صورة بالألوان.. مع هنية بقلم:توفيق الحاج‏
تاريخ النشر : 2006-04-14
صورة بالألوان.. مع هنية بقلم:توفيق الحاج‏


صورةبالألوان..مع هنية..!!‏

‏ توفيق الحاج‏

لست حمساويا..ولن أكون..!!‏

ولست فتحاويا..ولن أكون..!!‏

ولست محسوبا الان على أي فصيل مع احترامي للجميع الا على ‏فلسطينيتي..والله يشهد ‏

لقد كانت لي تجربة زواج عرفي من أحد التنظيمات قبل سنوات ولكني ‏طلقت طلاقا بائنا بينونة كبرى بعد ان شعرت بالاختناق الابداعي و ‏السياسي وكدت أموت بالسكتة الموقفية..!!‏

أقول قولي هذا لأقطع على هواة التصنيف هوايتهم وعلى مشجعي الفصائل ‏تعصبهم الاعمى خاصة وأن ماسأقوله وأنا بكامل قواي العقلية قد لايعجب ‏زيدا أو قد يثير حفيظة عمر وبالتالي ربما يقوم أحدهما أوكلاهما بقصفي ‏بتعليق خارق حارق كصواريخ لاو..!!‏

هكذا تمكنت منا ثقافة الرأي الاحادي فان أعجبني رأيك وصادف هواي ‏

جعلتك فيلسوف زمانك وفشر طه حسين والعقاد وان لم يعجب....فسنتك ‏سودا وخذ شتم ولطم الى ماشاء الله

هذه المقدمة أعلاه كان لابد منها في رأيي لتبين كم يعاني كاتب الرأي في ‏حديقة من الاشواك والالغام ..فكلمة ..مجرد كلمة قد تفسر على نحو لم ‏يخطر لك على بال وتجعلك مطلوبا ومهدرا دمك..!! أو قد تجعلك سلطان ‏زمانك تنعم برضا الدولة والهيلمان .. ورغم هذا وذاك فأني والله وبعدما ‏أقتربت قليلا من نهاية العقد السادس أخاف من العسس والعسكر كما يخاف ‏ابني من القطط ولكن لا أكتب الا ما أرى واسمع وأحس من الناس البسطاء ‏بوازع من ضمير حبانيه الله ويبدو أنه من نوعية ماغوطية حادة وعنيدة ‏‏..فماذا أفعل.؟!!قسمتي ونصيبي

المهم انني أحاول منذ أسبوع ودون جدوى الهروب من دوامة الاحداث ‏المتسارعة والمرتبة والتي تنذر بقدوم الاسوأ والاخطر

فحكومة حماس الوليدة في خانة اليك بفعل فاعل.. والمشتبه بهم كثر تقودهم ‏أمريكا وتأمرهم اسرائيل وهم على امتداد العالم كله منهم الفرنجة ومنهم ‏العرب ومنهم المسلمون ومنهم حتى بعض الفلسطينيين الذين لم يتصوروا ‏يوما انفسهم بعيدين عن السلطة..!!‏

حكومة حماس الديمقراطية..بشهادة القاصي والداني لم تأت على المقاس ‏الديمقراطي الامريكي بالمللي و لم تنجح في البورد السياسي الامريكي الذي ‏يحوي سؤالا واحدا يبدو سهلا واجابته بنعم أو لا

هل تعترف حماس باسرائيل دون قيد أو شرط..؟!!‏

وحماس في حيرة من أمرها حيث لا تنفع كل الاحجبة والادعية والرقيات ‏ولا الخطب الرنانة عند آخر الشهر وفي زمن العولمة والهيمنة

فهي ان أجابت بنعم ستخلع التنورة وتبدو عورتها وتقطع رقبتها بيدها ‏فينفض عنها مريدوها ويشمت بها معارضوها

وان أجابت بلا..فان ذلك يعني حصارا متزايدا وعجزا متواصلا عن أداء ‏ابسط مظاهر الحياة اليومية والسيادة وبالتالي فان المواطن العادي سيكون ‏مخيرا أيضا بين أن يتظاهر رافضا الحصار والجوع أو يدق رأسه في ‏أقرب حيط..!!‏

‏ ‏

بينما الفتحاويون الكباريغتسلون الان بماءالبحر من أخطائهم وخطاياهم ‏ويلبسون ملابس الاحرام و يحمدون الله على المعارضة بعد أن أخذ الحرد ‏والزعل على ضياع السلطة منهم كل مأخذ وهم يفركون أيديهم اندماجا في ‏مشاهدة فيلم الساعة ويتسائلون كيف سيخرج البطل الحمساوي من ‏مأزقه..؟!!‏

ويقولون في سرهم وهم يتابعون أخبار القصف المتبادل لتذق حماس من ‏الاحراج وهي في السلطة ما أذاقتنا اياه ايام كنا ..!!‏

ويهمسون ويهمس معهم كثيرمن الناس : أين كتائب القسام ..؟!!هل هي في ‏اجازة..؟!! فمنذ سنة لم نسمع عنها شيئا..!!‏

هل ستترك رفيقاتها كتائب الاقصى وأبو الريش وابوعلي مصطفى وسرايا ‏القدس والمقاومة الشعبية و..و..لوحدهافي الساحة.. أمام كديما المتغول ‏والذي يريد انهاء المسلسل كما كما يشتهي وقبل انتهاء ولاية بوش ؟!!‏

فأوسلو تعيش انت..‏

والتهدئة سلامة تسلمك

والطريق انسى..‏

والقرارات الدولية ..نكتة باتت تليق بالمتاحف والمقابر..!!‏

ومن ناحيةالرئيس عباس فانه لن يرضى بوقف الحال ..وسيحاول أن ‏يتحرك لانجاح برنامجه وما رسالة اسرائيل الاخيرة الا ضوءا أخضر ‏للتعامل معه دون حماس ولكنى أعتقد ان الرئيس من الذكاء الى درجة يفطن ‏فيها الى النوايا الاسرائيلية الخبيثة.‏

لقد صفقت للاعب الناشىء اسماعيل هنية وهو يحرزأكثر من هدف ملعوب ‏في مباراة محلية أمتع الحمهور وذلك عندما لعب مع الاطفال في ملعب ‏فلسطين المدمر..!! وعندما تناول مع أعضاء حكومته ساندويتشات الفلافل ‏والحمص تقشفا بدلا من الكنتاكي والمسحب الذي تعودت عليه الحكومات ‏السابقة..!! وعندما رفض الذهاب الى الرئيس في موكب قريعي معتبر ‏وفضل الذهاب في سيارة أجرة..!!وعندما رفض ترقية مشبوهةلابنه ‏الساعي في احدى الوزارات الى درجة مديرعام !!‏

لكن..‏

اللعب المحلي شىء واللعب الدولي شىء أخر ومن يريد ان يكون في ملعب ‏السياسة لاعبا دوليا فذا مثل رونالدينهو ملك برشلونة مثلا عليه ان يتكتك ‏بغض النظر عن الثوابت والشعارات الجاهزة ومن يريد أن يكتفي برضا ‏الله وجمهور الدرجة الثالثة عليه أن يكتفي فقط بمنصب داعية أو مصلح ‏اجتماعي ..!!‏

ولا يستطيع كائنا من كان ان يجمع في ظروف كهذه بين سياسة قذرة ونهج ‏رباني وهو كمن يحاول الباس رؤيا بشهوة وطهرا بنجاسة . ‏

اني في غاية الاشفاق على هنية وحكومته فالتركة ثقيلة وخزينة أبو عمار ‏فارغة والديون بالمليارات والاعداء أكثر من الهم على القلب والحكومات ‏العربية والاسلامية تعد ولاتفي خوفا من غضب أل البيت أقصد البيت ‏الابيض والمعارضةعلى ركبة ونص..!!‏

والحقيقة اني لا أستطيع مهما اجتهدت وضع تصور لسيناريوهات المرحلة ‏القادمة لأن الصورة أصبحت أشد تعقيدا وقتامة ولكن ما أنا متأكد منه ‏كتأكدي من أصابع يدي أن من سيدفع الفاتورة في نهاية الامر ليس الا نحن ‏الفلسطينيين المغضوب علينا من العجم والعرب..!!‏

والله يستر..‏

ربنا.. انا لا نسألك رد القضاء وانما نسألك اللطف فيه..‏

وسامحونا..‏