المعجزة الاقتصادية اليابانية ( 1 - 2 )بقلم: جمال المتولى جمعة
تاريخ النشر : 2016-11-18
المعجزة الاقتصادية اليابانية ( 1 - 2  )بقلم: جمال المتولى جمعة


المعجزة الاقتصادية اليابانية (1 – 2 )

اليابان تعرضت لخسائر بشرية هائلة ودمار غير محدود أثناء الحرب العالمية الثانية وكانت سببا حقيقيا لنهاية اى الدولة ولكن بالارادة والعزيمة استطاع الشعب اليابانى ان يعبر هذه المحنة برغم عدد سكانها 127مليون نسمة ومساحتها المحدودة التى تعد واحدة من أعلى البلدان كثافة في العالم، وليس فيها بترول و لا فحم ولا حتى خام الحديد، و لكنها تمتلك أثمن ثروة مستدامة الا وهي الثروة البشرية المسلحة بالمعارف. فاستطاعت ان تستثمر العنصر البشرى الذى هو عماد وركيزة التنمية والتقدم والذى ركزت عليه برامج التنمية الاقتصادية , فالشخصية اليابانية تتميز بالرغبة فى العمل حيث تم تربيتهم منذ الصغر على حب العمل فهم يقدسونه ويحترمون الوقت وهم من اكثر الناس احتراما للنظام والقوانين .فهم شعب يدين بالولاء للوطن إضافة الى التفاني والانضباط فى العمل والقدرة على الابتكارات التكنولوجية الحديثة .
فى اواخر القرن التاسع عشر أرسلت اليابان بعثة إلى مصر لتقصى أسباب نهضتها فى زمن محمد على باشا، فى الوقت الذى لم تكن اليابان عرفت القطارات فاليابان بنيت حضارتها واخذت بأسباب النجاح بالتعلم من تجارب الاخرين الناجحة واخذ الايجابيات وتجنب السلبيات. علينا ان نستفيد من منظومة التعليم اليابانى فى مصر فالتعليم هناك يعمل على تنمية مهارات الطلبة وتحفيزهم وتشجيعهم على حب العلم والقراءة منذ الصغر.
اليابان أرسلت الآف الطلاب المبتعثين سنويا الى اوروبا لتلقى العلوم العصرية والتدريب ونقل العلم الى بلادهم منهم الشاب اليابانى تاكيو اوساهيرا الذى بعثته بلاده الى المانيا للحصول على درجة الدكتوراه فى هندسة الميكانيكا وكان حلمه كيف يصنع المحرك فقرر شراء موتور من راتبه وبدأ يفكك قطع المحرك قطعةً قطعة ,ويرسم كل قطعة يفككها ويضع لها رقما ثم قام بتجميعها مرة ثانية وبدأ يتردد على ورش صهر المعادن حتى قام بتصنيع الموتور فعاد الى بلاد بعد ما حقق حلمه لينقل بلادة الى الدول المتقدمة فاستقبلة امبراطور اليابان وقال له المبعوث جئت لك باعظم هدية وهى الموتور الذى كان سببا فى نهضة اليابان لتنتقل فى خلال ثلاثة عقود من مجتمع شبه مدمر الى اكبر قوة اقتصادية فى العالم حيث أدركت انه لا تقدم ولا سيادة الا بالعلم والإنتاج .

اليابان تتقدم على مستوى العالم فى نسبة تخريج العلماء والمهندسين ( 60 ألف لكل مليون نسمة) , وينخرط نحو 800 الف ياباني فى مراكز الأبحاث والتطوير , حيث تنفق على البحث العلمي والتقني ما يزيد عن 150 مليار دولار سنويا فأصبح اسم اليابان مطبوعا فى أذهاننا لما يقدمه من اختراعات تكنولوجية متطورة

الاقتصاد اليابانى يتبوأ المركز الثالث عالميا بدخل قومى يبلغ 4,901 تريليون دولار والثاني عالميا فى معدل النمو بعد أمريكا والثالث فى العالم فى تصنيع السيارات والأولى عالميا فى صناعة الالكترونيات وثالث أفضل نظام تعليمي أساسي عالميا .

جمال المتولى جمعة
مدير أحد البنوك الوطنية بالمحلة الكبرى