيم من كل مبادئه وقيمه السمحاء  وصادرت بقوانينك الجائرة  هوية الاسلام الحقيقية وافراغها من محتواها بالعدل والمساواة واحترام  الشعوب واديانها

دولة خلافتك رمزا من رموز الظلم و التطرف الديني، نفخت في جذوته، ووفرت له حاضنة قوت شوكته ولملمت شتاته فكبر واستشرى بمدد لا ينقطع من أنصار الفكر المتطرف فازداد توحشا وعدوانية وصار ظاهرة كبيرة يصعب احتواؤها والسيطرة عليها. فكانت عهد خلافتك  المزعومة  رمزا من رموز الظلم والفساد والتطرف
دول العالم ايها الوالي  تفتخر بتاريخها وتراثها وحضارتها اما دولة خلافتك بماذا تفخر واي مجدا حققته دولة خلافتك الزائلة ملكها قريبا ؟ انت  تحاول ان تصنع مجدا وتؤسس حضارة فوق حضارات وتأريخ الشعوب العريقة لتهيمن وتبسط سيطرتك وقوتك الهمجية  ذات العقلية المتطرفة  التوسعية بادوات القتل ومعاول الهدم الشيطانية  
وبسبب دورك المشؤوم في الاستبداد والعنجهية  وكراهيتك للشعوب تفتت امم وتقاتلت امم وذهب الاف البشر الى القبور
فمن ينقذك اليوم  وينقذ بقابا ملكك من غضب الرب وجيشه   وانت قد امتهنت كل قيم ورسالات السماء السمحاء ؟
من ينقذك اليوم من عارك وادعائاتك حول الاسلام؟
وانت تدمر الشعوب بأسم شعاراتك الوهمية!
حقوق الانسان ومنظماتك  الارهابية لا تستر وجهك القبيح أمام  كل فتوى بلا حق تطلقها  تجاه مجازر الزمر الارهابية  التي تفننت بقتل الناس بشتى الاساليب الوحشية ، وعورتك المكشوفة امام  دهاليزك السرية الإرهابية
انت جريمة  اغتصاب ولدت جريمة ..وجريمة ولدت جريمة..وتوالت الجرائم  احزمة ناسفة، سيارات مفخخات ، تصدير انتحاريين  ،مخططات عنصرية لإبادة البشرية  في كل بقعة  من بقاع ارض المسلمين ،.صفحتك التاريخية سوداء في جرائمك الوحشية في العراق وسوريا  لا تغتفر.و عارها على جبينك الاسود. في كل تصرفاتك وسلوكياتك الا اخلاقية  ومغامراتك  الشيطانية،  انت عمامة  رجل الدين الضال تحفرت من الجرائم فوق الرأس و وافتاءات  من الكذب و العنجهية .وجيب مملوء من سرقاتكم اللصوصية، وسروال ممزق من الفساد والزنا والوحشية …

من سينقذك اليوم وينقذ خلافتك الزائلة  من غضب الرب ؟  ومن سينقذك اليوم من جيش الرب وهو قادم اليوم  بمحاصرتك من كل جانب بعد ان تداعت اركان خلافتك  وتلاشت اوهام الخائبين، وهب عليها الناس غاضبين  للانقضاض على جرذان ما تبقى من جيشك المهزوم
هزائمك النكراء في مدن العراق الحقت بجيشك الظلامي  العار والخذلان في وضح النهار وكشفت قدرات جيشك الجبان الهارب في انفاق الخوف  والخسران ،نهايتك محتومة ، وايامك معدودة ،  وعهد ولايتك المزعومة مدحورة ، ملكك منهار  والملك لله الواحد القهار