بطاطا محروقه - بقلم م . نواف الحاج علي
تاريخ النشر : 2017-01-31
بطاطا محروقه - بقلم م . نواف الحاج علي


جلس ينتظر زوجته والى جانبه ابنهم الصغير – لقد تأخرت في العوده على غير عادتها فقد اعتادوا على تناول الغذاء عند الثانية بعد الظهر مباشرة حيث سيعود الزوج الى عمله بعدها ---
جاءت مسرعة واتجهت مباشرة الى الثلاجه بعد أن أدت تحية السلام واعتذرت عن التاخير حيث كان هناك اجتماع للمدرسين مع أحد المفتشين والذي باغتهم بزيارته -- ثم أخرجت صينية البطاطا والتي كانت قد جهزتها ليلة أمس للغداء ووضعتها مباشرة في جوف فرن الغاز وذهبت الى غرفتها لقضاء بعض شؤونها من تغيير الملابس وغيرعا ---
لعلها قد تأخرت في اخراج صينية البطاطا من فرن الغاز فاحترقت جوانب الطعام وبالأخص البطاطا --- حضرت المائده واستدعت الزوج والابن لتناول الطعام واعتذرت عن حرق البطاطا جزئيا ---
أجاب الزوج : وهل تعلمين أني أحب البطاطا المحروقه وقد نسيت أن اخبرك أن تجعليها تستوي زياده ؟؟؟
انه حقا طعام لذيذ خاصة اذا مزج بعضه مع بعض --- انفرجت أساريرها وارتاحت واخذوا يتداولون الاحاديث ---
لما أكملوا الطعام توجهت للمطبخ لجلي الأطباق وجلس الزوج مع الابن في الصاله لياخذ قسطا من الراحة قبل الرجوع لعمله ، واخذ يناقش الطفل في مواضيع الدراسه .
سأل الطفل والده بكل براءه – هل صحيح يا والدي انك تحب البطاطا المحروقه ؟؟
اجاب الاب – يا بني لقد جاءت امك مرهقه من العمل ، واذا لم نقدر ظروف بعضنا البعض فكيف تستقيم الحياه !! – يا بني ان بعض قطع من البطاطا المحروقه جزئيا لن تسبب لي الضرر ، واذا لم نظهر لبعضنا المودة والتسامح ونتغافل عن الهفوات ونستوعب المتناقضات فان الحياة تصبح ثقيلة --- لا بد ان نهيئ الجو المريح والدافئ من أجل حياة كريمة دائمه – ان الكمال لله وحده ولسنا ملائكه كل منا لديه عيوبه وأخطاءه ولكن التسامح وتقبل الآخر يسهل مجرى الحياة – لاينبغي أن ندقق في كل صغيرة وكبيره وان رأيت في أمك عيبا فاني أرى فيها حسنات كثيره –
هل فهمت الآن يا بني لم أكلت البطاطا المحروقه !!؟؟