البقبق !!- ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2017-01-20
البقبق !!- ميسون كحيل


البقبق !!

لا تخافوا فاليوم يوم عادي كباقي الأيام؛ وطرطشة المياه ما هي إلا تعبيرا عن بقبقة كفقاقيع تخرج من المياه وتذهب سريعا دون إحداث أي تاثيرات، وهذا الذي سيتولى اليوم رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية جزء من هذه البقبقة بعد أن كثر كلامه في أمور لا يستوعب معانيها أو مدلولاتها أو تأثيراتها، وهو شخص مبقبق بالأصل بسبب لا غير له من ثروة ساهمت كي يعرفه الناس من خلالها! لا تخافوا ترامب؛ لأنه لا يعلم ولا يفهم ماذا يقول. كذلك لا تفرطوا بالتشاؤم كما فعلتم مع سلفه عندما أفرطتم بالتفاؤل وشعرتم أنه الافريقي المسلم الأسود الذي سيحقق الكثير من أمانيكم بعد أن جلب مع حكمه خريفا عربيا سقطت فيه أوراق العروبة؛ حيث تميزت بالتعري وظهرت من خلالها هياكلها الضعيفة ! لا تخافوا ترامب فقد ينعكس الأمر ويحل التفاؤل مكان التشاؤم في زمن البقبق وسريعا ستظهر ملامح عهد سياسي جديد سيعمل على تثبيت الرؤية الجديدة للولايات المتحدة الأمريكية للخروج من مستنقع الشرق الأوسط ! قد يكون الرأي هنا غريب لدى الكثيرين لكنها الحقيقة السياسية والعسكرية المستقبلية للولايات المتحدة الأمريكية التي قررت منذ فترة تغيير سياستها في الشرق الأوسط من خلال عدم رغبتها في المشاركة السياسية والعسكرية على الأرض حيث انسحبت خطوات إلى الخلف للتأثير فقط دون تثبيت أقدامها ولفرض تكتيك سياسي عنوانه الإستعانة بالآخر !
أجد أن التوجه الأمريكي القادم سيعتمد على كثير من المواقف؛ فمن جهة هناك بوادر تنسيق أمريكي روسي لفرض بعض التغييرات السياسية في الشرق الأوسط لكن هذه التغييرات لا يمكن أن تكون إيجابية ولصالح العرب في حال استمرت الدول العربية في قانون التآمر على بعضهم البعض وهو أمر مكشوف وواضح ألم تقصف طائرات عربية ليبيا ؟ ألم تساهم دول عربية في حرب سوريا؟ أليس واضحا الدور التي قامت به بعض الدول العربية في الأحداث التي طالت مصر؟ ألا يمكن لو كان العرب صادقين من إنهاء حالة الإنقسام الفلسطيني ؟ ألم يكن لبعض الدول العربية فضل كبير في إستمرار هذا الإنقسام ؟ إذن فإن الخوف او الحيطة يجب ان تكون موجهة ليس نحو ترامب بل نحو عروبتنا ودورهم القومي والعربي الذي تلاشى لأنهم مجرد حلم سابق لا مستقبل له ! وعلى المستوى الفلسطيني فدعوني أن اقول لكم شيئا هاما وأتمنى أن أكون مخطئة وهو أن الشعب بمعظمه لم يعد يفكر في وطن وحرية وديمقراطية ! بل بلقمة العيش وابعد من ذلك من الإحتياجات والحاجات الشخصية وهو ما حذرنا منه سابقا ! لقد وصل بنا الأمر إلى أن يبدأ الناس بفقدان الأمل ولو بـــ بقبق حياة ! فالشاب يريد منزلا والفتاة تنتظر عريسا والمسؤول يطمح بزيادة أرقامه في الحسابات والمناضل الوهمي يتمنى نضالاً طويلاً لا ينتهي !!!

كاتم الصوت:يقال أن هناك حكومة وحدة وطنية عالطريق، والبعض يتوقع عودة حليمة؛ فالحواجز ستتكاثر وسيخلق تجار الوطن حواجز أخرى وعسى أن يخطئ هذا البعض وهم كثر!

كلام في سرك:قطاع غزة سيبقى على حاله ولن يعود الوطن وحدة جغرافية واحدة لفترة طويلة وقد تطول أكثر فهل أسمع من أحد رأي آخر !؟

تنويه... نحن في الشوط الأخير من الحياة النضالية .