لقائي القصير مع الرئيس! - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2016-12-22
لقائي القصير مع الرئيس!  - ميسون كحيل


لقائي القصير مع الرئيس !

في اللقاء القصير الذي أجريته مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس كان لدي إصرار أن أنقل له ما يتردد بين الناس، وما يتخوفون منه وأن أعرض له رغباتهم ورغبتي لأستمع منه مباشرة.

بصدق لقد كان اللقاء مثمراً، تحدث فيه الرئيس بشكل واضح كعادته؛ لكن الوضوح هذه المرة كان ناصعاً كبياض الثلج، أشار لي في حديثه إلى ثلاث نقاط مهمة وهي: الأولى عن المفاوضات، والثانية عن المصالحة، والثالثة عن الوضع الداخلي، ثم عرج أخيراً على تقديم تفسيرات محددة عن حركة فتح التي يرأسها .

وفي حواري مع سيادته، أكد الرئيس أن مسار المفاوضات مع إسرائيل ساهم إلى حد كبير في عزلة دولية للاحتلال بسبب تعنت مواقفه وتهربه من الالتزام بما تم الاتفاق عليه، وقد ألمح سيادته إلى أن المجتمع الدولي وصل إلى قناعة بأن دولة الاحتلال تتحمل مسؤولية تعطيل عملية السلام والاتفاق على الحلول النهائية التي ستساهم في بناء عملية سلام واسعة تشمل المنطقة بأسرها.

وشدد سيادته على التزام الفلسطينيين بالمفاوضات مع نية توسيعها إلى عملية مشاورات وتفاهمات مع المجتمع الدولي يتم من خلالها التوجه إلى المؤسسات الأممية والمحكمة الدولية للضغط على دولة الاحتلال وإلا فعليهم جميعاً تحمل تداعيات تقاعسهم وتهرب دولة الاحتلال من التزاماتها فمن يضمن في حال استمرار هذا الموقف الدولي واستهتار الاحتلال بالقانون الدولي بقاء الوضع على ما هو عليه وقد يؤدي إلى الخروج عن السيطرة؛ لذلك أكد الرئيس على الذهاب إلى آخر حد يمكن أن يستغله الفلسطينيون لشرح قضيتهم العادلة بعيداً عن إجراءات منح إسرائيل مبررات وحجج لتصرفات طائشة تعيدنا إلى نقطة الصفر.

وعن المصالحة ألمح الرئيس بصورة واضحة إلى أن حركة حماس تمر في ظروف تناقضية في المواقف وتأثيرات التراجع السياسي للإخوان المسلمين في العالم ما أوقعها في مستنقع الحيرة والدهشة وفي رؤيتها للمصالحة، وكيف يجب أن تتم حيث تضع حركة حماس المصالحة في كفة وغزة في الكفة الأخرى بمعنى أنها لا تريد مصالحة إذا كان ثمنها عودة غزة إلى الشرعية الفلسطينية، وتفكر في مصالحة تمكنها من التحكم أكثر في غزة مع أمل اللقاء في الضفة أي أن عينها على الضفة! وفي رده على تصريحات خالد مشعل والتجاوب معها قال هل أعتمد ما صرح به خالد مشعل أم ما أثاره أبو مرزوق في تصريحاته!؟ فحماس تتخبط في تصريحات قياداتها ولم يعد مفهوماً لمن نستمع؟ لكننا نعرف ما الذي تريده بالضبط!

وعن الوضع الداخلي الفلسطيني بشكل عام، شدد الرئيس على أن خطوات لملمة الوضع الفلسطيني من جديد تتلخص في تشكيل حكومة وحدة وطنية لتعمل على تهيئة الأجواء لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية والانطلاق نحو ترتيب الوضع الفلسطيني بشكل كامل ووضع استراتيجية جديدة فلسطينية موحدة لمواجهة كافة الظروف التي تتعرض لها القضية الفلسطينية.

وفي إشارة للاجتماع الذي تم مؤخراً لما يسمى المجلس التشريعي قال: لم أسمع به !وللأسف الشديد فبعد سؤالي له عن رأيه في حضور بعض أعضاء حركة فتح لهذا الاجتماع لم أسمع منه إلا القليل من الكلمات التي ألمح بها إلى أنه ليس هناك أعضاء في حركة فتح، ثم استيقظت من نومي ولم يكتمل حلم لقائي مع الرئيس، وأدركت حينها أنني كنت أحلم لكن في الحقيقة وصلتني إجاباته الواضحة ولو كان حلماً!

كاتم الصوت:
الانتماءات التنظيمية ما هي إلا طريق يسلكه البعض للعبور إلى الواجهة! الواجهة هي الهدف حتى وإن تغيرت نوعية هذه الانتماءات!!

كلام في سرك: قرار من حركة فتح على الطريق يحدد فيه أسماء جديدة من النهاية والبداية والفرصة الأخيرة! 

حلم حقيقي: الرئيس محمود عباس الشخصية الوحيدة في المنطقة العربية التي يمكن للآخرين اللجوء لها عند الحاجة لترطيب أجواء ملبدة!!