الخروج الآمن ! - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2016-11-10
الخروج الآمن ! - ميسون كحيل


الخروج الآمن !

قرأت مؤخرا مقالا لكاتب سياسي و وزير سابق وهي قراءة وجدت أنها من أكثر المرات التي أجد فيها ما يستحق التوقف عند بعض نقاط هذا المقال رغم أن الكاتب حافظ على نهجه بالإستمرار في تفريغ شحنات غضبه المختلطة ما بين الشخصية والوطنية واستخدام كلمات التجريح والإنتقاد غير المألوف لشخصنة القضايا خاصة في هجومه المعلن والمبطن والمزركش على الرئيس محمود عباس الذي كان على علاقة قوية معه ذات يوم وضمن رؤية واحدة وعمل مشترك لكنها السياسية وسياسة المصالح التي غيرت كل شيء! لقد تناول الكاتب العديد من النقاط في المقال المشار إليه السياسية منها والسياسية الشخصية ولا أجد ما يستحق الرد في الأمور التي ابتعد بها الكاتب عن عقلانية الطرح في التعمق بذكر الأبناء أو الأحفاد ونشاطهم التجاري لأن مَن يريد التطرق لهذا الأمر عليه أن يتناول كل الأعمال التجارية لكل من يعتبره الكاتب (قائدا فلسطينيا) حتى لا يشعر القارىء بأن الكيل بمكيالين سمة يمتاز بها المتحدث ! وهنا تكون المهازل الحقيقية التي لا تقف عند شخصية ما أو عمل تجاري ما أو سياسة متغطرس ما سواء كان كاتبا او سياسيا أو عضوا في 17 شركة ومؤسسا لعشرات الأعمال التجارية! ومهما كان اسمه خضر أو رشيد أو أحمد ! ان ردة فعل الكاتب وهجومه المستمر على الرئيس أفقده التوازن السياسي الذي كان يتحلى به ذات يوم رغم يقيني التام بوطنيته القديمة المستمرة ورؤيته وتحليلاته التي تخرج من واقع المأساة لكن حساباته الضيقة أثرت على مواقفه وعلى كتاباته دون رقيب أو حسيب لتوجهاته وانتقاداته التي تجاوزت البعد الواقعي وتأثرت بالبعد الأخر من العلاقات الشخصية والتحالفات السياسية التي احتلت عنوان مفاده إما أن نكون أو لا أحد يكون ولغرض في نفس زيد. ولعل من من ايجابيات ومنطقية المقال أنه تناول ما كنا نقوله دائما ( انتقاد سياسة الرئيس الداخلية ) بعض منها بالطبع حتى لا تؤخذ الأمور إلى غير أماكنها فالمشهد العبري ليس مثالا لنا لكن لا بد أن نعترف بأننا نفتقد لجزء كبير من ديمقراطية هذا المشهد لأنه مبني على مصلحة الوطن! على عكس فئة في مكونات الشعب الفلسطيني التي لا تعرف الديمقراطية إلا في ما يعود عليها بالنفع الشخصي !

بالتأكيد هناك أخطاء ومحسوبيات وأفضلية وقد سمعت عنها كثيرا وهناك أعمال صرف وقبض وتعيينات خارج الرقابة خاصة تلك التعيينات التي في أغلبها تكون في المدار الخارجي ( خارج الوطن ) و وفقا للهوى والرغبة ولشخصيات قد يكون مشكوك فيها وغير مسموعة وغير معروفة نضاليا إلا في مجال الحسابات ذات البعد الشخصي وبتوصيات محددة أنا أعلم ذلك وانتقدته في انتقاد سياسة الرئيس الداخلية كما عبرت عن عدم الرضى لتعيين بعض الأمنيين والعسكريين في قفزة واحدة ! وتجميد أو تحويل لكثير من القيادات والكوادر التي كان يمكنها العطاء لسنوات أخرى لكنها ذهبت ولم تعد ! واتفق تماما مع انتقاد هذه الفوضى من بيع وشراء الأراضي لليهود ولغير اليهود ! أي لأنفسهم وبأسماء متعددة من عائلاتهم الكريمة و دون حسيب أو رقيب أو مراجعة أو بحث في من أين لك هذا ؟ واتفق أكثر مع انتقاد قطع الرواتب وكنت قد انتقدتها في مرات سابقة إذ عبرت أن الراتب حق لا يسمح التلاعب به أو إستغلاله ! وأفعل ذلك دون حسابات أو اللهث وراء إرضاء ومحاباة هذا أو ذاك أو التغاضي عن نفس هذه الأعمال والتصرفات والتجاوزات إذا كان أحدهم من المقربين !؟ فكل ما انتقده الكاتب من تصرفات وأعمال فعله أخرون ولم نقرأ له كلمة واحدة! لكني لا أتفق معه مع رفضه لأي قرار عقاب يخص رجل عسكري أو أمني لا يلتزم بنظام المؤسسة الأمنية التي يتبع لها ولا يلتزم بسياسة الحكومة الشرعية فمن غير المسموح أن يكون رجل الأمن تابعا لأحد أو عاملا ضمن فريق من خارج المؤسسة الأمنية أليس المشهد اليهودي هنا عبرة ومثال أم انه مشهد خارج النص الحسابي ؟ كما اتفق كذلك مع الآلية التي يكرهها وقد تم من خلالها إختيار أعضاء المؤتمر السابع لحركة فتح لأنها اعتمدت على نصوص النظام الأساسي ومع مجمل الإضافات التي تمت لأنها اعتمدت على مبدأ الكفاءة والتاريخ النضالي والموقع الذي شغله كل مضاف وبحيث لا تحتاج إلى انتخابات . وأتحدى أن يقدم أحد ما إسم عضوا ما لا يسمح القانون له بأن يكون عضوا في المؤتمر وعلى عكس ما تم في المؤتمر السادس تماما في ضم المئات لعضوية المؤتمر دون وجه حق و دون أن نسمع إعتراضا أو إنتقادا من الكاتب أو غيره حينها ! واتفق تماما مع المطالبات التي تؤكد عدم السماح بإلغاء أعضاء لا يمكن تجاوزهم وسبق أن طالبت بفتح الباب لكن في نفس الوقت ومن المنطق فلا يجوز لأي كان أن يخرج عن المألوف وعلى النظام المتبع لدى المؤسسة النضالية التي يتبع لها في عملية تشهير وإتهامات لا صحة لها بل عليه الإلتزام بمبادىء حركة يتبع لها إلا إذا كان لم يقرأ أو يعرف مبادءها!

كاتم الصوت:سقطت الإشاعة أرضا...ابحثوا عن المصدر الرئيسي...الجوازات في أمان!

كلام في سرك:عيب البحث في الدفاتر العتيقة...تبقى إبنة خليل بالنسبة لي فخر وإعتزاز وشرف ! لا للقلم المسيس ويسقط حكم العسكر .

ملاحظة:الخروج الآمن تعبير ومصطلح جديد بات يتداوله بعض مروجي السياسة الممنوعة وكأن الرئيس الفلسطيني يشعر بمشاعر الخوف من المستقبل ويبحث عن الأمن الشخصي والطمأنينة عند مغادرته منصبه !! الرئيس يبحث عن خروج آمن ليس له بل للوضع الفلسطيني ! ولديه إصرار ذاتي وبإرادته على تسليم الأمانة وشخصيات فلسطينية فصائلية مستقلة وفتحاوية تضغط على الرئيس للإستمرار في الوقت الحالي على قيادة السفينة .انطقوا بالحق ولو مرة واحدة ...على قدر أهل العزم !