الى أين نحن ذاهبون ؟؟
سمير حمتو
التصعيد الإسرائيلي الخطير ضد شعبنا وما رافقه من إعلان دولة الاحتلال قطع العلاقات مع السلطة الوطنية والقرارات الظالمة من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي بقطع وتجميد المعونات الاقتصادية للشعب الفلسطيني وحالة الجمود التي تشهدها الساحة الفلسطينية بكل تعقيداتها تدفع الجميع الى التساؤل إلى أين نحن ذاهبون في ظل حالة العزلة التي بدأت تفرض علينا بكل أشكالها وصورها من قبل إسرائيل والمجتمع الدولي الذي يرتهن للمواقف الإسرائيلية والذي يتبع سياسة الكيل بمكيالين ؟؟؟
إن التطورات الدراماتيكية الخطيرة متعددة الأطراف والأهداف التي شهدتها ساحتنا الفلسطينية والاحداث المتلاحقة التي جاءت في أعقاب تشكيل الحكومة الفلسطينية التي استندت على أسس شرعية وديمقراطية لايعني إلا شيء واحد فقط هو ممارسة الضغوط والعقوبات على الحكومة التي لم يتجاوز عمرها أياما معدودات، على الرغم من المواقف المرنة والتصريحات المعتدلة التي صدرت على لسان عدد من مسؤولي الحكومة الجديدة والتي تدلل على سيرها في خط الاعتدال المتدرج حيث أكدت أنها ستتعامل مع كل ما يعرض عليها من مبادرات بعقول مفتوحة.
في المقابل لا يوجد لدى إسرائيل أو المجتمع الدولي ما يشير الى نية هذه الأطراف طرح أية مبادرة أو الدخول مع الحكومة الجديدة في حوار للتعرف على ما تريده هذه الحكومة والاستماع لوجهة نظرها حول سبل إنهاء الصراع أو تحقيق التهدئة مع الجانب الإسرائيلي ولو بشكل مؤقت وبشكل يضمن تحقيق مطالب شعبنا في الحرية والعيش بكرامة على أرضه، بل على العكس نجد من المجتمع الدولي مزيدا من الغطرسة والارتهان للقرار الإسرائيلي والتي كانت نتيجتها اتخاذ قرارات ظالمة ومتسرعة تهدف بالأساس الى معاقبة الشعب الفلسطيني برمته لأنه خاض تجربة ديمقراطية وصفها المجتمع الدولي نفسه بأنها من أفضل التجارب الديمقراطية في العالم، والآن وبعد أن اعتلت حماس سدة الحكم أصبحت التجربة الديمقراطية لاترضي إسرائيل ولا الولايات المتحدة العوراء وحلفائهما من دول الغرب وبداوا بمعاقبة هذا الشعب، بدلا من أن يفتحوا حوارا مع القادة الجدد للشعب الفلسطيني الذين أصبحوا مسؤولين عن كل دقائق الأمور في الحياة الفلسطينية، إذ أن من ابسط البديهيات المتعارف عليها دوليا أن يلجا المجتمع الدولي الى كل الوسائل التي من شانها فتح الحوار مع المسؤولين عن هذا الشعب ومساعدته لضمان الهدوء الذي ينشدونه في المنطقة.
أما على الصعيد الداخلي، فنجد الساحة الفلسطينية تعيش حالة من الترهل وانسداد الأفق وانعدام لغة الحوار بين ألوان الطيف السياسي الفلسطيني ولاتجد إلا لغة الاتهام والاتهام المتبادل لما وصلنا إليه من حال، بدلا من أن نقف جميعا صفا واحدا لمواجهة هذه الضغوط وهذه الحرب المفتوحة علينا من كل الجبهات وان نتوصل جميعنا الى آلية عمل مشتركة نتمكن بها من إنقاذ ما يمكن إنقاذه ودرء مزيد من المخاطر والصعاب القادمة لان الخطر يداهم الجميع ولن ينجو منه احد لاسيما وان إفشال هذه الحكومة وإجهاض هذه التجربة الديمقراطية في مهدها سواء بأيدي البعض منا أو الأطراف الخارجية لن ينعكس خطره على أعضاء الحكومة أنفسهم أو فصيل بعينه بل ستمتد آثاره السلبية الى كل المجتمع الفلسطيني، فهل نتنبه لهذا ؟؟ ونبدأ من الآن بلملمة صفوفنا وتدارك الموقف والشروع فورا بحوار جدي بين كل الفصائل التي تمثل شعبنا للخروج برؤية واضحة للتعامل مع كل المستجدات والظروف التي تحيط بنا، أم أن نواصل تبادل الاتهامات وتطبيق عبارة " لنرى ما الذي ستفعله الحكومة ؟؟" في وقت نرى فيه النيران تحاصرنا من كل جانب وفي وقت يمضي فيه الطرف الإسرائيلي بزعامة اولمرت بتنفيذ مخططاته أحادية الجانب وتطبيق مشروع الفصل الجغرافي والسياسي والاقتصادي.
إن الخروج من الحالة الراهنة يحتم علينا جميعا الوصول الى توافق وطني شامل ووضع استراتيجية موحدة لمواجهة مشروع اولمرت تتضمن ترشيد المقاومة وتوجيهها الوجهة الصحيحة وتطرح حلا سياسيا أكثر واقعيا دون المس بثوابتنا لان بديل إفشال هذه الحكومة التي يطالبها العالم بتقديم تنازلات على حساب ثوابتنا وحقوقنا هو الفوضى الشاملة في المنطقة.
[email protected]
الى اين نحن ذاهبون ؟ بقلم: سمير حمتو
تاريخ النشر : 2006-04-10