رياض المالكي صقر الدبلوماسية الفلسطينية بقلم مؤمن أبو جامع
تاريخ النشر : 2017-01-05
رياض المالكي صقر الدبلوماسية الفلسطينية بقلم مؤمن أبو جامع


رياض المالكي صقر الدبلوماسية الفلسطينية      

بقلم مؤمن أبو جامع.

نماذج ناصعة امتزجت مسيرتها في الحقل الدبلوماسي بالحنكة في التفاوض والعلاقات الدولية والتعاون الدولي، فأضْفَت على مهامها الدبلوماسية رونقًا فريداً, وكان لها صولات وجولات في ساحات العمل السياسي والدبلوماسي تجّلى آخره في مجلس الأمن. لأجله تُرفع القُبّعة ويستحق تحية علَم فلسطين. إنه الدكتور رياض المالكي وزير خارجية فلسطين الحالي.

وُلد المالكي في مدينة طولكرم عام 1955, ونشأ وترعرع فيها, وتزوج ولديه ثلاثة أولاد, وأكمل دراسته العليا في الهندسة في الولايات المتحدة الأمريكية.

الوزير رياض المالكي, الذي يشغل قيادة وزارة الخارجية الفلسطينية منذ العام 2007 وعمل وزيراً للإعلام, وناطقاً بإسم الحكومة الفلسطينية منذ ذلك العام  وحتى 2009. تم تجديد تعيينه في ذات المنصب في مايو 2009, ثم تم تجديد الثقة للمرة الثالثة في مايو 2012, ومازال يقود هذا الموقع بكل جدارة واقتدار لغاية هذا التاريخ. 

عمل كوزيراً للعدل في الفترة يونيو 2007 وحتى أغسطس 2007, كما عمِل مديراً عاماً ومؤسساً لمركز بانوراما للديمقراطية وتنمية المجتمع في فلسطين في الفترة 1991 وحتى يونيو 2007.

عمل كمحاضرٍ جامعي لأكثر من خمسة عشر عاماً (1981- 1996) في جامعة بيرزيت, وشارك كأستاذ زائر في العديد من الجامعات الأوروبية, وكان عضواً في لجنة الإشراف عن بيت الشرق في القدس, وبرز ناشطاً في دبلوماسية المسار الثاني ومنسق البرنامج العربي للترويج للديمقراطية والتنمية. 

وعمل المالكي عضواً لِلَّجنة الإشراف في الحركة العالمية للديمقراطية، بالإضافة لكونه عضو مجلس مؤتمرات "باجواش للعلوم والشؤون العالمية"، والمجلس حاصل على جائزة نوبل للسلام في عام 1995، وعضو في مؤسسات ومنظمات وشبكات إقليمية ودولية.

حصل المالكي على جائزة السلام الأوروبية عام 2000 في كوبنهاجن,  كما مُنح جائزة الشجاعة الديمقراطية في جنوب أفريقيا عام 2004، وجائزة السلام الإيطالية- مقاطعة لومباردي عام 2005.

وكان كاتباً لمقالٍ أسبوعي في جريدة الأيام في فلسطين لسنوات, بالإضافة لكونه مؤلف للعديد من الأبواب في الكثير من الكتب.

على مدار تسع سنوات قضاها ومازال في أعلى الهرم الدبلوماسي الفلسطيني, استطاع المالكي تحقيق عدّة مكاسب سياسية, بالتعاون مع الرئاسة الفلسطينية, المزيد من الاعترافات العالمية حصلت عليها فلسطين كدولة ذات سيادة, كما ارتفع منحنى التمثيل الدبلوماسي لفلسطين, وأُقيمت العلاقات الدولية المتينة, وارتفع مستوى التعاون الدولي. فتم عقد عشرات الاتفاقيات والبرامج التعاونية مع عديد الدول وفي مجالاتِ مختلفة, كل ذلك في فترة وجود المالكي كوزير للخارجية, والذي لا يغيب يوم عن وزارة الخارجية في رام الله إلا ويكون هناك زائراً رفيعاً سواءً سفراء أو مبعوثين دبلوماسيين, يعقدون اتفاقات تعاونية, ولقاءات مهمة الهدف منها تدويل معاناة أبناء شعبنا وزيادة حضور القضية الفلسطينية على موائد النقاشات الاقليمية والعالمية.

وكانت جهود وزارة الخارجية الفلسطينية بقيادة المالكي قوية رداً على الجمود في عملية السلام وسياسات "إسرائيل" القهرية، من خلال  "ديبلوماسية التدويل"، أي العضوية في المنظمات الدولية أو تحصيل الاعتراف بفلسطين، أو مقاضاة إسرائيل، ومن بين أحدث الاعترافات لفلسطين كان من الفاتيكان اعترافاً رسمياً بالدولة الفلسطينية مطلع العام، ثم كسبت انتصاراً ديبلوماسياً مهماً على إسرائيل في «منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة» (يونيسكو) عندما تم اعتماد مشروعيْ قرارين ينفيان صلة اليهود بالحرم القدسي وحائط البراق، واللذين تُطلق عليهما "إسرائيل"  جبل الهيكل وحائط المبكى. 

إن قرار مجلس الأمن الأخير المعنون "2334", كان نتيجةً للتراكمات النضالية على المستوى السياسي والدبلوماسي الدولي الذي يقوده المالكي وكل طواقم العمل التي تعمل في ضوء توجيه الوزير وإدارته, التي تحظى بثقة سيادة الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

لقد عمِد الوزير المالكي مؤخراً على الدراسة بكل جدّية لخطوات على المستوى الدولي, تلي قرار مجلس الأمن الأخير, ولكن احترازاً لمساعي إسرائيل, عكف المالكي على هذا التخطيط  بعيداً عن أي تصريح, ليكون في آخر المطاف إجراء يُربك إسرائيل ويحقق النصر الدبلوماسي كما هو مطلوب, ويُشكّل ذلك في حينه صفعةً سياسيةً في وجه الحكومة الإسرائيلية.

لقد وظّف المالكي خبرته في الهندسة, في عمله الدبلوماسي, فهو يعمل بروح المهندس وعقل الدبلوماسي, فأنتج هندسةً دبلوماسية يُمكنها أن تُشكّل مرجِعاً للسياسيين والدبلوماسيين, فطريقة تفكيره وخطواته يستحقان التأمل والدراسة.