مسكينة ! - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2017-01-04
مسكينة ! - ميسون كحيل


مسكينة !

لم أعد قادرة على تحمل الكلام القبيح ولا حتى المليح ولا الحديث بالإنابة ولا عن مَن أثارت فضوله كل مبادرة يعلن عنها أحدا ما لينظر في فحواها وإبداء الرأي فيها والإصرار على التمسك أثناء هذا الرأي والفضول بمناصب الأخرين التي ذهبت أدراج الرياح ! فهل لكل شيء حقا ثمن ولكل قلم فعلا سعر !؟ وقد يسأل سائل هل أنا غاضبة؟ نعم غاضبة فلم أملك قدرة على الصمت عندما أرى أو أسمع مَن يتحدث بلغة الحريص والحديث يخفي ما وراءه ما يخفي ! أو حديث لآخر بلغة الأمجاد والتاريخ والماضي بعد أن احتل مكانه آخر أكفأ وأقدر منه معترضا شامتا وكأن المكان مكتوب بإسمه ! ففي زمن حدوث المشاكل والخلافات كان الوالي يقرر تشكيل لجنة للبحث والتحري وهو تكتيك لوضع هذه المشاكل والخلافات في خلاط اللجنة لفترة بسيطة تذوب معها هذه المشاكل وينساها الجميع ! في زماننا هذا انتهت اللجان لتحتل مكانها المبادرات ! فكل يوم نسمع بمبادرة مرة من هنا ومرة من هناك على عكس اللجان فأصحاب المبادرات هدفهم الرغبة في إحياء أنفسهم من خلال هذه المبادرات ! وإذا تمكن القارىء أو المستمع لها من إعداد الكشوف المدون بها الأسماء النادرة المؤيدة لهذه المبادرات فإنه حتما سيصل إلى نتيجة واضحة ستؤكد له نوعية هذه المبادرات وأهدافها من خلال الأسماء المؤيدة لها فمنهم لديه مشروع تصفية حسابات ومنهم مَن يؤمن بشعار فرق تسد ومنهم مَن يريد بث السوس في غريمه التقليدي ومنافسه في الساحة ومنهم وهو الأهم القابض على المنفعة ! فمسكينة فتح لأن هناك مَن يذكر عليها تاريخه ونضاله والدور الذي قام به وكأنه يفعل ذلك لأجلها وعليه تحميلها الجميل! مسكينة فتح لأنها حاولت الإحتفاظ بأبنائها العاقون فخرجوا للتشهير بها أكثر! مسكينة فتح لأنها اصبحت المكان الوحيد الذي يفرغ كل طرف شحناته السالبة فيها وعليها أن تتحمل البعيد قبل القريب والقريب إذا ابتعد !! فلا خير في القول إلا مع العمل ومَن يطالب الأخرين تغيير أنفسهم عليه أن يعمل أولا لتغيير نفسه فالنقاش في مبادرات مكررة كمن يناقش جاهلا خاصة وأن الحق ظاهر كالشمس يتلاعب به المبادرون ولا يراه عديمي البصيرة والفوضويين في مبادرات ليست سوى مضيعة للوقت بين التهاون والغفلة وإحتلال الأماكن المرغوبة وإقتناص الفرص الشخصية . لسنا بحاجة إلى مبادرات بالقدر الذي نشعر به بأننا بحاجة إلى التفكير بما يعاني منه كثير من الناس بسبب طموح انسان بلا ضمير أو حزب يحصن نفسه على حساب الوطن وأشخاص همومهم فقط بصيد الفوائد .! أوقفوا مبادراتكم فالشعب لا يريد إلا مبادرة واحدة هي مبادرة تصفية القلوب والضمائر.

كاتم الصوت...: المبادرات ليست سوى مسائل هامشية وخاصة إذا كانت من المعزولين والخارجين عن ومن هيكلة منظمة التحريرالفلسطينية ! 

كلام في سرك...: قيادات فلسطينية تتنقل بطائرات خاصة !؟ وشعب فلسطيني يعاني المّر و يعيش على كهرباء بالتقسيط ! 

أسرار ...: في الوطن أصبح كل شيء له ثمن " القلم و السفر"..." الضمير والولاء"... "البيع والشراء" و أخيرا وليس اخر " فكرة بعض من فتح في الإنتماء " ... والله من وراء القصد.