اُنْظُرُوا إلى أنفسكم أولاً! - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2017-01-17
اُنْظُرُوا إلى أنفسكم أولاً! - ميسون كحيل


اُنْظُرُوا إلى أنفسكم أولاً!

أستغرب أن الكثير من الفلسطينيين أصابهم حالة استغراب مدهشة من نتائج مؤتمر باريس وقراراته، حيث انهم لم يتوقعوا بأن النتائج لا ترقى إلى مستوى آمالهم وآمانيهم؛ وكأن منهم مَن كان يتوقع بأن هذا المؤتمر سيحقق الكثير من تطلعاتهم وسيؤسس لمرحلة إيجابية في مسيرة القضية الفلسطينية ! كيف يحدث هذا ؟ وكيف يمكن أن يفكرفلسطيني واحد بهذه الطريقة ؟ لا أفهم ! خاصة وأن الفلسطينيين قد مروا بتجارب كثيرة ومر في حياتهم الكثير من المؤتمرات الدولية؛ لكنهم قد لا يعلمون ولا يتعلمون !
إن الحسنة الوحيدة في مؤتمر باريس أن إسم فلسطين احتل قائمة إهتمام بعض الدول بينما لم يهتم بها اصحابها! كيف هذا ؟ إن ما يحدث على أرض الوطن لا يمكن أن يكون في العرف الوطني أمرا إيجابيا؛ فالصراع بين الشعب الواحد بلغ حدا لا يعقل ولا يوصف بالقبول والرضى حتى في قضية الكهرباء وحاجة أهل غزة لها اختلف الأخوة الأعداء حول حقيقتها، رغم أن الشعب الفلسطيني يمتاز بصفة فريدة من نوعها ولا يمكن أن ينافسه أحد عليها، وأقصد الذكاء فلا يمكن أن تنطلي عليه حواديت وحكايات مفبركة ومصطنعة، ويعلم جيدا مكمن الخلل! في صلب الموضوع فإن مؤتمر باريس معروف من عنوانه، والعنوان كان واضحا غياب الرئاسة الأمريكية الجديدة ،وهروب الحكومة الإسرائيلية ،وعدم التواجد فلسطينيا وهي عناوين واضحة ظاهرة منذ قبل إنعقاد المؤتمر؛ ما يدل أن المؤتمر لن يحقق الحد الأدنى من الرؤية الفلسطينية؛ ولكن القيادة كعادتها تريد أن تؤكد من خلال دبلوماسيتها أن الطرف الفلسطيني يستطيع اتخاذ قراره بنفسه والتعاون مع المجتمع الدولي ومع السلام في المنطقة دون تعطيل أو مطالبات خارجة عن المألوف . وما يعيب الفلسطينيون أنهم ينظرون أبعد من مستوى النظر الدولي ولديهم القدرة على معرفة الصواب من الخطأ واللازم وغير اللازم لكنهم يتمتعون بخلل كبير جدا وهو عدم قدرتهم على النظر إلى أنفسهم ! ماذا يعنى هذا؟ إنه يعني  قوله جل وعلا : "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما في أنفسهم "؛ فكيف ينظر الفلسطينيون إلى مؤتمر لبعض الدول ؟ وماذا ينتظرون منهم ؟ إذا كانوا هم أصلا لا ينظرون على ما في أنفسهم من ضياع وإختلاف وخلاف وعدم التوحد خلف راية الوطن الواحدة، وكل من الأطراف الفلسطينية تعمل وتقول ما يرونه مصلحة لأنفسهم المصلحة الخاصة الضيقة والحزبية المقيتة وسبل إنتصار راية حزبهم!؟
قبل أن ينتظر هؤلاء ومَن يسير خلفهم وخلف راية حزبهم  أن ينصفهم العالم ويدافع عنهم ويطالب بتوحد موقفهم ورايتهم ويستخرج الحجج والمبررات التي تصر على أن الفلسطينيين منقسمين على أنفسهم ويطالبون كذبا وتزويرا بضرورة إتحادهم وتوافقهم ! عليهم أن يفكروا ألف مرة  -أي الفلسطينيون- ما الذي يجب فعله، وما المطلوب منهم؛ فإذا كانوا يوزعون ويكيلون التهم ضد بعضهم البعض في أسباب تردي الوضع الفلسطيني السياسي والإجتماعي والإداري فكيف ينظر لهم الآخرين من شعوب ودول العالم، أليس من المنطق أن ينظر الفلسطينيون لأنفسهم أولا وأن يتأملوا خيرا في بعضهم البعض قبل أن تصيبهم حالات من اليأس والإحباط جراء نتائج مؤتمر باريس أو غيره من المؤتمرات؟

كاتم الصوت:ترامب شخص ضعيف لا نحتاج إلا لموقف فلسطيني وعربي قوي قبل أن نتأمل موقفا دوليا حينها سنجد مخرجا!

كلام في سرك:اجتماع لبنان بالون هواء! ومؤتمر باريس كان بلا هواء ! وفي لقاءات موسكو قد لا تقبل روسيا الفشل فهل حاول أولي الأمر التحلي بإيمان الله والوطن ولو قليلا ؟

ملاحظة:لا يتحمل بوتين روسيا دماء احد! لولا روسيا بوتين لرأينا داعش داعمة لمطلب إقامة الدولة اليهودية ! ولرأينا سوريا في دمشق وحدها!