بموضوعية ملتزمة بوحدة الهدف والمصير بقلم:د. ياسر أبو حامد
تاريخ النشر : 2016-12-26
بموضوعية ملتزمة بوحدة الهدف والمصير بقلم:د. ياسر أبو حامد


بموضوعية ملتزمة بوحدة الهدف والمصير

د. ياسر أبو حامد

جامعة الاستقلال

إن التشكيك في عمق العلاقة التي تربط شعبنا الفلسطيني مع الأشقاء في جمهورية مصر العربية شعبا وأرضا وإنسانا وهوية ليس في مكانه فعليهم التريث وقراءة صفحات التاريخ المليء بالتضحيات الجسام التي قدمتها مصر العروبة والإنسان بدقة وإمعان، فمنذ بداية تجليات المشروع الإمبريالي في المنطقة العربية واستهداف فلسطين في محاولة سلخها عن بعديها القومي والديني ومصر تقف موقف الثابت في الدفاع عن القضية الفلسطينية، لا بل خاضت حروبا من أجل فلسطين وشعبها وقدمت آلاف الشهداء من أبناء القوات المسحلة المصرية الباسلة من أجل فلسطين، بدءا في معركة العدوان الثلاثي عام 1956، وحرب حزيران عام 1967. وفيهما لم ننسى الرئيس الخالد جمال عبد الناصر الذي أرسى تجليات العروبة في فكر أبنائها، كما سطرت جمهورية مصر العربية آيات من الانتصار في التاريخ المعاصر على إسرائيل عام 1973 في معركة البطولة والفداء (اكتوبر المجيد) فضلا عن وقوفها العنيد في دعم ثوابت شعبنا الفلسطيني في مسعاه للتحرر من الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، فضلا عن تقديم جمهورية مصر العربية دعما منقطع النظير لقطاع التعليم العالي الذي يعد ركنا أساسيا من أركان الصمود لأبناء فلسطين فما زالت مصر منذ عهد الرئيس جمال عبد الناصر إلى يومنا هذا تعامل الطلبة الفلسطينيين معاملة استثنائية من حيث التحصل على الدرجات العلمية المختلفة، وهذا موقف مشهود لمصر في دعم قطاع التعليم العالي الفلسطيني الذي يواجه سياسات شتى من قبل الاحتلال الإسرائيلي الهادفة إلى تدميره كون الأخيرة تعي أن العلم والتحصل عليه يعد دعامة أساسية للصمود والبقاء على أرض فلسطين.

فما حدث في تداعيات وكواليس صدور قرار إدانة ووقف الاستيطان الإسرائيلي عن مجلس الأمن الدولي لا يمس عمق العلاقة الاستراتيجية الثابتة التي تربط شعبنا الفلسطيني مع الشقيقة مصر العروبة، وإن كان هناك سوء تقدير لموقف سياسي من الضرورة بمكان أن لا يترك اثرا سلبيا على عمق العلاقة الاستراتيجية الثابتة والعميقة بين شعبينا التي تربطهما أواصر الإخوة والانتماء ووحدة الهدف والمصير، وما هي إلا زوبعة في فنجان سوف يزيلها التآخي.